القاهرة | بالتزامن مع خطاب الرئيس محمد مرسي، بادر الجيش المصري الى اتخاذ العديد من الخطوات الاستباقية لفرض الأمن في مختلف المحافظات المصرية، المتوقع أن تشهد تظاهرتين مليونيتين متضادتين؛ أولى لإسقاط مرسي وثانية داعمة له، وهو ما ينذر بوقوع مواجهات دموية. أولى الخطوات التي اتخذها الجيش كانت في القاهرة، حيث جرى تأمين مدينة الإنتاج الإعلامي والبنك المركزي والمنشآت الحيوية والوزارات ومجلسي الشعب والشورى ومطبعة البنك نوت ومجلس الوزراء والبورصة، مع تأمين مداخل العاصمة ومخارجها. وتولى قائد المنطقة المركزية، اللواء توحيد توفيق، بنفسه، مهمة الإشراف على انتشار العناصر التابعين للقوات المسلحة بعدما عرضها على رئيس أركان الجيش، الفريق صدقي صبحي، عقب انتهائهما من الاجتماع الموسع، الذي عقده القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، في حضور قادة فروع القوات المسلحة.
وقبيل انتشار وحدات الجيش بساعات، أمر السيسي قادة الأسلحة المختلفة برفع حالة الطوارئ داخل الوحدات العسكرية، بالتزامن مع إجراء اتصالات مكثفة بقادة الجيوش الميدانية الثانية والثالثة، وطالبهم بانتشار القوات وفقاً لخطة القوات المسلحة، التي تؤمن مدن القناة وسيناء وباقي المدن التابعة لمناطقهم العسكرية. في غضون ذلك، قامت وحدات المنطقة المركزية في القاهرة بتأمين مداخل العاصمة ومخارجها، صباح أمس، وإخراج العشرات من الطائرات المروحية كي تطوف أجواء المدن المختلفة لمتابعة سير إجراءات الانتشار، مع رصد أي تحركات غير محسوبة تدعو إلى إحداث فوضى. وأوضحت مصادر عسكرية مطلعة لـ«الأخبار» دور كل منطقة عسكرية والحدود الجغرافية المسؤولة عنها، وقالت إن المنطقة المركزية في العاصمة تتولى تأمين مدن: القاهرة، الجيزة، القليوبية، المنوفية، الفيوم، المنيا وبنى سويف، فيما يتولى عناصر سلاحي الصاعقة والمظلات تأمين السفارات في مصر، والقنصليات في المحافظات المختلفة.
أما المنطقة الشمالية العسكرية، فتتولى مهمة تأمين مدن: الإسكندرية، البحيرة والمناطق الزراعية والصحراوية المطلة عليها، كذلك تأمين الترسانة البحرية ومبنى محافظة الإسكندرية ومديرية الأمن، على أن يتولى الجيشان الثالث والثاني تأمين مدن: الإسماعيلية، السويس، بور سعيد، شمال وجنوب سيناء ودمياط، فيما ستعمد المنطقة الجنوبية العسكرية الى تأمين أسيوط وسوهاج والأقصر وأسوان والبحر الأحمر، وتؤمن المنطقة الغربية مناطق السلوم ومطروح وسيدي براني، وفق ما تؤكد المصادر العسكرية.
شيوخ القبائل العربية، بدورهم، عمدوا الى تشكيل مجموعات شبابية لمساعدة القوات المسلحة في إحكام السيطرة على الأنفاق وعلى المعابر لدرء أي محاولات اقتحام من قبل المسلحين. وقاموا بالتنسيق مع القوات المسلحة بزرع نشطاء في المناطق الصحراوية غير المأهولة ومنطقة جبل الحلال لمنع تسلل المسلحين، مع نشر قوات إضافية من عناصر حرس الحدود لتأمين حدود البلاد. أما الحرس الجمهوري، فتنصبّ مسؤوليته فقط على تأمين قصور الرئاسة الموزعة في المدن المختلفة وتأمين مبنى ماسبيرو بدءاً من صباح اليوم، إضافة الى وجود عناصر من الشرطة العسكرية والمظلات والأمن المركزي.
واعتبرت المصادر العسكرية أن خطوات السيسي الاستباقية ما هي إلا خطوة لقطع الطريق أمام الرئيس مرسي وتُجنب اتخاذه قرارات استثنائية وفرض الطوارئ رغم رفضه لها، وخاصة أنّ الرئيس كلّف بعض القادة في جهاز الأمن الوطني بعمل استعلام عن بعض الوجوه الإعلامية البارزة، من دون الإفصاح عن الأسباب، مع تولي الكتائب الإلكترونية التابعة للمهندس خيرت الشاطر، النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، إطلاق سيل من المعلومات الخاطئة التى تهدف إلى خلق حالة من البلبلة قبيل تظاهرات 30 يونيو.