تبرعات شعبية لإعادة بناء منازل الشهداء والأسرى

  • 0
  • ض
  • ض

«ما هدمه الاحتلال بالقوة، نبنيه بالحب والتعاون»، شعار «حملة الدعم والتكافل» التي أطلقها شباب مخيم شعفاط في القدس المحتلة لجمع التبرعات من أجل إعادة إعمار منزل الشهيد إبراهيم العكاري الذي هدمه الجيش الإسرائيلي وما تضرر حوله من بيوت اخيراً. ومنذ بداية الهبة الشعبية الفلسطينية، التي انطلقت في تشرين الأول الماضي، وكجزء من سياسة العقاب الجماعي التي يمارسها العدو بحق عائلات الشهداء والأسرى المتهمين بتنفيذ عمليات، فجرت قوات العدو خمسة منازل في نابلس لأهالي الأسرى المتهمين بتنفيذ عملية بيت فوريك، وهم: يحيى الحاج حمد وكرم المصري وسمير كوسا وراغب عليوي، كما فجرت منزل الأسير ماهر الهشلمون في الخليل، والأسير محمد أبو شاهين في مخيم قلنديا، وليس أخيرا منزل العكاري في شعفاط، فضلا عن أنها أغلقت شقة الشهيد عدي أبو الجمل بالباطون في بلدة جبل المكبر. أحد منظمي لجنة إعادة إعمار منزل العكاري، تحفظ على اسمه، ويدعى أبو أحمد، قال: «في أقل من يومين على تفجير بيت الشهيد العكاري دون سابق علم أو إنذار، سارع أهالي المخيم إلى تشكيل لجنة لإعادة إعمار المنزل ولم شمل أسرته من زوجته وخمسة أطفال»، مضيفا: «لم تحل ليلة التفجير الأولى حتى كانت الأسرة في منزل مجهز بالكامل، بعدما استأجر الأهالي شقة جرى تجهيزها وفرشها بالكامل». زوجة الشهيد العكاري قالت، من جهتها، إنها لم تشعربالغربة بين أهالي المخيم الذين لم يتركوها لحظة تستذكر فيها حجم الفاجعة بعدما فقدت زوجها ومنزلها الذي كان يحتضن أطفالها. ويقول شاب آخر في تلك اللجنة إنهم استطاعوا جمع 300 ألف شيكل إسرائيلي (ما يعادل 80 ألف دولار)، كمبلغ مجهز لترميم منزل العكاري بعد التأكد من إمكانية ذلك قانونيا، لأن قوات العدو سلمت قرار الهدم والمصادرة، ما يعني منع البناء في الموقع... «أو سنشتري لهم بيتا بديلا في مكان قريب». وعن إقبال أهل المخيم، أشار القائمون على الحملة إلى أن «أهل الخير لن يتوانوا عن تقديم المساعدة المادية والعينية... حتى أطفال المخيم منهم من تبرع بمصروفه اليومي أو حصالة نقوده لأبناء الشهيد». هذ المشهد التعاوني لم يكن مختلفا في شمال الضفة المحتلة، حيث شكل أهالي نابلس حملة باسم «إعمار منازل الأحرار»، وذلك لإعادة ترميم منازل الأسرى المهدمة وتأمين مسكن يليق بهم. منسق الحملة، مازن الدنبك، يقول، إنهم جمعوا في اليوم الأول 115 ألف شيكل إسرائيلي (نحو 30 ألف دولار)، وقرابة 100 ألف شيكل قيمة المواد العينية (ما يعادل 26 ألف دولار)، على أن تستمر الحملة لمدة أسبوع كامل، وفي اليوم الأول من نشاطهم، عمد القائمون على الحملة إلى فتح الصندوق الذي جمعت فيه التبرعات أمام عائلة الأسير كرم المصري، ثم سيجري فتحه خلال الأسبوع الجاري أمام باقي العائلات المتضررة، ثم وضعها في حساب بنكي الهدف منه ترميم البيوت أو شراء منازل جديدة لهذه العائلات. وأضاف الدنبك: «إقبال أهل الخير على التبرع دليل على تحد حقيقي للاحتلال». في المقابل، أبدت والدة الأسير كرم المصري سعادتها الكبيرة لانطلاق الحملة، وقالت: «عند تفجير المنزل تخيلنا أننا سنبقى دون مأوى». وعلى الصعيد الرسمي والفصائلي، قدمت بعض المساعدات إلى الأهالي لكن مشهد التكافل الاجتماعي يحمل في طياته دلالات على التكاتف الفلسطيني الشعبي في دعم هذه الانتفاضة بصورة مباشرة أو غير مباشرة، فيما قال محافظ نابلس، أكرم الرجوب، إنه عُقد لقاء موسع مع مؤسسات أهلية ورسمية لإغاثة العائلات المتضررة، موضحا أنه جرى تشكيل لجنة أهلية مكلفة إعادة الإعمار، والتنفيذ شأن بلدية نابلس، فيما تكفلت المحافظة بإيواء العائلات التي تعرضت بيوتها للهدم، «بمعنى دفع إيجار البيوت التي يسكنونها حاليا».

0 تعليق

التعليقات