طمأن زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر، البعثات العربية والدولية من "مخاوف الاجتياح الشعبي للمنطقة الخضراء"، وقال إنه "إذا حصل الدخول للخضراء فلن يعتدى عليهم"، فيما هدد السفارتين الأميركية والبريطانية بجعلهما من ضمن الفاسدين في حال تدخلهما عسكرياً أو إعلامياً.
وقال الصدر، في بيان: "تناهى إلى مسامعي أن البعثات الدبلوماسية العربية والدولية والسفارات أجمع، قد اعترتها بعض المخاوف من الاجتياح الشعبي للمنطقة الخضراء من حيث إن وجودها داخل هذه المنطقة". وأضاف: "من هنا صار لزاماً علي أن أبعث لهم، ولا سيما إلى غير المحتل رسائل طمأنة وسلام".
وأكد الصدر "أننا قوم لا نعتدي على ضيوفنا أبداً"، مشدداً على أن "الشعب إذا اختار دخول المنطقة الخضراء فلن يكون أي تعدٍّ عليهم، بل إن أي تعدٍّ عليهم سيكون تعدياً علينا ونحن نرفضه رفضاً باتاً وقاطعاً".
إلا أن الصدر أضاف أن "سفارات المحتل، أعني السفارة الأميركية والبريطانية، فقد بعثت لها رسالة من خلال الخطاب الأخير بأن عليها السكوت أو الانسحاب من تلك المنطقة"، لافتاً إلى أنه "في حال تدخلهم بأي نوع من التدخل العسكري أو الاستخباري أو الإعلامي سيكون ذلك جعلها من ضمن الفاسدين، والخيار لها وليس لنا". وتوجه زعيم "التيار الصدري" إلى الشعب العراقي، مؤكداً أن "كل السفارات في حمايتكم بلا فرق بينها، إلا المحتل منها"، داعياً إياه إلى "انتظار قرار آخر في وقت آخر بعد أن نرى سكوتها أو تدخلها السلبي".
في غضون ذلك، وصف وزير الخارجية إبراهيم الجعفري الذي يرأس "التحالف الوطني" اجتماع قادة "التحالف" الذي عقد، قبل يومين في كربلاء، بأنه كان جلسة حوارية مفتوحة، مرجحاً أن ينعقد اجتماع آخر مماثل.
وقال الجعفري في تصريح من مصر، خلال وجوده من ضمن الوفد المرافق لرئيس الجمهورية فؤاد معصوم، إن "الحكومة بكل أطرافها تبذل قُصاراها من أجل تسيير دفة النظام، وتطبيق القانون، وإعطاء هامش واسع من الحرية للتعبير عن الرأي، بما لا يخلّ بالنظام".
وأضاف أن "جلسة قادة التحالف الوطني كانت حواريّة مفتوحة، وكلّ النقاط التي طرحت جرى الحوار فيها، ومناقشتها جيِّداً، والاستماع إلى جميع وجهات النظر"، موضحاً أنها "دامت أكثر من ساعتين، ولم يُقاطِع أي أحد الجلسة حتى انتهاء الاجتماع"، وذلك في إشارة إلى الأنباء عن مغادرة الصدر الاجتماع واعتراضه على ما جرى تداوله. إلا أن الجعفري استدرك قائلاً: "كان هناك اختلاف، ولا نتوقع تطابقاً في وجهات النظر، ولكن لم يكن هناك شيء خلاف المتوقع".
في سياق آخر، دعا عضو هيئة رئاسة مجلس النواب همام حمودي، الجانب الروسي إلى تعزيز التعاون العسكري والأمني، مثمناً دور موسكو الفاعل في تقديم السلاح ومواجهة الإرهاب.
وخلال استقباله السفير الروسي في بغداد إيليا مورغونوف، أشار حمودي إلى وجوب التنسيق المشترك بين جميع دول المنطقة والعالم في مجال تبادل المعلومات الاستخبارية التي تعجل في القضاء على "داعش".
بدوره، أكد السفير الروسي حرص بلاده على تعزيز التعاون البرلماني والثقافي والأمني والاستثماري بين البلدين، مبدياً استعداد روسيا لمساعدة العراق في قضية سد الموصل، إضافة إلى التنسيق المشترك والفاعل في الحرب على الإرهاب، وبما يعزز أمن المنطقة والعالم واستقرارهما.
يأتي لقاء حمودي مع السفير الروسي، في الوقت الذي التقى فيه رئيس ائتلاف "متحدون للإصلاح" أسامة النجيفي السفير الأميركي ستيوارت جونز. وذكر بيان لمكتب النجيفي أنه "جرى في الاجتماع بحث ومناقشة مجموعة من الملفات ذات الاهتمام المشترك، ومنها التغيير الحكومي والإصلاحات، التظاهرات الشعبية، استعدادات لمعركة تحرير الموصل، الأخطار المحتملة لسد الموصل". ودعا النجيفي إلى "دعم ومساندة الحشد الوطني من أبناء الموصل المشكّل من مكونات محافظة نينوى كافة، وزيادة عدد المتطوعين وتجهيزهم بما يمكنهم من تحقيق النصر على تنظيم داعش الإرهابي وترسيخ الأمن والاستقرار بعد التحرير".
(الأخبار)