على الغلاف | هاجس الجولان يؤرق قادة الجيش الإسرائيلي. مخاوف من حرب استنزاف وشيكة. تحذيرات من اللعب بالنار. قلق من اشتعال الجبهة الشمالية. مراجعة لجدوى العدوان الأخير على دمشق، وتساؤلات عمّا حقق من مكاسب في مقابل الخسائر الاستراتيجية التي سببها. كلها قضايا تشغل بال المعنيين في تل أبيب وتملأ صفحات جرائدهم. وكأنه مارد على وشك الخروج من قمقمه. مؤشرات ظهوره كثيرة، تبدأ بقرارات ما بعد الغارة المشؤومة ولا تنتهي بالاشتباك المحدود أول من أمس. استهداف الآلية الإسرائيلية لا شك في أنه سابقة. لكن الأبلغ منه بيان الجيش السوري حول تلك الحادثة: دمرت قواتنا المسلحة الباسلة عربة اسرائيلية بمن فيها بعد أن دخلت من الاراضي المحتلة وتجاوزت خط وقف اطلاق النار. وكأنه «البيان رقم واحد» الذي يتوقع أن تتبعه بيانات من الطراز نفسه. على الأقل هذا ما قرأته إسرائيل التي يبدو واضحاً أنها استفاقت على «همّ» جديد اسمه الجولان. بدأت تعي أن السحر انقلب على الساحر. اطمئنانها، لحظة توجيه الأوامر بقصف دمشق، من أن هذه الأخيرة مشغولة في معركتها الداخلية، بما يمنعها من التفكير بالرد على العدوان، انقلب إلى قلق مصحوب بتساؤلات عمّا جنته يداها. التقطت إشارات متعددة المصادر. التسريبات المنقولة عن الرئيس بشار الأسد. كلام الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. وتصريحات القيادات العسكرية الإيرانية. استعادت المشهد الدمشقي الشهير، بزي عسكري هذه المرة. أدركت أن اللعب بالنار يمكن أن يحرق الأصابع. نيران بدأت شراراتها تقدح في الجولان... بانتظار الحريق الكبير.
(الأخبار)