تجاوزت أحوال الأسرى المضربين عن الطعام منذ شهور حدّ المعقول، من دون أن تستجيب سلطات الاحتلال لحقوقهم. وقد بلغ عدد المضربين 12 أسيراً حتى الآن، تسعة منهم في المستشفيات الإسرائيلية. وقد حذّر وزير شؤون الأسرى والمحررين، عيسى قراقع، من سقوط شهداء في صفوف الأسرى المضربين عن الطعام بسبب التدهور المتواصل لأوضاعهم الصحية. ودعا إلى التدخل بقوة وعلى نحو عاجل لتجنب «مأساة قد تحدث في أي لحظة في صفوف المضربين عن الطعام، وفي ظل عدم وجود اهتمام من قبل حكومة الاحتلال وإدارة السجون بوضعهم ومطالبهم». وحذر من أن وقوع أي مأساة بحق المضربين في هذه المرحلة سوف يؤدي إلى تصعيد كبير داخل سجون الاحتلال وتداعيات كثيرة تترك انعكاسها على موضوع استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. بدورها، قالت محامية وزارة الأسرى، حنان الخطيب، إن الوضع الصحي للأسير عبد الله البرغوثي، الذي زارته في مستشفى العفولة الإسرائيلي، متدهور للغاية بسبب إضرابه عن الطعام لليوم الـ 95 على التوالي. وأوضحت أن الاسير البرغوثي يعاني من عدم الشعور في يده اليسرى وعدم القدرة على الوقوف والمشي ويصاب بحالات دوخان، وبأعراض ومشاكل في الكلى والكبد، وأنه يحتاج إلى غسيل للكلى إذا تواصل إضرابه عن الطعام. وأشارت الى أن «تراكم السموم بالدم دفع أطباء المستشفى إلى سحب ما بين 4 و6 وحدات دم من جسده، إضافة إلى معاناته من قرحة بالمعدة». وقالت إن البرغوثي فقد نحو 30 كيلوغراماً من وزنه، وهو يرقد الآن في القسم الباطني في مستشفى العفولة مكبلاً بالقيود بيده اليسرى وبقدمه في سرير المستشفى، وهو مقطوع عن العالم الخارجي ويتناوب على حراسته ثلاثة سجانين. ويؤكد البرغوثي إصراره على مواصلة إضرابه عن الطعام حتى الإفراج عنه إلى الأردن، إذ إنه يحمل الجنسية الأردنية، وهو يتمتع بمعنويات عالية. وقالت الخطيب إن سائر الأسرى الأردنيين المضربين عن الطعام نقلوا من مستشفى الرملة إلى مستشفى سوروكا وهم في أوضاع صحية صعبة للغاية، وهم: علاء حماد ومنير مرعي وحمزة عثمان ومحمد الريماوي.
من جهته، أعلن نادي الأسير أن 12 أسيراً مستمرون في إضرابهم عن الطعام، تسعة منهم داخل المستشفيات المدنية للاحتلال، وأقدمهم أيمن عيسى حمدان من بيت لحم والمضرب منذ 100 يوم، ويقبع في مستشفى صرفند، إضافة إلى عماد البطران المضرب منذ 91 يوماً، احتجاجاً على اعتقالهما الإداري.
وأوضح نادي الأسير أن موقف «إدارة السجون» بدا مغايراً لموقفها تجاه أسرى خاضوا إضرابات منذ العام الماضي، لافتاً إلى أنها لم تعد مكترثة في حال استشهاد أي من الأسرى المضربين. وبيّن أن ضباط مصلحة سجون الاحتلال شددوا من خلال تصريحات لهم على أنهم لن يقوموا بالإفراج عن أي أسير حتى لو أدى ذلك إلى موته. وحذر من خطورة إصدار أوامر منع بحق بعض المحامين الذين يتابعونهم وحرمانهم من الزيارة، لافتاً الى أن إدارة السجون تحاول من هذه الخطوات كسر الإضرابات وإنهاءها.
(الأخبار)