في الوقت الذي يصل فيه وزير الخارجية الأميركية جون كيري الى فلسطين المحتلة في غضون أيام، لدفع عجلة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المتوقفة منذ أيلول 2010، بدأت التكهنات حول مدى نجاح مهمته، ووصفت صحيفة «هآرتس» الضيف الأميركي بأنه ساذج وطيب، متوقعةً أن يفشل. وقالت «هآرتس» عن كيري إنه «مفعم بالنوايا الطيبة ومليء بإحساس الرسالة» ويريد إحلال السلام في الشرق الأوسط. ورغم نواياه الطيبة، يتخذ حالياً صورة «الدبلوماسي الساذج الذي يتصرف كفيل في حانوت الفخار». وأشارت الصحيفة إلى أن كيري سيبدأ حملة مكوكية جديدة هدفها استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، مبينةً أن أحد كبار مستشاري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سُئل قبل بضعة أيام عن رأيه بمساعي كيري، فردّ «بابتسامة وغمزة وقال: الكثير من الطاقة توجد لدى هذا الشاب».
وقالت الصحيفة إنه «في الشهرين الأخيرين، نجح كيري في إغضاب الطرفين وزيادة الشكوك تجاهه بعد سلسلة من التصريحات والخطوات غير الناجحة؛ ففي بداية نيسان عقب ختام زيارة في القدس ورام الله، أعلن أنه في غضون بضعة أسابيع سيطلق خطة استراتيجية لإنقاذ الاقتصاد الفلسطيني، من دون تنسيق هذا الإعلان بين الطرفين». وأضافت «تصريحان آخران لكيري أحدثا استهجاناً في القدس، الأول المقارنة الغريبة التي عقدها أثناء زيارة لاسطنبول في 9 نيسان بين العملية التفجيرية في بوسطن والسيطرة على الأسطول التركي الذي كان متوجهاً الى غزة في 2010».
ووفقاً للصحيفة، فإن تدخلات كيري في استقالة رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، من منصبه تسببت بأضرار كبيرة، وبينت فياض كأنه دمية أميركية، فأصرّ حينها على الاستقالة، ولو لم يتدخل كيري لما كان لفياض أن يستقيل.
ونقلت عن مصدر إسرائيلي مطلع على الاتصالات الجارية أن كيري فشل في فهم المناخ السياسي القائم، وسلوكه حتى اللحظة يسمح لنتنياهو وعباس بالمناورة والاستخفاف به.
من جهة ثانية، وصفت مصادر مطلعة الأسابيع القليلة المقبلة بأنها حاسمة للجهود التي يقوم بها كيري لإحياء المفاوضات. ونقلت صحيفة «القدس» المحلية عن المصادر «على الأرجح، فإن وزير الخارجية سيعلن عن خطته منتصف شهر حزيران».
ومن المرتقب وصول كيري إلى المنطقة الخميس المقبل للقاء الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي تمهيداً لتقديم مبادرته السلمية، بعدما كان قد حدد يوم السابع من حزيران موعداً لاستكمال الجهود التي بدأها أواخر آذار الماضي. وقالت المصادر إن «كيري يحافظ على قدر كبير من السرية على اللقاءات والاتصالات التي يجريها مع السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية في محاولة منه لتحقيق النجاح لهذه الجهود». وأضافت إن «كيري، الذي كان يعتزم تقديم استكمال جهوده في الثالث والعشرين من أيار الحالي، طلب تمديد المهلة حتى السابع من حزيران المقبل بموافقة الطرفين».
وفي سياق متصل، ذكرت «هآرتس» أن الاتحاد الأوروبي قام بتأجيل خطط لوضع بطاقة بيانات تعريفية على منتجات المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة في متاجر الدول الأعضاء في الاتحاد.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين أوروبيين ومسؤولين إسرائيليين أنه كان من المفترض أن يصادق وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع على الخطة، لكن تم تأجيل ذلك الى أواخر حزيران المقبل.
وبحسب الصحيفة، فإن كيري تدخل بطلب من إسرائيل لدى وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون لوقف تنفيذ القرار. وأضافت «بحسب مسؤولين أوروبيين اثنين، إن الأميركيين قالوا إن تطبيق القرار في هذا الوقت سيضر بجهود كيري في إحياء المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين».
في غضون ذلك، أعلنت منظمة «يش دين»، غير حكومية، الإسرائيلية أنه سيتم أخيراً إعادة أراض أُقيمت عليها مستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربية قبل إخلائها عام 2005، الى أصحابها الفلسطينيين.
(الأخبار)