في عُنقي لكم دَينٌ يا أحبّتي ورفاقي، لأمّهاتكم، لآبائكم، لزوجاتكم، لأبنائكم، لحزبكم العظيم... حزب الله، حزب المسيح ومحمد وعلي والحسين، حزب ماركس وإنغلز ولينين، حزب ميشيل عفلق وأنطون سعادة وفهد، حزب عبد الناصر وحافظ الأسد، القلب المسلّح لحركة التحرر الوطني العربية!
دماؤكم التي سالت وتسيلُ في سوريا، لا تعوَّض، انسانياً ونضالياً؛ فأخجل لأنني لستُ شهيداً، وأخجل لأن بندقيّتي من الكلمات في خندق دمشق، ولأن حبري يسيل ـ لا دمي ـ في صدّ الحملة البربريّة على الشام، لكنّ، في دمائكم، يا رجال الله، الله/ المطلق، يا رجال المطلق، يا مقاتلي المشرق المتحضر التعددي، معنىً تاريخياً لن يفهمه ليبراليو الصهيونية ـ الوهابية؛ فالمعركة واحدة، للتحرر والعدالة والإنسانية، من مارون الراس إلى القصير إلى الجولان إلى القدس.
في عُنقي لكم دَينٌ. وفي ضلوع وطني المهدّد بالمشاريع الصهيونية، في أزقة بلدتي السلط التي يختزن الإسرائيليون خطة احتلال جبالها، لكم دينُ المقاومة وسابقة التحرير التي أنقذت عقولنا من فوبيا إسرائيل، ووهمِ حتمية الاحتلال والركوع.
في عُنقي لكم دَينٌ... وفي عيني دموع! هل تأذنون بهذه اللحظة من الوجد؟ لي، أيضاً، قلبُ مقاتل. وقد ملأت الجراح جسدي، فما قلتُ آه.. لكنّ دموعي تفرّ شكراً لمَن يقدّمون حيواتهم الغضة، لكي يمكنني أن أكون عربياً.. ومسيحياً شيعياً سنياً علوياً درزياً اسماعيلياً علمانياً، وأعيش كما أريدُ، وعلى هواي، في أرض أجدادي، شكراً لآبائكم، وهم يقدمون القرابين لكيلا يُذبَح أبنائي على الهوية. شكراً لإيمانكم المخضّب بالشهادة، لكي يمكنني أن أكون ماركسياً ومعارضاً وحالماً وعاشقاً وخاطئاً وعاصياً، وأموتُ، كما يحلو لي، وأنا أعانقُ داليةً سَلْطيةً تحت شمس العروبة، ولا أموت غريباً في أرضٍ باردةٍ غريبة، مهاجراً منفياً.
هذه هي الماركسية في جوهرها، حين لا تضيع بوصلة السياسة والسلاح، ولا تعرف الفوّهات سوى صدور الغزاة، امبرياليينَ وصهاينةً وتكفيريين وعثمانيين. هذا هو الديالكتيك المشرقيّ بتمامه؛ حين يُستشهَد مؤمنٌ من أجل علماني،
هذه هي القومية باكتمالها؛ حين يُستشهَد الفتية اللبنانيون الذين آمنوا وما بدّلوا تبديلاً.. تحت عَلَم الجمهورية العربية السورية.
هذا هو الله... وهذا هو حزبُه!