القاهرة | ألقت الأحداث السياسية بظلالها على احتفالات المصريين بعيد الفطر هذا العام؛ الميادين انقسمت كحال روادها في طريقة الاحتفال، والشعارات السياسية التي تنطلق من أفواه المتظاهرين تحولت الى شعارات مخبوزة تدخل الفرن لتخرج في شكل اعتراض مطهو، كما هي الحال في رابعة العدوية وميدان النهضة، حيث يستمر أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في اعتصامهم؟ غير أنهم تعاونوا عشية العيد لصنع كعك العيد، في خطوة غير مألوفة في ميادين الاعتصامات. لكل عيد طعمه وأغانيه، والعيد في مصر هذا العام بطعم الانقلاب العسكري أو الشرعية؛ ففي الوقت الذي أقام فيه معتصمو «رابعة العدوية» و«النهضة» أفراناً لصنع كعك العيد في الميادين بقوالب تحمل شعارات رافضة للانقلاب وداعمة للشرعية المتمثلة في عودة الرئيس، دعا مؤيدو «٣٠ يونيو» الى إقامة صلاة عيد الفطر في ميدان التحرير وقصر القبة للمشاركة في فرحة أول عيد بعد رحيل الرئيس المعزول محمد مرسي. كذلك ستحرص الأحزاب والحركات على التواصل مع أهالي الشهداء لتهنئتهم بالعيد.
«مرسي رئيسي» «لا للسيسي»، عبارات حملتها صواني الكعك في الميادين المؤيدة لمرسي على أنغام الأغاني التي أعدّت خصيصاً لهؤلاء المعتصمين، والتي تصدح بصوت عال ليقول منشدها «مصر إسلامية، إسلامية، لا علمانية». السيدات في رابعة والنهضة حضرن بكثافة في الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان، استعداداً لعمل لوازم العيد التي اختلفت أشكالها بحسب اختلاف بيئة كل سيدة؛ فللصعيد لوازمه، ولمحافظات الوجه البحري أيضاً عاداتها ولوازمها. غير أن القاسم المشترك كان كلمة مرسي التي حملها الكعك والعبارات المناهضة لحكم العسكر.
مسيرات داخلية نظمتها مجموعة من السيدات المؤيدات للرئيس المعزول في مختلف أرجاء الميدانين بصواني الكعك احتفالاً بعيد الفطر، هاتفات بصوت عال «كعك العيد يا كعك العيد الريس راجع من جديد»، و«يا اللي معاك الطيارات تعال شوف كعك الاخوات» و«يا ابو دبوره ونسر وكاب تعال شوف كعك الارهاب» و«قوة عزيمة إيمان عملنا الكعك في الميدان» و«رص الكعك رص خلي السيسي يبص»، و«كعك العدوية في الداخلية»، و«يا بنات اعملوا بسكوت خلي السيسي يطق يموت»، و«يا بنات اعملوا بتيفور خلي السيسي الليلة يغور»، و«رصي الكعك كويس الليلة هياكل منو الريس».
السيدات هنا مناضلات هن يرفضن العودة إلى بيوتهن بعد المذابح التي شهدتها الميادين المؤيدة للرئيس المعزول. منى امراة حضرت من دلتا مصر مع زوجها وأبنائها، وأقاموا في خيمة من تلك الخيم التي نصبت لأجل المبيتين في الميادين، وهي إحدى القائمات على صنع الكعك. تقول لـ«الأخبار» «نحن هنا لأجل عودة الرئيس ونحتفل معاً بنجاح اعتصامنا ضد العسكر»، قبل أن تنتفض متحمسة فجأة وتهتف «لا لا للسيسي، مرسي هو رئيسي».
منى سيدة أربعينية لم تبت يوماً خارج منزلها، غير أنها «اليوم هنا لنصرة الحق»، كما تقول، واستجابة للدعوة التي أطلقها صفوت حجازي، عبر منصة رابعة في أوائل شهر رمضان.
يقول محمد شعبان، أحد أعضاء جماعة «الإخوان المسلمين»، لـ«الأخبار» «نحن جئنا من صعيد مصر أمس لنحيي الليل ونحتفل معاً بعيد الفطر. نحن لن نقبل فض الاعتصام إلا بعد عودة الرئيس، وإلا فما فائدة الصندوق الانتخابي».
ليس بعيداً عن ميدان رابعة العدوية، يستعد المناوئون لجماعة «الإخوان» للاحتفال بعيد الفطر على طريقتهم الخاصة. في ميدان التحرير وأمام قصر القبة وأمام قصر الاتحادية، تقيم القوى المؤيدة لـ«٣٠ يونيو» صلاة عيد الفطر بحضور شعبي كبير، على أن تعقبها وقفة تحت شعار «عيد بلا إخوان»، والاستماع إلى خطبة العيد أمام القصر، وتوزيع هدايا للأطفال وعدد من الفقرات الترفيهية ومسابقات. وستحرص الأحزاب والحركات على التواصل مع أهالي الشهداء لتهنئتهم بالعيد، ومن المقرر أن يؤمّ المصلين في ميدان التحرير الشيخ مظهر شاهين، خطيب مسجد عمر مكرم.
وقال عضو المكتب السياسي لتكتل القوى الثورية، طارق الخولي، إن التكتل سيشارك في صلاة عيد الفطر في ميدان التحرير والاحتشاد منذ الصباح الباكر ثم الرحيل بعد الصلاة، مشيراً إلى أن شعاراتهم في ذلك اليوم ستكون ضد الإرهاب والعنف، ورفض الفوضى التي تحدثها جماعة «الإخوان» في البلاد، والمطالبة بالحفاظ على مكتسبات الثورة واستكمالها.
بدوره، وجه التيار الشعبي على صفحته الرسمية دعوة الى أعضائه والى جموع الشعب المصري في كافة محافظات مصر للتجمع في الساحات وميادين الثورة في كل محافظات مصر لأداء صلاة العيد، احتفالًا بالعيد ولإعلان استكمال الثورة ودعم الاستقلال الوطني. وجاء فى الدعوة أنه سوف يؤمّ المصلين في جميع الميادين علماء من الأزهر الشريف وأئمة أجلاء من وزارة الأوقاف، في مختلف المساجد التي كانت في يوم ما شاهدة على شراكة أفرقاء اليوم في الثورة بالأمس القريب.