ستكون الحكومة العراقية امام امتحان امني كبير في بغداد من اليوم حتى الاسبوع المقبل، لتأمين الاوضاع في المدينة، التي سيقصدها اكثر من مليوني «شيعي» لزيارة مرقد الامام موسى الكاظم في ذكرى استشهاده، التي تحل على العراق في ظل اسوأ وضع أمني تعيشه البلاد منذ فترة، حصد ارواح اكثر من 600 عراقي منذ بداية شهر ايار.
وفي هذا السياق، اتخذت قيادة عمليات بغداد اجراءات امنية مكثفة منعت على اثرها حركة الدراجات النارية والعربات بمختلف انواعها اعتباراً من اليوم حتى اشعار آخر، كما منعت السيارات التي تحمل لوحات مؤقتة من التجول في العاصمة من اليوم حتى اشعار اخر.
وقتل 26 شخصاً واصيب نحو 80 آخرين بجروح أمس في العراق، ليرتفع إلى اكثر من 600 عدد الذين قتلوا منذ بداية ايار.
وقالت مصادر امنية وطبية مسؤولة إن 21 شخصاً قتلوا واصيب 71 بجروح في بغداد، بينما قتل خمسة اشخاص واصيب ثمانية بجروح في مناطق اخرى في العراق. وتعليقاً على تردي الاوضاع الامنية، اكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن «هناك قلقا دوليا وعالميا حول ما يحصل في العراق».
ورأى زيباري في مؤتمر صحافي في بغداد أنه «اذا لم يكن هناك من توافق وتفاهم سياسي، فسينعكس ذلك ولن يكون هناك وضع امني مستقر (...) هذه قاعدة ذهبية». وأضاف أن «مسؤولية الحكومة منع العودة إلى حرب طائفية. هذا الامر لا يجوز أن يحدث مجدداً». بدوره، شدد ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق مارتن كوبلر (الصورة) على أن «الوضع يمكن أن يسوء اكثر (...) ولو كان هناك توافق سياسي، لكان الامن في وضع افضل». وأضاف كوبلر في حديث لوكالة «فرانس برس» من برلين «ما نراه اليوم هو غياب الاتفاق السياسي، فيما يتصاعد العنف الطائفي»، موضحاً «نشعر بقلق حقيقي».
كذلك ذكر في بيان له أن «العنف الممنهج على استعداد للانفجار في اي لحظة إن لم يسع القادة العراقيون على الفور لاخراج البلاد من هذه الفوضى».
إلى ذلك، كشف مسؤول أمني رفيع ومصادر في صناعة النفط أن العراق احبط مؤامرة لتنظيم القاعدة كانت تستهدف مهاجمة منشأة نفطية رئيسية في بغداد باستخدام عربات صهريج محملة بالمتفجرات.
ولم يفصح المسؤول الامني عن المنشأة نظراً لاستمرار التحقيق، لكنّ مسؤولين في وزارة النفط قالوا إن قوات الامن في حالة تأهب قصوى بعد سلسلة من الهجمات على خط انابيب في الشمال.
(أ ف ب، رويترز)