واصلت فرنسا العزف على وتر استخدام الجيش السوري للأسلحة الكيميائية، وساندتها أمس صحيفة «لوموند» التي أكدت هذه الفرضية، في حين رفضت طهران الاتهامات الفرنسية بأن قواتها تقاتل في سوريا، فيما أعلنت سلطات قطر أن أميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأميركي باراك أوباما بحثا خلاله أوضاع المنطقة. وأعلن وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أنّ «هناك فرضيات تزداد قوة عن استخدام محدد المواقع لأسلحة كيميائية»، موضحاً أن هذه المعلومات التي تستند «إلى العناصر التي في حوزتنا» تخضع «لعمليات تحقق دقيقة جداً». وأضاف «نتشاور مع شركائنا لنرى ما هي النتائج الملموسة التي سنستخلصها من ذلك». وفي السياق، نشرت صحيفة «لوموند» الفرنسية، أمس، شهادة اثنين من مراسليها كانا في ضواحي دمشق، ادّعيا أن الجيش السوري استخدم أسلحة كيميائية ضد مقاتلي المعارضة. وقال المراسل، فيليب ريمي، إنه كان مع زميله «شاهدين لعدة أيام متتالية» على استعمال متفجرات كيميائية وانعكاساتها على مقاتلي المعارضة على جبهة جوبر، «الحيّ الواقع عند مدخل دمشق والذي دخلته المعارضة في كانون الثاني». ولاحظ المصور لوران فان در ستوك (في 13 نيسان) كيف أنّ المقاتلين «بدأوا يسعلون ثم يضعون أقنعة واقية من الغاز بدون تسرع على ما يبدو، لأنهم في الحقيقة قد تعرضوا لذلك من قبل، وكيف جلس بعضهم القرفصاء وهم يختنقون ويتقيّأون».
وبالتوازي مع ذلك، ذكرت مواقع معارضة في حرستا أنّ عشرات الاشخاص يعانون من آثار ما يبدو أنه هجوم كيميائي وقع أول من أمس. ونشروا تسجيلاً مصوّراً «للضحايا وهم راقدون على الأرض في غرفة كبيرة ويتنفسون من أقنعة الأوكسجين». في سياق آخر، رفضت إيران الاتهامات الفرنسية لقواتها بمساعدة النظام السوري في مواجهة مسلحي المعارضة، مشددةً على أنها تؤيد حلاً سياسياً للأزمة في سوريا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، عباس عراقجي، إن «فرنسا تسعى إلى التستر على تدخلها في الشؤون السورية الذي أدى إلى خسائر بشرية ومالية». وفي وقت تتواصل فيه المشاورات والجهود لعقد مؤتمر «جنيف 2»، تستضيف طهران غداً «مؤتمراً دولياً» بهدف التوصل إلى «تسوية سياسية» للنزاع في سوريا. وأوضح نائب وزير الخارجية، حسين أمير عبداللهيان، أنه «ينتظر مشاركة أكثر من 40 دولة إضافة إلى ممثل للامين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان» في المؤتمر.
وأوضح عبداللهيان أنّ الهدف من مؤتمر طهران هو «تمهيد الطريق لإنهاء العنف والمساعدة في تنظيم انتخابات تحت إشراف دولي».
من ناحية أخرى، أعلن المتحدث باسم السيناتور الأميركي جون ماكين أنّ الأخير دخل الأراضي السورية آتياً من تركيا، حيث التقى قادة في المعارضة المسلحة. وبحسب موقع «ذي دايلي بيست» الاخباري، فإن ماكين أمضى بضع ساعات داخل الأراضي السورية، والتقى قائد «أركان الجيش السوري الحر» اللواء سليم إدريس إضافة إلى ضباط آخرين.
في إطار آخر، يجري مجلس الأمم المتحدة لحقوق الانسان يوم غد نقاشاً حول «تدهور وضع حقوق الانسان في سوريا والمجازر الاخيرة في القصير» بناءً على طلب عاجل من الولايات المتحدة وتركيا وقطر. في حين أعلنت المسؤولة عن مجلس حقوق الانسان في الأمم المتحدة، نافي بيلاي، أن مستوى انتهاكات حقوق الانسان في سوريا أصبح «مروعاً». وقالت بيلاي «إننا نواجه كارثة إنسانية وسياسية واجتماعية، وما يلوح في الافق هو فعلاً كابوس».
في موازاة ذلك، أعلنت السلطات التركية، أمس، أن عدد اللاجئين السوريين في أراضيها وصل إلى 194 ألفاً و908 أشخاص.
إلى ذلك، أعلن حاكم المصرف المركزي السوري، أديب ميالة، أن إيران تقدم تسهيلات ائتمانية تصل قيمتها إلى سبعة مليارات دولار لبلاده. ونقلت صحيفة «تشرين» عن ميالة قوله إن إيران تواصل «دعم سوريا لجهة تقديم خط ائتماني لتمويل استيراد السلع بقيمة مليار دولار قابلة للزيادة فور استنفادها، وخط ائتماني آخر بقيمة ثلاثة مليارات دولار لتمويل احتياجات سوريا من النفط والمشتقات النفطية».
وفي سياق آخر، دوت صفارات الانذار في إسرائيل في اليوم الثاني من تدريبات تهدف إلى اختبار قدرة الدفاع المدني على التصدي لهجمات بمئات الصواريخ يومياً. وقال الجنرال ايال ايزنبرغ «اننا نختبر اجراءات الانقاذ مستخلصين الدروس من الحرب الثانية في لبنان حتى نضمن استمرار عمل المرافق العامة».
(أ ف ب، رويترز)