غزة ــ الأخبار بعدما اعتبر أن دخوله الى قطاع غزة هو دخول الفاتحين، منح رئيس الحكومة المقالة، اسماعيل هنية، الجنسية الفلسطينية للداعية الإسلامي، رئيس هيئة العلماء المسلمين، يوسف قرضاوي، الذي يجول القطاع المحاصر منذ مساء الأول من أمس، بعدما أصدر سابقاً فتوى بتحريم زيارة القدس المحتلة، فيما أكّد خلال الزيارة عدم جواز التفريط بأي جزء من فلسطين.
وخلال استقباله على معبر رفح، قال هنية إن الشيخ العلامة «دخل قطاع غزة دخول الفاتحين المنتصرين الذين رفعوا اللواء في كل ميدان»، مشيراً إلى أنه تم توجيه الدعوة للقرضاوي لزيارة غزة عدة مرات. ووصف ضيفه، الذي رافقه 54 عالماً اسلامياً من 14 دولة، بأنه «شيخ الجهاد، وشيخ الربيع العربي، وشيخ الثورات الإسلامية». وتابع «لولا ثورة مصر، لما وصلنا لهذه اللحظة العظيمة من زيارة العلماء لفلسطين».
كما شدّد هنية على التمسك بالأرض وعدم التفريط بالحقوق الفلسطينية، وقال «لن نقبل لأحد أن يتنازل عن ذرة من أرض فلسطين». وأكد أن زيارة القرضاوي إلى قطاع غزة جاءت دون إذن (إسرائيلي) ودون اتفاقات مع أحد. وقال إن القرضاوي «هو شيخ القدس والجهاد على أرض فلسطين ولم يدخل إلى قطاع غزة بإذن أو تصريح صهيوني وفي الليل لنقول طلع البدر علينا».
وخلال لقائه بالقرضاوي في مقرّ مجلس الوزراء أمس، منح رئيس الحكومة الحمساوي الجنسية الفلسطينية للقرضاوي. كما منح الرئيس السوداني الأسبق، عبد الرحمن سوار الذهب، الذي يرافق القرضاوي، الجنسية الفلسطينية.
في المقابل، شهد دوار ابن رشد في محافظة الخليل، وقفة احتجاجية على زيارة القرضاوي، نظمتها «اللجنة الشعبية للدفاع عن سوريا»، وشارك فيها ممثلون عن عدة فصائل، وأساتذة جامعيون، وأسرى محررون، رافعين شعارات منددة بالزيارة، والدور الذي تلعبه قطر في المنطقة.
بدوره، قال المتحدث باسم حركة «فتح» أحمد عساف لـ«الأخبار» «إننا في حركة فتح رفضنا الزيارة وقاطعناها.. وهذه المقاطعة جاءت بسبب مواقف القرضاوي المشبوهة، حيث إنه تدخل بشكل سلبي في الساحة الفلسطينية، وانحياز لحركة «حماس» على حساب المجموع الوطني الفلسطيني، عندما أيّد الانقلاب الدموي الذي قامت به «حماس» في غزة عام 2007، والذي تسبب في انقسام كارثي على القضية الفلسطينية».
وأوضح عساف أن المقاطعة تأتي أيضاً احتجاجاً على «الفتوى التي حرم بها زيارة المسجد الأقصى، بحجة أنه تحت الاحتلال، وفي الوقت ذاته يدخل قطاع غزة وهي أيضاً تحت الاحتلال، بتصريح إسرائيلي وتنسيق كامل معها» (وهو ما نفاه هنية)، متسائلاً: «وإلا فكيف سمحت إسرائيل له بالدخول ومنعت رمضان شلح ونائبه زياد النخالة من دخول القطاع؟».
إضافة إلى ذلك، عزا عساف مقاطعة الزيارة إلى ما سمّاه «الفتاوى المثيرة» التي أطلقها القرضاوي في الآونة الأخيرة، وأضاف «نحن نعتبره مفتي قوات حلف الأطلسي، ومفتي القتل، حيث أفتى باحتلال ليبيا وتدميرها، بالإضافة إلى فتواه الأخيرة التي دعا فيها القوات الأميركية إلى احتلال سوريا».