القاهرة ــ الأخبار نفى الجيش المصري ما ذكرته صحيفة «واشنطن تايمز» الأميركية بشأن إرسال قوة أميركية للمساعدة على احتواء تظاهرات 30 يونيو، التي تنظمها المعارضة لإسقاط محمد مرسي في الذكرى الأولى لرئاسته، فيما كشفت صحف أن السفارة المصرية كُلفت إرسال تقارير يومية عن 30 يونيو إلى واشنطن.

وأكد المتحدث العسكري، العقيد أحمد محمد علي، أن التقرير الذي نشرته صحيفة «واشنطن تايمز»، بشأن إعداد وتجهيز مجموعة من الجنود الأميركيين، في قاعدة «فورت هود»، في ولاية كاليفورنيا، للانتشار في مصر، يتعلق بـ«خطط الغيار الدوري للعنصر الأميركي العامل ضمن القوة المتعددة الجنسيات».
ولفت المتحدث إلى أن القوة المتعددة الجنسيات تمارس عملها في سيناء منذ 25 نيسان 1982، بمشاركة 13 دولة، من ضمنها الولايات المتحدة، مؤكداً أن مهمتها «متابعة التزام جانبي معاهدة السلام (مصر وإسرائيل) بتطبيق الاتفاقية الأمنية الموقعة بين الطرفين».
وذكرت «واشنطن تايمز» أن القوة الأميركية، التي تضم أكثر من 400 جندي تستعد للانتشار بمصر لمدة 9 أشهر في عملية لحفظ السلام والحدّ من أعمال الشغب والتظاهرات، وهي «مخولة بالتدخل، إذا ما بلغت الاحتجاجات والعنف مرحلة قد تهدد أمن إسرائيل». وأكدت أن عناصرها مدربون على «التعامل مع الزجاجات الحارقة». لكن المتحدث العسكري قال: «لا تسمح طبيعة عملها أو تسليحها بممارسة عمليات عسكرية». وختم المتحدث بيانه بأن «هذا التوضيح يأتي في إطار احترامنا لحق الشعب المصري العظيم في معرفة الحقائق المجردة من مصادرها، وتفويت الفرصة على المغرضين، الذين يرغبون في توظيف الأحداث، لتحقيق أهداف مشبوهة، اعتماداً على خلط الأمور وتزييف الحقائق».
لكن مصدراً عسكرياً مصرياً رفض الكشف عن هويته، قال لصحيفة «الراي» الكويتية، إن القوات المسلحة «لن تسمح بتنفيذ مخطط الولايات المتحدة، في البحث عن سبيل للسيطرة على مصر». وأضاف، ردّاً على تقرير «واشنطن تايمز»، أن «مثل هذا الكلام يأتي في إطار مخطط أميركي لكسر الجيش المصري لتقسيم مصر إلى 4 دويلات»، مشيراً إلى أن أجهزة المخابرات المصرية رصدت هذا المخطط. في المقابل، استنكر عضو تحالف اتحاد شباب الثورة، محمد عبد الغني شادي، التصريحات المنسوبة إلى السفيرة الأميركية لدى القاهرة، آن باترسون، التي أشارت فيها إلى أن واشنطن لا ترحب بعودة الجيش مرّة أخرى للحكم في مصر، معتبراً تلك التصريحات تدخل سافر ومرفوض في الشؤون الداخلية المصرية.
وفي السياق، ذكرت صحيفة «اليوم السابع» أن السفيرة الأميركية تعد تقارير يومية ترسلها إلى واشنطن تتضمن تصوراتها لما سيحدث خلال تظاهرات 30 يونيو، التي دعت إليها حركة «تمرد»، مشيرة إلى أن هذه التقارير جاءت بتكليف من الخارجية الأميركية لباترسون حتى تستطيع إدارة الرئيس باراك أوباما تحديد موقفها من الاحتجاجات الغاضبة من حكم محمد مرسي، كي لا تكرّر موقفها المتردد أثناء ثورة «25 يناير».
ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية مطلعة أن باترسون مكلفة الحديث والتحاور مع القوى السياسية، فيما تتولى وزارة الدفاع الأميركية التواصل مع القوات المسلحة المصرية للتعرف إلى رؤيتها وموقفها من تظاهرات 30 يونيو، وخصوصاً أن قيادات الجيش بمصر لديهم تحفظ في التواصل مع باترسون، وخاصة بعد تصريحاتها الأخيرة بشأن رفضها عودة الجيش مرة أخرى للسياسة.