أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس عن «تفاؤله» بنتيجة جهود وزير الخارجية الاميركي جون كيري، كاشفاً أن الاخير قدم «طروحات مفيدة وبناءة» لاستئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل، في حين دعت الحكومة المقالة في غزة السلطة الفلسطينية للتوقف عن التعلق بـ«الأوهام الأميركية والجري وراء سراب السلام». وأوضح عباس، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة الايطالي انريكو ليتا في رام الله في الضفة الغربية، «قدم كيري طروحات مفيدة وبنّاءة ولا نقول سيئة، لكن تحتاج إلى مزيد من التوضيح والتفسير لنتمكن من العودة إلى المفاوضات». وأضاف «إننا متفائلون لأن كيري جاد ومصمم على الوصول إلى حل. نأمل أن تعود المفاوضات في الوقت القريب جداً لنتناول القضايا الاساسية بيننا وبين الاسرائيليين»، مذكّراً بأن وزير الخارجية الاميركي «وعد بأن يعود خلال أسبوع أو أكثر، وقد ترك جزءاً من وفده لمتابعة اللقاءات والحوار».
وتابع عباس «نحن حريصون على السلام. هؤلاء جيراننا ونعترف بأنهم جيراننا، ويجب أن نعيش نحن وإياهم في أمن واستقرار، وأن نعيش بعضنا مع بعض، ونقول لهم الوقت من ذهب، الوقت مهم جداً نتيجة للأوضاع التي تعيشها المنطقة».
بدوره، أقرّ أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح، أمين مقبول، بحصول «تقدم» أثناء زيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاخيرة. وأوضح أن «كيري أكد التزام الولايات المتحدة بإقامة دولة فلسطينية استناداً إلى حدود 1967»، متحدثاً عن «مناقشات حول الإفراج عن أسرى» فلسطينيين لدى إسرائيل.
وشدد مقبول في حديث مع إذاعة صوت فلسطين على أن «الاستيطان يبقى العقبة الرئيسية أمام استئناف المفاوضات»، داعياً إلى «ضغوط أميركية على حكومة (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو».
وأضاف «نريد تحديد مهلة لهذه الجهود، حيث سبق أن تم إرجاؤها. نريد أن نعلم إن فشلت هذه الجهود كي نضع استراتيجية بديلة».
في المقابل، أكدت الحكومة المقالة في غزة أن جولة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنما تهدف إلى إعادة استنساخ السياسة الأميركية ذاتها القائمة على إضاعة الوقت وخداع الرأي العام، وإعطاء مظلة للاحتلال الاسرائيلي للاستمرار في مشاريعه الاستيطانية، والالتفاف على الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني من خلال طرح مبادرات مخادعة وغير ذات جدوى.
ودعت الحكومة المقالة، خلال اجتماع مجلس الوزراء المقال، السلطة الفلسطينية إلى التوقف عن التعلق بـ«الأوهام الأميركية والجري وراء سراب السلام»، مؤكدة أهمية التمسك بالحقوق المشروعة وعدم التفريط بأي منها، ومحمّلةً رئاسة السلطة في الضفة المسؤولية الكاملة عن أي تفريط أو تنازل عن حقوق الشعب
الفلسطيني.
من جهة أخرى، رأى أكثر من ثلثي الاسرائيليين والفلسطينيين (بالتوالي 68 و69%) أن فرص قيام دول فلسطينية إلى جانب إسرائيل في غضون خمسة أعوام ضئيلة أو معدومة.
وأكد استطلاع مشترك أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسيحية في رام الله والجامعة العبرية في القدس، نشر أمس، أنه بالرغم من تأييد أغلبية ساحقة من الاسرائيليين والفلسطينيين (62% و53%) لحل الدولتين، يرى 51% من الاسرائيليين أنه قد يفشل بسبب الاستيطان و58% من الفلسطينيين أنه لم يعد قابلاً للحياة.
لكن أكثرية كبيرة (63% من الاسرائيليين و69% من الفلسطينيين) تعارض حلاً بدولة واحدة ذات قوميتين يتمتع فيها الاسرائيليون والفلسطينيون بحقوق متساوية.
إلى ذلك، أعلن المسؤول في وزارة الصحة الفلسطينية، عمر النصر، أن الشاب معتز الشروانة استشهد بالرصاص وليس دهساً بسيارة جيب عسكرية كما كان يعتقد.
وأضاف النصر لوكالة «رويترز»، بعد إجراء عملية تشريح للجثة تبين أن هناك رصاصة في الصدر أدت إلى الوفاة.
وكان مسؤول فلسطيني قال أمس إن شاباً فلسطينياً استشهد في بلدة دورا غربي مدينة الخليل في الضفة الغربية بعد أن دهسته سيارة جيب للجيش الاسرائيلي.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)