القاهرة ــ الأخبار كما كان متوقعاً، قرر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، في الاجتماع الطارئ الذي عقد في بروكسل لبحث الأزمة المصرية، تعليق صادرات الأسلحة التي تستخدم في عمليات القمع إلى مصر، في وقت تواصلت فيه حملة الاعتقالات في صفوف قيادات جماعة «الإخوان المسلمين»، حيث اعتقل أمس صفوت الحجازي وآخرون.
وقالت مفوضة الشؤون الخارجية والسياسية والأمنية للاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، في مؤتمر صحافي عقدته عقب انتهاء اجتماع وزراء الخارجية، إن «الاتحاد قرر تعليق جميع تراخيص السلاح الذي من الممكن أن يساعد في عمليات القمع في مصر وإعادة تقويم ترخيص التصدير التي تغطيها منذ عام 2008 وإعادة المساعدة الأمنية لمصر». وأوضحت أن «كل دولة عضو في الاتحاد الأوروبي ستأخذ في الاعتبار كيفية تطبيق هذا القرار».
غير أنها أكدت في الوقت نفسه «نريد مدّ أواصر العلاقات القوية مع مصر، ولكننا لدينا مبادئ وقيم نريد أن نراها بشكل كامل في مصر، من بينها أن يكون هناك مصالحة وطنية». وأضافت: «نفهم أن المساعدات واجبة للفئات الأكثر ضعفاً فى المجتمع، سنستمر في متابعة الموقف عن قرب». وشددت على أن الاتحاد الأوروبي مستعد لدعم عودة الحوار السياسي في مصر. ودعت أشتون إلى تنفيذ «خريطة طريق سياسية تعيد مصر مرة أخرى إلى عملية ديموقراطية».
أما وزير خارجية ليتوانيا، ليناس لينكوفيسيوس، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، فرأى أن «الإشارات التي أُرسلت حتى الآن لم تكن فاعلة جداً. كذلك لم يُستمَع إلى دعوات وقف العنف، ولذلك فقد حان الوقت حقيقة لاتخاذ إجراءات إضافية» غير أن وزير الخارجية الألماني، غيدو فيسترفيله، حذر من اتخاذ قرارات متعجلة، وقال: «نريد بالطبع إرسال رسالة واضحة، وخاصة في ما يتعلق باستخدام القوة، ولكن على الجانب الآخر من المهم ألا نغلق قنوات الاتصال للأبد».
في المقابل، رفضت القاهرة على لسان سفيرها في فرنسا محمد مصطفى كمال، القرار الأوروبي. وقال الأخير إن مصر «لا يمكن أن تقبل» أن يمارس شركاؤها الأوروبيون المجتمعون في بروكسل لمراجعة مساعدتهم للقاهرة «ضغوطاً على إرادة الشعب المصري».
ورأى أن أي إجراءات عقابية ضد السلطات المصرية ستكون بمثابة «إشارة مشجعة لمن يمارسون العنف». وأضاف أن «المصريين أكثر اتحاداً من أي وقت مضى ولن يخضعوا ابداً لقوى الظلام».
في غضون ذلك، تمكنت أجهزة الامن المصرية من القاء القبض على مزيد من قيادات جماعة الاخوان المسلمين بعد ساعات من توقيف مرشدها العام، محمد بديع. وقالت مصادر أمنية وعسكرية إن قوات الامن المصرية القت في ساعات الفجر القبض على الداعية الاسلامي صفوت حجازي، ومراد علي، المستشار الاعلامي لحزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين.
وأوضحت المصادر أن حجازي اعتقل قرب واحة سيوة بصحراء مصر الغربية الحدودية أثناء محاولته الهروب الى ليبيا، فيما أُلقي القبض على مراد علي من جهته في مطار القاهرة الدولي «بعد محاولته الهرب الى ايطاليا»، حيث قالت المصادر إنه «كان يرتدي ملابس غير رسمية وحليق اللحية».
إلى ذلك، قررت نيابة البحر الأحمر الكلية حبس 7 من قيادات تنظيم الإخوان المسلمين 15 يوماً على ذمة التحقيق في قضايا التحريض على القتل وأعمال العنف والتخريب بالغردقة. وكانت الأجهزة الأمنية بالبحر الأحمر قد اعتقلت 7 من قيادات تنظيم «الإخوان»، وأحالتهم على النيابة العامة على خلفية أعمال الشغب والتخريب واقتحام محكمة الغردقة وإتلاف وحرق ممتلكات عامة.