القاهرة | في مكالمة هاتفية جرت الأسبوع الماضي، أكّد مستشار وزير الدفاع لشؤون التسليح اللواء محمد العصار لوزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل أن السيادة المصرية خط أحمر، سائراً بذلك على خطى قائده عبدالفتاح السيسي، بحسب ما كشفت مصادر «الأخبار»، التي رأت أيضاً أن شائعات وضع العصار قيد الإقامة الجبرية تعود الى موقفه الصارم من الإدارة الأميركية. وبحسب المصادر العسكرية المطلعة، فإن نائب وزير الدفاع شدد على ضرورة أن تعيد الولايات المتحدة حساباتها مع جماعة «الإخوان المسلمين» ودعمها المطلق لهم. وقال للوزير الأميركي: «هناك توجه عام بتقليل الاتصالات بين مصر والولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة (...) اتصالاتنا قد تكون محدودة خلال الفترة المقبلة».
وحرص العصار بحسب مصادر «الأخبار»، خلال المكالمة الهاتفية، على التمييز بين علاقة المؤسسة العسكرية المصرية مع نظيرتها الأميركية وبين علاقتها مع الإدارة الأميركية، وقال لهاغل: «نؤكد على تواصلنا مع نظرائنا الأميركيين، لكن على الادارة الأميركية أن تعيد النظر في تدخلها في الشأن المصري إذا أرادت الإبقاء على أواصر التواصل بيننا». وتابع أن وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي «ليس رئيساً للجمهورية ولا يدير مصر كما يروّج جماعة الإخوان». وأكّد أنّ «السيسي يلتزم فقط بتفويض الشعب المصري للقوات المسلحة في مواجهة الإرهاب بعد استشعار المؤسسة العسكرية الخطر من الممارسات الإرهابية».
وكشفت المصادر أن الجانب الأميركي تساءل صراحة عن علاقة مصر بروسيا، فأجاب العصار «مصر تجمعها علاقات طيبة وطيدة مع كل بلاد العالم العربية والغربية، وخصوصاً التي تحترم منها السيادة المصرية، وتتعامل معها على اعتبار أنها خط أحمر لا يمكن تجاوزه». غير أن وزير الدفاع الأميركي كرّر سؤاله عن علاقة مصر بروسيا لأنه لم يرض بالإجابة، عندها قال له العصار «نتعامل مع روسيا على اعتبار أنها دولة صديقة»، من دون أن يقوم بالتوضيح أكثر من ذلك. قبل أن يضيف «الإدراة المصرية رصدت اتصالات هاتفية بين قيادات من جماعة الإخوان المسلمين في مصر ومسؤولين في الإدارة الأميركية، والقيادات العسكرية المصرية غاضبة من هذه الاتصالات».
وبحسب المصادر، فإن مكالمة العصار جاءت بعدما فوّض إليه الفريق أول عبدالفتاح السيسي تولي مهمات التسليح الخارجي وفقاً لمنصبه في الوزارة، وأن الصلاحيات الممنوحة له جعلت دوره يماثل دور «الجوكر» الذي يتولى مهمات إنهاء لعبة المفاوضات المصرية الأميركية لمصلحة الجانب المصري، كما كان قد نجح في ذلك سابقاً.
وعلقت مصادر «الأخبار» على شائعات وضع العصار قيد الإقامة الجبرية، وقالت إن استهداف شخص العصار بشائعات عن وضعه تحت الإقامة الجبرية تارة وأخرى بمحاولة «تلميعه»، يبدو أنها جاءت بمباركة خارجية. وأضافت «قد يكون رفضه القاطع لتهديد مصر بقطع المعونة سبباً رئيسياً وراء الهجمة الممنهجة التي حاولت النيل منه، وهو الأمر الذي دفع السيسي إلى التأكيد عليه لحضور لقاء المنطقة المركزية الذي عُقد أمس بحضور رئيس الأركان الفريق صدقي صبحي، ووزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، وقادة الأفرع في القوات المسلحة».
بدوره، خرج المتحدث العسكري العقيد أركان حرب أحمد محمد علي ببيان على صفحته الفايسبوكية لينفي وضع اللواء العصار تحت الإقامة الجبرية، مؤكداً أنه يمارس عمله بشكل طبيعي كأحد المساعدين الرئيسيين لوزير الدفاع. وقال إن تلك الشائعة تأتي في إطار الحملة الممنهجة والمنظمة التي تستهدف الجيش المصري وقياداته لتحقيق أهداف مشبوهة لجماعات غير وطنية.
وأضاف أن «القوات المسلحة المصرية مؤسسة نظامية محترفة منذ أمد التاريخ، ورجالها هم أبناء هذا الشعب العظيم، وسيظلون دائماً على قلب رجل واحد، لحماية الوطن ومقدراته». وأكد أن «مزاعم الانشقاق والأباطيل والادعاءات المتكررة التي لا يكلّ المغرضون والمضللون عن ترويجها، لا توجد إلا في خيالاتهم المريضة وعلى فضائهم الإلكتروني الافتراضي فقط».