كشف مسؤول حكومي يمني أمس أن قوات الأمن في بلاده أحبطت مؤامرة لتنظيم «القاعدة» للسيطرة على منشآت للنفط والغاز وعلى مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت في شرق البلاد. وتزامن هذا الإعلان مع سعي الرئيس الأميركي باراك اوباما الى طمأنة الاميركيين بعد التحذيرات من اعتداءات على مصالح للولايات المتحدة، أعقبها إجلاء دبلوماسييها في صنعاء، في خطوة رأى اليمن انها «تخدم مصالح المتطرفين». وقال راجح بادي، المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء محمد سالم باسندوة، إن المؤامرة تضمنت اقتحام عشرات من متشددي القاعدة المتخفين في زي قوات الجيش المنشآت المستهدفة ليلة 27 رمضان والسيطرة عليها.
وأفاد بادي وكالة «رويترز» بأن المؤامرة كانت تهدف إلى السيطرة على مرفأ الدباح لتصدير النفط في حضرموت، ومنشأة بلحاف لتصدير الغاز، وكذلك مدينة المكلا. وتابع أن المؤامرة أحبطت بنشر قوات إضافية حول المنشآت المستهدفة ومنع أي شخص من الدخول.
وأول من أمس قتل العميد حسن مشعبة، المكلف حماية المنشآت النفطية بسقوط مروحية خلال اشتباكات بين الجيش وعناصر قبلية كانت تمنع اصلاح انبوب للنفط في محافظة مأرب تعرض لتفجير الاسبوع الماضي. وكانت الولايات المتحدة قد أجلت بعض موظفيها الدبلوماسيين من اليمن وطلبت من رعاياها «مغادرة البلاد على الفور» بعد تحذيرات من هجمات محتملة دفعت واشنطن إلى اغلاق بعثات في الشرق الأوسط.
من جهته، أكد الرئيس أوباما، في مقابلة تلفزيونية، أن ادارته «تتخذ كل الاحتياطات اللازمة»، داعياً الاميركيين الى عدم الشعور بالهلع. وقال أوباما «اذا عمل الأميركيون بحذر وتشاوروا مع وزارة الخارجية والسفارة واطّلعوا على الموقع قبل أن يسافروا، وبحثوا عن الاحتياطات التي يجب عليهم اتخاذها، أعتقد انه يمكنهم الذهاب في عطلهم».
وأضاف أن «كل ما عليهم القيام به هو التأكد من انهم يتصرفون بحذر».
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت الثلاثاء الماضي، أنها قامت باجلاء عشرات الموظفين في سفارتها من اليمن، ودعت رعاياها الى مغادرة البلاد فوراً محذّرة من «هجوم وشيك» بعد اعتراض مراسلات لتنظيم القاعدة. وردت الحكومة اليمنية بشدة على اجلاء الموظفين، موضحة انها لا تنكر وجود مخاوف أمنية، لكن مثل هذا الاجراء «يخدم مصالح المتطرفين».
وقالت وزارة الخارجية في صنعاء، إن خطوة كهذه «تقوض التعاون الاستثنائي بين اليمن والتحالف الدولي ضد الارهاب»، مؤكدةً ان السلطات المحلية «اتخذت كل الاجراءات لضمان أمن وسلامة البعثات الأجنبية».
في غضون ذلك، أعلن مسؤولون قبليون مقتل سبعة أشخاص يعتقد أنهم أعضاء في تنظيم القاعدة فجر أمس في غارة شنتها طائرة من دون طيار أميركية على الأرجح في جنوب اليمن.
وقال أحد هذه المصادر إن «غارة جوية نفّذتها طائرة بلا طيار أميركية واستهدفت سيارتين تتبعان القاعدة أثناء مرورهما في بلدة نصاب، مما أدى إلى تدمير السيارتين ومقتل سبعة من عناصر التنظيم».
وأوضح المصدر أن «السيارتين والأشخاص الذين كانوا على متنيهما تحولوا إلى قطع صغيرة بعد الغارة».
وهو خامس هجوم من هذا النوع منذ الثامن والعشرين من تموز. واسفرت هذه الهجمات عن سقوط 24 قتيلاً.
إلى ذلك، أعلن مصدر مطلع لدى سفارة ايران في اليمن، أن وفداً ايرانيا سيتوجه الى صنعاء في غضون الاسبوعين المقبلين لمتابعة مصير الدبلوماسي الايراني المختطف نور احمد نيكبخت.
وأوضح مصدر لوكالة «مهر» للأنباء حول مصير الدبلوماسي المختطف أن الجهة الخاطفة لم تتصل لحد الآن بالرغم من مرور 17 يوماً على اختطاف نيكبخت، وليس من المعلوم ما هو هدفهم من عملية الخطف.
(رويترز، أ ف ب، مهر)