اسطنبول | اتهم رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، حزب الله ودولاً أخرى ومنظماتها بالقتال الى جانب النظام السوري في القصير وعموم سوريا، من دون أن يسمي هذه الدول. وقال إن «الذين يتهمون تركيا بالتدخل في سوريا، عليهم أن يحاسبوا حزب الله والمنظمات والدول الأخرى التي تدعم الأسد ونعرفها جميعاً». وشدد رئيس الحكومة التركي على أن بلاده «قدمت وستقدم كافة أنواع الدعم اللوجستي للمعارضة السورية». وأضاف أن «ذلك لا يعتبر تدخلا خارجياً في سوريا». وعبر «عن أن أمله في أن تتخذ أميركا نفس الموقف التركي». ووصف زيارته الأخيرة الى الولايات المتحدة «بالناجحة جداً»، وقال إنه «تحدث مع الرئيس باراك أوباما والمسؤولين الأميركيين لساعات طويلة بكل صدق وشفافية». وجاءت أقوال أردوغان خلال رده على أسئلة الصحافيين في مطار أنقرة، عند عودته من زيارة إلى أميركا استغرقت 4 أيام.
في المقابل، اتهم زعيم حزب الحركة القومية، دولت باخشالي، أردوغان «بتسليح ودعم الجماعات الإرهابية في سوريا». وقال «إنهم السبب في الاقتتال الدموي ومقتل عشرات الآلاف من المواطنين السوريين». وتساءل «هل يقبل أي إنسان له ضمير بمثل هذا الوضع؟». وكان باخشالي يتحدث باسم الكتلة البرلمانية لحزب الحركة القومية، الذي يضم 53 مقعداً في البرلمان، عن الموقف التركي في موضوع سوريا. وقال إن «حكومة أردوغان دعمت وقدمت كافة أنواع الأسلحة للجماعات الإرهابية، التي تقاتل في سوريا، وهو ما انعكس على الوضع الأمني الداخلي
لتركيا».
وتطرّق باخشالي إلى الانفجارات التي وقعت في مدينة الريحانية على الحدود مع سوريا قبل 10 أيام، وقال إن «سببها هو أردوغان وحكومته التي فتحت الحدود على مصراعيها أمام عناصر الجماعات الإرهابية المسلحة، التي تتنقل عبر الحدود المشتركة بكل حرية». ووصف زيارة أردوغان إلى واشنطن بالفاشلة، وقال إنه «فشل في إقناع أوباما في موضوع سوريا، حيث رفض كل مطالبه بما في ذلك فرض مناطق للحظر الجوي شمال سوريا».
واستهزأ باخشالي بتصريحات أردوغان، عندما قال في واشنطن إنه سيزور غزة والضفة الغربية، واعتبر ذلك رضوخا للضغوط الأميركية والاسرائيلية، حيث كان يصر على زيارة غزة فقط. وأضاف أن «زيارة أردوغان الى الضفة الغربية تعني زيارة إسرائيل أيضا لأنه سيصل رام الله عبر الأراضي الإسرائيلية».
بدوره، اتهم زعيم حزب «الشعب الجمهوري» التركي كمال كليجدار أوغلو، رئيس الوزراء بانتهاج سياسات خطيرة في سوريا من خلال دعم الجماعات الإرهابية، وقال إن ذلك لا يليق بالدولة والأمة التركية. كذلك جاء حديث كليجدار أوغلو في البرلمان ممثلاً لكتلة حزب «الشعب الجمهوري»، التي تضم 135 مقعداً. وأضاف أن الإرهابيين في سوريا يرتدون ملابس الجيش التركي.
وتطرق كليجدار أوغلو لزيارة أردوغان إلى واشنطن، وقال إنها كانت فاشلة تماماً، وأضاف أن أردوغان فشل في إقناع أوباما بضرورة التدخل العسكري المشترك في سوريا، أو باستخدام الجيش السوري للأسلحة الكيماوية، حيث قال له أوباما إنه ليس لديهم أي أدلة وإثباتات في هذا الموضوع، كما فشل في إقناعه في موضوع مناطق الحظر الجوي شمال سوريا. وقال إنه على العكس، فان أوباما فرض على أردوغان تغيير سياساته في موضوع مؤتمر جنيف الذي كان يعترض عليه بشدة. وأضاف أنه ليس لأردوغان أي سياسة واضحة في موضوع سوريا، بل هو يطبق ما يقال له من قبل الدول الأخرى التي تمسك بالعصا دائماً.
وجاءت تصريحات المسؤولين الأتراك في موضوع سوريا تزامناً مع وصول ولي العهد السعودي سلمان بن عبد العزيز إلى أنقرة لبحث تفاصيل التطورات الأخيرة في الملف السوري. وتحدثت المعلومات عن احتمالات حصول المزيد من التنسيق والتعاون التركي مع السعودية على حساب علاقاتها مع قطر، وذلك بناءً على التوجهات الأميركية الجديدة في موضوع سوريا.
وأشارت المعلومات نفسها إلى إن أردوغان سيزور بعض دول الخليج وبعد ذلك إيران وروسيا في إطار التحضير للمرحلة الجديدة في سياسات أنقرة الخاصة بسوريا، بحيث ستجري الموافقة على بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة حتى انتخابات الرئاسة العام القادم، شرط أن يتنازل عن العديد من صلاحياته للحكومة الانتقالية، التي ستشارك فيها المعارضة السورية مناصفة حتى الانتخابات القادمة، على أن تكون برقابة
دولية.