أعلنت كل من لندن وواشنطن نيتهما العمل من أجل حلّ سياسي في سوريا «الديموقراطية»، لكن من دون الرئيس بشار الأسد، في وقت أعربت فيه موسكو عن أن الاتفاق مع الولايات المتحدة لا يزال قائماً، «رغم الاختلاف حول جدول الأعمال والمشاركين». وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما إنّ الولايات المتحدة ستواصل زيادة الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد لإنهاء «العنف المروع» في سوريا، و«لتوفير المساعدة الإنسانية للشعب السوري، ولإعداد أرضية التحول إلى سوريا ديموقراطية من دون الأسد».
وفي مؤتمر صحافي مشترك في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، لفت أوباما إلى أنّه «سنواصل العمل للتأكد من الحقائق بشأن أستخدام أسلحة كيميائية في سوريا، وستساعد تلك الحقائق في إرشادنا في خطواتنا المقبلة». ورأى أوباما أنّ «من مصلحة روسيا ومن واجبها المساعدة في حل المشكلة السورية، وليس سراً أن الشكوك بين روسيا والعرب ما زالت قائمة».
بدوره، قال كاميرون إنّه يرى «فرصة سانحة» قبل «تحقق أسوأ المخاوف» في سوريا. وأضاف أن بلاده ستضاعف المساعدة غير المميتة للمعارضة السورية في العام المقبل، معتبراً أنّ لندن لم تتخذ قراراً بشأن تسليح المعارضة السورية. ووصف كاميرون الأدلة على استخدام سوريا الأسلحة الكيميائية بأنها «خطيرة للغاية». وفي حديث مقتضب إلى إذاعة «NPR»، لم يستبعد كاميرون «اتخاذ إجراءات أكثر حسماً، رداً على ما يبدو أنه يحدث حالياً في الميدان». وأضاف: «هناك المزيد من الأدلة، والمجال للشك يتقلص».
في هذا الوقت، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن من المحتمل تأجيل مؤتمر السلام في سوريا إلى أوائل حزيران. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، جين ساكي، إن وزير الخارجية جون كيري قال الاسبوع الماضي إن المؤتمر قد يعقد بحلول نهاية أيار، لكنها أضافت «يبدو أنه سيتأخر عن ذلك ربما إلى أوائل يونيو. ليس لدي موعد دقيق الآن».
في موازاة ذلك، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أنّ الاتفاق الروسي _ الأميركي حول سوريا «ما زال قائماً»، مشيراً إلى أن حزب الله لا يقاتل في سوريا بل «يحمي المقدسات الشيعية»، وشدّد على ضرورة مشاركة إيران في مؤتمر «جنيف 2». وفي مقابلة مع قناة «الميادين»، نشرت مقتطفات منها، على أن تبث في وقت لاحق، قال إنّ «هناك خلافات لا تزال قائمة بين واشنطن وموسكو، لا سيّما في ما يتعلق بأجندة المؤتمر المرتقب فضلاً عن الأطراف المشاركة فيه، حيث تصرّ موسكو على ضرورة مشاركة كل الأطراف التي شاركت في مؤتمر جنيف1 إضافة إلى دول الجوار السوري وكل من إيران والمملكة العربية السعودية»، مشيراً إلى أنه «في ما يبدو أن هناك محاولة أميركية من أجل تقليص عدد المشاركين في المؤتمر إلى حدّ كبير، وذلك من أجل مشاركة دول معينة معروفة بعلاقاتها ودعمها لأطراف المعارضة، وذلك ربما من أجل إسقاط حلول جاهزة على المؤتمر».
من جهة أخرى، حذّر وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي من انهيار النظام وتفكّك سوريا، معتبراً أن ذلك سيسبّب تسرب الأزمة إلى دول المنطقة. ودعا صالحي، في حديثه عقب اجتماع مجموعة الاتصال المعنية بمالي في مقر منظمة التعاون الاسلامي في السعودية، إلى أن «تتفاوض الحكومة السورية والمعارضة لتشكيل حكومة انتقالية، وبعدها الدستور وغيره حتى الانتخابات المقبلة».
إلى ذلك، أوضح صالحي أن لقاءه بنظيره السعودي سعود الفيصل، الذي استمر ساعتين، «كان فرصة طيبة جداً. تطرقنا إلى أمور مختلفة، منها العلاقات الثنائية والتطورات التي تحدث في المنطقة، وهي تطورات مصيرية».
في سياق آخر، صرّح نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، بأنّه لم يعقد أي اتفاق للتعاون بين الاستخبارات الروسية والأميركية في موضوع التحقيق في استخدام السلاح الكيميائي في سوريا. وأعلن أنّ وزير الخارجية سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري سليتقيان على هامش اجتماع مجلس القطب الشمالي، الذي سيعقد في السويد اليوم وغداً.
من جهته، أعلن «الائتلاف» المعارض أنّه في طور التشاور مع السعودية وقطر وتركيا في شأن المشاركة في المؤتمر الدولي حول سوريا. وقال رئيس «الائتلاف» بالإنابة، جورج صبرا، «نعتقد أنه ما زال من المبكر اتخاذ القرار بشأن الحضور أو عدمه، لأنه حتى الآن لم تتضح حيثيات هذا المؤتمر، ولم تعلن له أجندة أو جدول زمني، كذلك لم تعلن قائمة الحضور من الدول أو الممثلين». وجدّد «الترحيب بجميع المبادرات التي تهدف إلى إيجاد حل سياسي»، إلا أنّه أكد «ضرورة رحيل (الرئيس) بشار الأسد وطغمته الحاكمة».
في إطار آخر، أنهى مؤتمر «اتحاد الديموقراطيون السوريون» أعمال لقائه التشاوري، الذي عقد في القاهرة على مدار ثلاثة أيام. وقدم المعارض ميشيل كيلو رسالة شكر، في المؤتمر الصحافي الختامي، تحية للجيش الحر، وذلك لإيفاده العقيد عبد الحميد زكريا لحضور أعمال اللقاء، وإلقائه كلمة، أكد خلالها دعم التيار الوليد.
وأكد كيلو أنّ الديموقراطية لن تكون إلا إلى جانب «الجيش الحر» وسندعمه دوماً، لكونه مؤسسة تحمي الشعب وتدافع عن حقوقه. واللقاء التشاوري هو للإعداد لمؤتمر عام بعد شهرين أو ثلاثة، وشارك فيه أكثر من 220 شخصية معارضة، كفايز سارة، وعمار قربي، وكمال اللبواني، ووليد البني.
وفي مسألة تفجيري الريحانية في تركيا، أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أنّ النظام السوري هو الذي يقف وراء التفجيرات التي وقعت في مدينة الريحانية. وأكد أنّ التفجيرات هي محاولة لجرّ تركيا إلى نزاع طائفي. وتعهد أردوغان بعدم التورط في هذا النزاع، وبالرد في الوقت المناسب على هذه الاستفزازات. في موازاة ذلك، طالبت موسكو بإجراء تحقيق تفصيلي في هذه التفجيرات ومعاقبة المذنبين.
في سياق آخر، قال الجيش التركي إنّه فقد إحدى طائراته المقاتلة من طراز «إف_16» قرب مدينة العثمانية في جنوب تركيا، على بعد نحو 50 كيلومتراً من الحدود السورية، لكن قناة تلفزيون «ان.تي.في.» التركية نقلت عن مصادر عسكرية قولها إنّ تحطّم الطائرة حادث عارض على الأرجح.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)