غزة ــ الأخبار شدّد رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية، أمس، على ضرورة تحقيق المصالحة الوطنية، وخصوصاً في ضوء المتغيرات الدولية الراهنة، وذلك غداة اجتماع بين حركتي «حماس» و«فتح» وصف بالروتيني، أعقبه منع حمساوي لمسؤول فتحاوي هو زكريا الآغا من المغادرة الى الضفة الغربية.
وأكد هنية خلال استقباله للأسرى المحررين أن حركة «حماس» حريصة على المصالحة والوحدة الوطنية، وقال: «نؤكد أننا لا نزال نصر على تحقيق المصالحة، ونتمسك بإنهاء الانقسام». وأضاف «نقف اليوم أمام متغيرات تعصف بالمنطقة، كما تمر غزة بتحديات صعبة، في ظل مضي الاحتلال في تحقيق مخططاته».
واعتبر أنّ وثيقة الوفاق الوطني أصبحت جامعة للشعب ولا تزال صالحة لاستعادة الوحدة الوطنية، مبيّناً أن الأسرى كان لهم دور واضح في استعادة الوحدة.
من جهة ثانية، شدد رئيس الحكومة المقالة على أن «المزاوجة بين المقاومة والسياسة لتحرير الأسرى لا حرج فيها، طالما أنهما يحافظان على الثوابت والحقوق الفلسطينية». وقال إن «قضية الأسرى هي قضية مركزية للشعب وليست خاضعة للعمل الموسمي». وأضاف: «ملف الأسرى من ملفات الصراع المفتوح مع الاحتلال، ولا يمكن أن نسلم للمحتل بهذه السياسات والهمجية والسادية». وأشار الى أن المعيار الأساسي هو الهدف المتمثل بتحرير الأسرى، والآلية هي المقاومة والدبلوماسية، «ولكن على قاعدة عدم التنازل والتفريط لأن ملف الأسرى لا يجب أن يخضع للمقايضة، وإنما هو حق مقدس وثابت للأسرى». وهنأ هنية المحررين في الضفة الغربية وقطاع غزة، متمنياً أن تُستكمل جولات الإفراج عن الأسرى الباقين ضمن المفاوضات بين السلطة والاحتلال.
من جهة أخرى، أكد المتحدث باسم حركة «حماس» سامي أبو زهري أن اللقاء الذي عُقد أمس بين حركتي «حماس» و«فتح» بقيادة أمين مقبول كان بروتوكولياً. وأشار إلى أنّ جلسات الحوار بين الحركتين تتم بطريقة رسمية بقيادة موسى أبو مرزوق وعزام الأحمد. وأوضح: «لقاء أمس جاء بناءً على طلب حركة فتح»، مضيفاً إن حركته شدّدت خلال اللقاء على ضرورة الالتزام بتنفيذ اتفاق المصالحة، حسب ما وقّع ومن دون أي انتقائية كمخرج من حال الانقسام الراهن. واستنكر ما أُشيع عن فشل جلسة اللقاء الحمساوية _ الفتحاوية، قائلاً إنه لم يكن هناك حوار في الأصل.
وأوضح أن وفداً من «فتح» في رام الله كان في زيارة لغزة وطلب لقاءً مع حركة «حماس»، وطرح فكرة قديمة حول الذهاب إلى الانتخابات مباشرة، غير أن الظروف الراهنة غير مهيأة لإجراء الانتخابات، بحسب زهري.
وفي سياق متصل، أعلنت حركة «فتح» أن أمن حركة «حماس» منع مسؤولاً في الحركة من الذهاب الى الضفة الغربية. وقال بيان صادر عن الهيئة القيادية العليا للحركة في قطاع غزة إن «أجهزة أمن الحكومة المقالة في غزة منعت زكريا الآغا، عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» من مغادرة قطاع غزة عبر معبر بيت حانون (إيريز) شمال القطاع لحضور اجتماعات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بدون إبداء أي سبب».
والآغا عضو في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ومسؤول ملف اللاجئين فيها. واعتبرت «فتح» أن منع الآغا من الذهاب الى الضفة الغربية «تصعيد خطير وغير مسؤول في هذه الأوقات التي تسعى فيها حركة فتح الى رأب الصدع وإنجاز المصالحة الوطنية»، مشيرة الى أن المنع جاء في وقت يوجد فيه وفد رسمي من الحركة في القطاع للتشاور مع حركة «حماس».