حلب | بعد محاولات مستميتة ومئات القتلى من المسلحين، أعلنت المعارضة المسلحة، بعد المحاولة الـ43، السيطرة على مطار منّغ العسكري. وأعلنت «لجان التنسيق المحلية» و«الجيش الحر» سيطرة «الثوار» على المطار، رغم أنّ المشاركة الكبرى في الهجوم كانت من قبل تنظيم «دولة العراق والشام الاسلامية»، وذلك بعد هجوم واسع مهّد له بعملية انتحارية عبر عربة مدرعة محمّلة بستة أطنان من المتفجرات، نفّذها السعودي معاذ العبد الرحيم من مدينة بريده، المقاتل في جماعة «جيش المهاجرين والأنصار»، حسبما أفادت مواقع معارضة. المواجهات الساخنة في محيط المطار المحاصر منذ عشرة أشهر بدأت منذ الفجر، حيث حاولت مجموعات مسلحة التقدم عبر محاور عدة، فجرى صدها تباعاً وإيقاع خسائر فادحة في صفوفها إثر تدخّل سلاح الجو لتدمير إمدادات السلاح والمقاتلين المتجهة من أعزاز على الحدود التركية وتل رفعت ومارع جنوباً، إلى قرى منّغ والعلقمية وكفر أنطون المتاخمة للمطار، التي تنطلق منها الهجمات. وحسب مصدر معارض، فإنّ عشرات المسلحين، وبينهم من جنسيات غير سورية، سقطوا في قصف الجيش لمواقعهم وتدمير آلياتهم ومنصات إطلاق صواريخ في العلقمية، ومنّغ، وكفر أنطون، والشواغرة وعين دقنة. وكان الجيش السوري، بعديده القليل، قد أحبط هجوماً هو الأعنف من نوعه على سجن حلب المركزي الذي يضمّ أكثر من أربعة آلاف من سجناء الحق العام. وقال مصدر مطلع لـ«الأخبار» إنّ عشرات المسلحين سقطوا بين قتيل ومصاب في محيط السجن، ومعظمهم من «جبهة النصرة»، خلال محاولتهم اقتحام السجن، وإثر قصف مواقع تجمعهم في مبنى الزراعة وتلة المضافة، وقرب برج «ام تي ان»، وفي مقبرة قرية حيلان المجاورة.
كذلك قتل آخرون خلال محاولة لاقتحام مستشفى الكندي الواقع إلى الجنوب من السجن المركزي.
وفي حلب المدينة شهد محور سيف الدولة الهادئ منذ شهور معركة عنيفة إثر محاولة مجموعة مسلحة تابعة لتنظيم «جند الشام» التسلّل إلى منطقة خلف البريد، حيث قتل سبعة من أفرادها، في وقت حاولت فيه مجموعات أخرى التسلل عبر محور العامرية ـــ صلاح الدين، ومحور باب النصر ـــ الجديدة.
وشهد حيّ الشيخ مقصود اشتباكات عنيفة بين المسلحين و«قوات الدفاع الوطني» التي تحاول السيطرة على الحيّ. وقال مصدر معارض إنّ مسلحي المعارضة «تمكنوا من قتل أربعة من اللجان الشعبية خلال المعارك في الحي». وللمرة الثانية خلال أسبوع، حاول المسلحون التقدم نحو مطار رسم العبود شرقي حلب على طريق دير الزور.
في موازاة ذلك، استهدف سلاح الجو مقراً للمسلحين جنوب بلدة تل حاصل، التي قام مسلحو «جبهة النصرة» و«دولة العراق والشام الإسلامية» بطرد سكانها الأكراد قبل أيام بعد معارك عنيفة مع «لواء جبهة الأكراد»، الذي كان يسيطر عليها. وفي محور خان العسل، استمرت المواجهات بين الجيش والكتائب الإسلامية، حيث استهدف الجيش مقراً للمسلحين في جمعية الصحافيين، وتجمعات لآلياتهم في مزارع خان العسل الجنوبية.
وفي باب الهوى، إلى الغرب من خان العسل، قال مصدر معارض إنّ اشتباكات عنيفة وقعت بين مجموعات من المسلحين للسيطرة على المعبر الحدودي مع تركيا بعد محاولة جماعة «جمال معروف» السيطرة على المعبر.