دعت روسيا ومصر أمس إلى إنهاء الصراع الدامي في سوريا «في أقرب وقت ممكن»، وأيدتا تنشيط عمل اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط بالتعاون مع جامعة الدول العربية. وفي مؤتمر صحافي عقب محادثات أجراها الرئيس فلاديمير بوتين مع نظيره محمد مرسي، الذي زار موسكو للمرة الأولى أمس، أعلن الرئيسان دعوة بلديهما، روسيا ومصر، أطراف النزاع في سوريا إلى وقف إطلاق النار «في أسرع وقت ممكن».
وأعلن بوتين، في ختام لقاء عقده في سوتشي على البحر الأسود مع مرسي، أن «روسيا ومصر مع وقف لإطلاق النار في سوريا، في أسرع وقت ممكن، والبدء بمفاوضات سورية سورية». وأضاف بوتين أن البلدين يدعوان أيضاً إلى «حل سياسي ــ قانوني» للأزمة السورية «من دون تدخل خارجي».
بدوره، أشار مرسي إلى أن القضية السورية احتلت مكانة خاصة في المباحثات. وأوضح أنه اتفق مع نظيره الروسي على ضرورة التوصل في المستقبل القريب إلى حل للقضية السورية. وأكد أنه يثمّن كل التثمين موقف روسيا من هذه القضية الذي يتطابق بشكل قريب جداً مع موقف مصر.
وأعلن بوتين أن روسيا ومصر تؤيدان تنشيط عمل اللجنة الرباعية للشرق الأوسط بالتعاون مع جامعة الدول العربية. وقال بوتين: «تتطابق مواقف البلدين لحدّ كبير بشأن تسوية النزاع العربي – الإسرائيلي. ونحن نعتقد أن من المهم تنشيط عمل رباعي الوسطاء الدوليين بالتعاون مع جامعة الدول العربية». ودعا بوتين الرئيس المصري إلى المشاركة في قمة البلدان المصدرة للغاز التي ستعقد في موسكو في تموز المقبل، على اعتبار أن مصر دولة منتجة للغاز، فيما وجه مرسي الدعوة إلى نظيره لزيارة مصر.
كذلك، أعلن الرئيس المصري أن الجانبين المصري والروسي اتفقا على «توسيع التعاون بين البلدين بالأخص في مجال صناعة الطاقة»، والمقصود بالأمر «التعاون في صناعة النفط والطاقة الكهربائية واستخراج الغاز والصناعة الذرية»، ولا سيما في بناء محطات كهرذرية جديدة ووحدات لتحلية المياه المالحة.
وفي إطار متصل، أعلن وزير الزراعة الروسي نيكولاي فيودوروف أمس أن موسكو قد تزيد صادراتها من الحبوب إلى مصر إذا وصل المحصول المحلي هذا العام إلى 95 مليون طن. كذلك، نقلت وكالة الإعلام الروسية «نوفوستي» عن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أن مصر اقترحت أن «تشارك روسيا في تشييد محطة للطاقة النووية وتطوير مكامن لليورانيوم» في مصر.
وقال نوفاك، في حديث إلى الصحافيين بعد اجتماع بوتين ومرسي، إن «مصر اقترحت أن تقوم شركة روستوم النووية الروسية المملوكة من الدولة بتجديد التعاون مع مصر في خططها للطاقة النووية المدنية».
من جهته، كشف وزير الصناعة والتجارة المصري سمير الصياد أنه لم يجرِ التوصل إلى اتفاق بشأن قرض روسي لمصر أثناء اجتماع الرئيسين مرسي وبوتين.
إلى ذلك، أعلن مدير قسم الشرق الأوسط في صندوق النقد الدولي، مسعود أحمد، أمس أن المساعدة المالية التي قدمتها قطر لمصر بقيمة 5 مليارات دولار «مفيدة»، ولكن لا يمكن أن تكون «بديلاً» من خطة المساعدة التي تفاوض القاهرة الصندوق بشأنها منذ أشهر. وأكد أحمد، في مؤتمر صحافي، أن التمويل القطري «قد يشكل أساساً لبرنامج يدعمه الصندوق عند التوصل إلى اتفاق».
وتعليقاً على وضع المفاوضات، أكد مسعود حصول «تطورات» إيجابية لكن تعذر عليه تحديد موعد محتمل للتوصل إلى اتفاق.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)