أمر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بتشكيل هيئة مهمتها العمل على استقطاب المسيحيين من فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 1948 للتجند في الجيش وما يُسمى بالخدمة الوطنية. وذكرت تقارير إسرائيلية أن تعليمات نتنياهو تقضي بتشكيل اللجنة في غضون أسبوعين وأنها ستضم ممثلين عن الحكومة وعن المسيحيين. وأشارت إلى أن القرار صدر في أعقاب لقاءٍ عقد الإثنين الماضي وجمع نتنياهو بشخصيات مسيحية بينها الأب غبريال نداف، كاهن الطائفة اليونانية الأرثودكسية في الناصرة ورئيس المجلس الأرثودوكسي في بلدة يافا الناصر ناجي عبيد، والضابط في الاحتياط شادي خليل، الذي سيرأس الهيئة المقرر تشكيلها.
ووفقا لما ذكرته صحيفة «هآرتس»، فإن الهيئة ستعمل على «دمج أبناء الطائفة المسيحية في قانون المساواة في العبء وعلى معالجة الجوانب الإدارية والقضائية المتصلة بذلك». كما ستعمل الهيئة «من أجل حماية المتجندين ومؤيدي التجنيد إزاء العنف والتهديدات، وتعزز فرض القانون على المشاغبين والمحرضين على العنف» من المعترضين على تجنيد المسيحيين في الجيش. ولا يُلزم القانون الإسرائيلي فلسطينيي الداخل من المسلمين والمسيحيين بالخدمة الإجبارية في الجيش الإسرائيلي، ويُستثنى من ذلك الفلسطينيون الدروز الذين تسري عليهم الخدمة الإلزامية في الجيش بناء على اتفاق أقرته زعامة الطائفة الدرزية مع الحكومة الإسرائيلية في السنوات الأولى لقيام إسرائيل. وتقوم السلطات الإسرائيلية بين الحين والآخر بمبادراتٍ لتشجيع الشبان الفلسطينيين على التجند في الجيش أو التطوع في إطار ما يسمى بالخدمة الوطنية التي يمارس فيها الشبان خدمتهم ضمن مؤسسات مدنية. وغالباً ما تواجه هذه المحاولات تصدياً من جانب الأحزاب والفعاليات العربية التي ترى فيها تآمرا لإيجاد شرخ في المجتمع الفلسطيني واستدراجا نحو الصهينة.
ومنذ قيام إسرائيل، لم تحصد السلطات الإسرائيلية غير الفشل على هذا الصعيد، حيث لم يتجاوز عدد المتجندين في الجيش من الفلسطينيين المسلمين والمسيحيين بضع عشرات. إلا أنه بحسب إحصاءات نشرتها «هآرتس» أمس، فإن العام الحالي شهد ارتفاعا ملحوظا في عدد الملتحقين بالخدمة العسكرية والمدنية من المسيحيين، إذ قياسا إلى 35 متجنداً العام الماضي، سُجل العام الحالي التحاق نحو 100 شاب بالخدمة العسكرية ونحو 500 شاب بالخدمة المدنية. وكانت مدينة الناصر العليا قد شهدت قبل عام مؤتمرا لتشجيع الشبان المسيحيين على تأدية الخدمة العسكرية والمدنية. وأشعل المؤتمر في حينه خلافا حادا داخل المدينة التي تعتبر عاصمة المسيحيين في فلسطين. وأدان رئيس البلدية وأعضاء كنيست عرب في حينه المؤتمر وهاجموا الأب نداف الذي يعتبر الزعيم الروحي لمشروع تجنيد المسيحيين في الجيش والشريك الأبرز للسلطات الإسرائيلية على هذا الصعيد. ودعا مجلس الطائفة الأرثودوكسية آنذاك إلى مقاطعة المؤتمر ونشر بيانا جاء فيه أن «العرب المسيحيين لن يساهموا في إجراءات تهدف إلى شق الصفوف وزرع الشقاق داخل المجتمع العربي الفلسطيني في إسرائيل».