أكد وزير الخارجية الأميركية جون كيري، أمس، أن الاسرائيليين والفلسطينيين جادون بشأن السعي للسلام، فيما حاولت اسرائيل أن تقلل من أهمية قرار التصديق الأخير على بناء وحدات استيطانية جديدة، رغم التعهد الاسرائيلي للأميركيين بتجميد العطاءات الاستيطانية من أجل استئناف المفاوضات. وكلام كيري عن التسوية جاء على هامش لقاءاته المتواصلة منذ أول من أمس في العاصمة الإيطالية روما. ومن المقرر أن يجتمع كيري مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم 21 او 22 أيار المقبل، لمحاولة احياء محادثات السلام المتوقفة منذ وقت طويل، ويتوقع أن يعرض خلال زيارته خطة للسلام تشمل الاعتراف بيهودية اسرائيل وإشراك حلف شمالي الأطلسي في الترتيبات الأمنية.
بدورها، حاولت وزيرة العدل الاسرائيلية تسيبي ليفني، المسؤولة عن ملف المفاوضات مع الفلسطينيين، أن تقلل من أثر القرار الاسرائيلي ببناء 296 وحدة استيطانية في «بيت إيل». وقالت للاذاعة العسكرية الاسرائيلية «أُعلمت بالاعلان (حول بيت ايل) بعد خروجي من الاجتماع (مع جون كيري) وتحققت منه. وأبلغنا الاميركيين فورا. لا حاجة إلى تضخيم الامر». وتابعت «لقد استمعوا وفهموا ولم يقوموا بأي رد فعل».
وبحسب ليفني، فان بناء هذه الوحدات في مستوطنة «بيت ايل» قرب رام الله، هو نتيجة لاتفاق جرى التوصل اليه في حزيران 2012 مع المستوطنين، الذين كانوا يقيمون في بؤرة عشوائية قرب المستوطنة. ووافق هؤلاء المستوطنون على ترك المنطقة دون عنف مقابل وعد ببناء نحو 300 وحدة سكنية لهم.
ورأى كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، أن الإعلان الاسرائيلي محاولة «لتخريب» جهود السلام الاميركية. وقال «ندين بشدة هذا القرار الاستيطاني الجديد، وهذا دليل على رغبة الحكومة الاسرائيلية في تخريب وتدمير الجهود الاميركية لاحياء عملية السلام». وأضاف «هذه رسالة للادارة الاميركية وضرب لعملية السلام»، مشيراً الى «التحرك على نحو مكثف» الذي يقوم به وزير الخارجية الاميركي في المنطقة لإقناع الطرفين بالعودة الى طاولة المفاوضات. وتابع أن «كل هذا قصده جر المنطقة الى العنف بدلاً من السلام والاستقرار».
وحول المحادثات التي يجريها كيري لاعادة اطلاق محادثات السلام بدت ليفني حذرة. وقالت «هنالك تقدم نحو استئناف المفاوضات.هنالك نوع من الديناميكية الموجودة. وزير الخارجية اظهر لنا تصميماً لم نعرفه منذ سنوات».
ويأتي الاعلان عن بناء الوحدات السكنية في «بيت إيل»، بعد أيام من نشر وسائل اعلام ومنظمة غير حكومية اسرائيلية أنباءً تفيد أن نتنياهو جمّد طلبات استدراج العروض لمساكن جديدة في المستوطنات، من أجل اعطاء فرصة للولايات المتحدة لاطلاق المفاوضات مع الفلسطينيين، المتوقفة منذ ايلول 2010، بناءً على اتفاق ضمني مع كيري.
وعلّق دانت حاغيت أوفران من منظمة «السلام الآن» الاسرائيلية غير الحكومية المعارضة للاستيطان، على البناء في «بيت إيل»، بالقول إن «هذه المبادرة تثبت أن نتنياهو يخدع العالم. فهو من جهة يوحي بأنه يوقف الاستيطان، ومن جهة أخرى يسمح باطلاق مشروع هائل للبناء».
في غضون ذلك، نفى عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، عزت الرشق، تقارير إعلامية عن توتر بين حركته ودولة قطر بعد رفض الحركة مبدأ تبادل الأراضي بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي. وقال على صفحته الفيسبوكية: «لا أساس من الصحة لما تروّجه بعض الصحف والمواقع الإلكترونية عن توتر العلاقة بين قطر الشقيقة وحماس، بعد موقف الحركة الرافض للمبادرة العربية أو تعديلها لتتضمن تبادل الأراضي مع الاحتلال».
(الأخبار)