جدّد الرئيس اليمني المستقيل، عبد ربه منصور هادي، التمسك بنشوء دولة اتحادية في اليمن قائمة على ستة أقاليم، وفقاً لما نصّت عليه مخرجات الحوار الوطني قبل "ثورة 21 سبتمبر"، متوعّداً بحصار صنعاء حتى سقوطها، ومشبّهاً ذلك بـ"نهج نابليون في الحصار والتطويق".
وشدد هادي، في مقابلة نشرتها صحيفة "عكاظ" السعودية أمس، على أنه يصعب قيام نظام في اليمن أو تطويره من دون وجود دولة اتحادية، موضحاً أن "تجربة الأقاليم لم تأت اعتباطاً أو من فراغ، بل هي نتاج معاناة المواطن جراء المركزية المفرطة، والبحث عن العدالة والمساواة في إطار اليمن الواحد من خلال التنافس البنّاء والإيجابي بين الأقاليم لتنميتها وخلق استقرار اقتصادي وأمني واجتماعي".
وضع الملك السعودي شروطاً على هادي للموافقة على انضمام اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي مستقبلاً

وعن مطالب الحركة الانفصالية في الجنوب، لفت إلى أنهم "يطالبون بانفصال مرتّب، والواقع يظهر أن هناك عملة موحدة، وعلماً موحداً، ودولة واحدة، لكن عندما تكون بالأقاليم دولة اتحادية كونفدرالية ستنجح".
واستعرض هادي في مقابلته الوضع العسكري في اليمن بعد عام تقريباً على حملة "عاصفة الحزم" السعودية، مؤكداً أهمية "نظرية نابليون في الحصار والتطويق"، في معرض ردّه على سؤال حول إمكانية مهاجمة القوات الموالية له للعاصمة، في إشارة إلى استبعاد مهاجمة صنعاء عسكرياً. وأضاف أن قوات "التحالف" وأنصاره يسيرون وفق هذه النظرية؛ وأوضح أن "السيطرة تمت على ميدي في الشمال"، التي كانت بيد "أنصار الله"، و"حينما نستعيد تعز والحديدة ستسقط صنعاء".
وفي ما يتعلق بسير المعارك في تعز، أقرّ هادي بأن قوات "التحالف" رفضت الدخول في المعركة البرية، نافياً وجود قوة عسكرية في المحافظة، ومعلناً تدريب 2000 مقاتل من تعز مؤخراً. وأضاف أنه أمر ببناء معسكر بين محافظتي لحج وتعز لتدريب 3000 آخرين.
وفي استعادة لما جرى قبل 21 أيلول 2014 ثم سقوط صنعاء، اتهم هادي الرئيس السابق علي عبدالله صالح وأبناءه بأنهم السبب الأبرز في سقوط العاصمة في يد "أنصار الله"، "بعد إبرام اتفاق بينهم ينص على جملة من النقاط تتمثل في تولّي (زعيم "أنصار الله" السيد) عبد الملك الحوثي المرجعية الدينية لليمن، فيما يكون أحمد علي عبدالله صالح المرجع السياسي في البلاد".
وأضاف هادي أنهم "اتفقوا أيضاً على اغتياله للقضاء على المبادرة الخليجية، واعتماد التجربة الإيرانية كمرجع للحكم في اليمن، شرط أن تدعم إيران الاقتصاد اليمني".
كذلك، اتهم الرئيس المستقيل علي عبدالله صالح بإقامة علاقات مع تنظيمي "داعش" و"القاعدة"، وقال إن صالح طلب منه، أثناء الانتفاضة الشعبية على حكمه في 2011، "الوقوف معه في ضرب ساحة الاعتصامات ومقر الفرقة الأولى المدرعة التي كان اللواء علي محسن الأحمر يقودها". وعندما رفض ذلك، قال له صالح إنه سيندم، وبعد يومين سقطت محافظة أبين بيد "القاعدة"، بعد انسحاب قوات الأمن والجيش منها.
من جهة أخرى، أكد هادي أنه سيكون مستعداً لتسليم السلطة فقط بعد تنفيذ المبادرة الخليجية، والاستفتاء على الدستور، وإجراء انتخابات في المحافظات على المستوى المحلي والمركزي في يوم واحد، كما حدث في السودان وإثيوبيا، على أن يسلم السلطة إلى الرئيس المنتخب، "حينئذ لن يترشح إلى أي انتخابات، وسيكون مشرفاً".
وهاجم هادي المبعوث الدولي السابق إلى اليمن جمال بن عمر، وحمَّله مسؤولية فرض "أنصار الله" للدخول في مؤتمر الحوار، "مع أنهم لم يكونوا طرفاً في المبادرة الخليجية ولم يعترفوا بالقرارات الأممية". وقال إن "بن عمر أعطاهم أكثر من أي حزب موجود في الحوار".
إلى ذلك، كشف هادي أن الملك السعودي سلمان وافق على انضمام اليمن مستقبلاً إلى مجلس التعاون الخليجي، لكن بشروط "عدم وجود الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح".