الابتسامة الغريبة التي أجاب بها أحد الاشخاص في مخيم الجليل ببعلبك على سؤالنا عن «مراكز الإيواء» للنازحين الفلسطينيين السوريين، سرعان ما أسفرت عن سرّها. يبتسم الرجل ويمتنع الآخرون عن الإجابة للحظات. لكن أحدهم يشير في النهاية بإصبعه إلى... المقبرة المحاذية للمخيم!
المقبرة، لا ضجيج. صمت القبور. بالفعل 8 عائلات تسكن هنا. بعضها لجأ الى غرف غسل الموتى، والباقون في هنغار ملاصق للمقبرة. يحمل المركز اسم «مركز إيواء رقم واحد» ويحتوي على 15 غرفة تقطنها 40 عائلة، مساحة الغرفة الواحدة لا تزيد على 6 أمتار مربعة، اما الغرف الأخرى؟ ففيها أكثر من عائلة في مساحة لا تتجاوز 16 مترا مربعا: مطبخ للجميع، حمامان، تواليت خارجي ومكان صغير تم تحويله إلى مصلى. العدد الإجمالي 200 لاجئ. تقول الباحثة سهام ابو ستة، ان أكثر أماكن السكن مأساوية موجودة في بر الياس، دير زنون والصويري. فهي إما خيم أو بيوت على العظم، والأمم المتحدة سلبية في المساعدات وتحيل الموضوع الى الأونروا، الأونروا تتحجج دائماً بقلة الموارد لديها.
«أم حسين» إحدى اللاجئات في منطقة المنارة، ما زالت تعيش صدمة ما جرى لها. على طريقة الفلسطينيات اللاتي اعتدن النكبات، وجدت نفسها مع أطفالها الخمسة على الرصيف.. من جديد.
تقول «لم نستطع الذهاب الى مركز الأونروا لأن ذلك يحتاج الى أجرة مواصلات، وغالبية العائلات لا تستطيع الدفع. يا خالتي المسافات بعيدة وكل سيارة مع الاولاد بدك تحط عشرة آلاف ليرة، ولو ما تبرع حدا من وجهاء المنطقة بأجرة المواصلات ما كنا رح نقدر نروح على مستوصف الأونروا».
أما الحاج عمر الذي بدا عليه التذمر من كلّ شيء فيقول: «أصعب مشكلة نعاني منها هي تأمين الدواء، الأونروا لا تعطي سوى مسكنات، وأدوية أخرى عامة».
هذا في الصحة، أما بالنسبة لتعليم اللاجئين في البقاع، فهناك ثلاث مدارس (الرفيد-مجد العنجر-كرمة اللوز) تستقبل الطلاب، والمنهاج سوري يعطى باستثناء مادة القومية، وقد تم تأمين الكتب من قبل هذه المدارس بمساعدة بعض الجمعيات مثل غراس الخير، والأزهر، ودار الفتوى، وهم يتابعون أمور جميع الطلاب ويؤمنون جميع احتياجاتهم.
ولقد تم الاتفاق مع وزارة التربية اللبنانية على إعطاء شهادات للطلاب.
الى جانب ذلك هناك إمكانية لاستقبال الأطفال ما فوق الأربع سنوات في المدارس الحكومية حسب استطاعة كل مدرسة.
طرابلس «عاصمة الفقراء»، كما يحب أن يلقبها بعض الأشخاص، استضافت في مخيم البداوي 2492 لاجئاً، وفي مخيم نهر البارد 1316 لاجئاً.
محمد حسن، مسؤول الملف الصحي في لجنة مخيم البداوي الشعبية، ونازح من سوريا يقول «بشكل عام معظم الحالات الموجودة في البداوي والبارد هي أمراض مزمنة، ومنذ شهرين كان هناك 6 حالات سرطان اضطرت للمغادرة والعودة الى سوريا بسبب غياب العلاج في لبنان، الى جانب مغادرة بعض حالات الأمراض العصبية، والمساعدات في هذا الجانب تأتي من مؤسسات غير حكومية. ويغطي «الهلال الأحمر الفلسطيني» جانبا من الحاجة حسب إمكاناته البسيطة (عيادات فقط) لكن دون أدوية. وبعض الفصائل تغطي هذا الجانب أيضاً. أما الأطباء المختصون فيحتاج المريض هنا إلى المال لاستشارتهم. بالنسبة لدور الأونروا: ما زالت تتعامل مع الفلسطيني السوري كما كانت تتعامل معه في سوريا، اي انها تغطي50% فقط (كون الدولة السورية كانت تغطي الباقي) وطبعاً بالضغط أو بالواسطة وهاي النسبة غير منطقية، فالأونروا تعلم جيداً أننا ممنوعون من العمل داخل لبنان، وبالنسبة لموضوع الأدوية كتير محرج للعائلات، والوكالة بتغطي أدوية مسكنات أو أدوية عامة، اما موظفو الأونروا فيتعاملون معنا بتمييز لأننا قادمون من سوريا «يعني أنت درجة ثانية»، قابلنا مدير الوكالة في الشمال وعرضنا له مشاكلنا، ولم تحل حتى هذه اللحظة وأهمها تغطية الطبابة 100%، نحن نطالب أن يكون التعامل معنا كما يعامل النازح من البارد الى البداوي».
أما الوضع التعليمي، فتقول ياسمين، وهي متطوعة متابعة للملف في اللجنة، ان «دوام الطلاب الابتدائي والإعدادي يكون بعد دوام المدارس ولا يدرسون سوى ثلاث مواد هي القراءة، الرياضيات واللغة الإنكليزية. والموضوع رفع عتب لأنّ المدرسين يعلمون أن الأونروا سوف تنجّح جميع الطلاب بكافة الأحوال». اما الصفوف الثانوية فقد تم تسجيل الطلاب في مدرسة البارد، على المنهاج اللبناني، والبعض من الطلاب لا يستطيع مجاراة المنهاج، ولو أن الأونروا لم تتكفل بالمواصلات لما استطاع الأهالي إرسال أولادهم للدراسة». يقول محمد الأسود، وهو عضو في اللجنة «هناك مشكلة في التعليم مرتبطة بمعاناة الناس الاقتصادية، الكثير من العائلات اضطرت الى أن تجبر أولادها على العمل وترك الدراسة»، ويسأل الأستاذ «هل المقصود تجهيل أولادنا؟».


منطقة بيروت ومخيماتها

في بيروت لا يختلف واقع الحال كثيرا عن المناطق الأخرى: اكتظاظ هائل نتجت منه مشاكل اجتماعية وأخلاقية. في احد مكاتب الفصائل التقينا رشاد، طالب جامعي، مع عشرين شابا قدموا من مخيمات سوريا ويسكنون غرفة صغيرة. يحدثنا رشاد بلهجة غاضبة عن واقع العمل المزري الذي يعيشه آلاف الشباب الفلسطينيين الذين تركوا مقاعد دراستهم «إذا الفلسطيني اللبناني محروم من كل حقوقه الإنسانية البديهية يلي بيحتاجها أي انسان! كيف بدك الحكومة اللبنانية تشغلنا كفلسطينيه جايين من سوريا؟ والله نكتة مركبة صارت قصتنا! وبدك كتب ونظريات لنشرح وضعنا، أنا طالب جامعي وما عارف كيف بدي أكمل دراستي في لبنان».
الى مخيم شاتيلا، علّ الصورة تكون أجمل. هناك، لم يتغير اي شيء منذ سنوات طويلة: الأزقة الضيقة ورائحة دماء الشهداء لا تزال تفوح من هذا المخيم إلا أنه يصر على الحياة والبقاء.
أردنا مقابلة مسؤول في اللجان الشعبية. وصلنا لكننا لم نجد أحداً، فسألنا أحد المارة فقال إن اشتباكاً حدث البارحة وقتل شاب فلسطيني سوري كان قادما في زيارة الى لبنان من ألمانيا، وأنّ المخيم مستنفر.
قررنا أن نتوجه الى «مؤسسة نجدة ناو». حيث قابلنا ابو خالد العايدي المنسق العام للمؤسسة، وسألناه عن دور المنظمات غير الحكومية في مساعدة المهجرين فقال: «بدأنا عملنا منذ أربعة أشهر حين قررنا نقل عملنا من ألمانيا الى لبنان. كان العمل الأول إحصاءً عاماً للاجئين وخاصة في شاتيلا والداعوق وسعيد هواش وحي السلم، ثم قدمنا فرشاً وأغطية وتقريباً 100 سلة غذائية، وبالنسبة للموضوع الطبي، كانت مساعداتنا بسيطة للفلسطيني السوري، وأكثر للسوريين لأن مشكلة السوري أكبر من مشكلة الفلسطيني». ويسأل ابو خالد «لماذا الى الآن لا يكون التعامل مع جميع اللاجئين السوريين كلاجئين، وبالتالي تقع المسؤولية هنا على هيئة الأمم المتحدة وله عليها حقوق الصحة والعمل والإقامة؟».
ووجه ابو خالد رسالة الى جميع منظمات الإغاثة غير الحكومية بأن لا يكتفوا بموضوع الإغاثة، بل عليهم تشكيل مجموعات ضغط للاعتراف بالمهجرين من سوريا على أنهم لاجئون.
وما أن خرجنا من المؤسسة حتى قابلتنا «حاجة» ستّينية كانت على ما يبدو بانتظارنا. عندما علمت بأننا صحافيون من اليرموك، ارادت ان تحدثنا عن أحفادها الذين تركوا جامعاتهم «يا خالتي المهم يكملوا دراسة بالجامعة» تقول. الحاجة أم عماد، وهذا اسمها، نبهتنا الى موضوع مهم، حقاً طلبة الجامعات والمعاهد الى أين؟ وإذا ما سويت أمورهم من قبل الحكومة اللبنانية، فكيف يمكن معالجة الدفعات المالية الكبيرة المطلوبة منهم في لبنان «الغالي» تربوياً؟


الجنوب

في مدينة صيدا المخيم الفلسطيني الأكبر في لبنان ويسميه الفلسطينيون هنا «عاصمة الشتات». استضاف مخيم عين الحلوة ما يقارب 7 آلاف لاجئ، هذا المخيم يخبئ الكثير من قصص الجوع والموت التي يعيشها اللاجئون، تجولنا داخله بحثاً عن مركز اللجنة الشعبية، وعندما وصلنا كان الجميع يستعد لاعتصام أمام مركز الأونروا للمطالبة بعودة المهجرين من سوريا وزيادة الاهتمام أكثر بالخدمات الصحية والتعليمية، إلى جانب المطالبة بوقف العنف في مخيمات سوريا.
كانت فرصة لأن ننسى ولو قليلاً أننا صحافيون، فانضممنا إلى المعتصمين، وهناك قابلنا هيفاء الأطرش، وهي فنانة تشكيلية فلسطينية قدمت من مخيم اليرموك مع عائلتها، وتعمل اليوم كعضو في اللجنة التنسيقية لمهجري سوريا الى لبنان في مخيم عين الحلوة. عن أوضاع المهجرين في لبنان تقول «عندي ثلاثة أولاد، خرجنا، ومعنا بعض المدخرات، لكن الحياة في لبنان غالية جداً والمدخرات خلصت من زمان. اضطررنا الى البحث عن العمل، وهنا المعاناة الكبرى، حرم أولادنا من التعليم من أجل العمل، والأونروا لم تأخد دورها الحقيقي في تأمين هذا الموضوع وخاصة المناهج. بالنسبة لعمل اللجان الشعبية هناك شح بالإمكانات وتقصير غير متعمد، ومنظمة التحرير تتحمل مسؤولية عدم تنظيم وضع النازحين «في ناس نامت في شوارع صيدا، الآليات ضعيفة والإمكانات خجولة حتى الآن. كان يجب أن يكون هناك خطط منذ بداية الأحداث. المساعدات لا تسد الحد الأدنى للعائلات وهناك تقصير وعدم توزيع عادل للمساعدات».
أما أبو جهاد، مسؤول لجنة متابعة النازحين الفلسطينيين الى لبنان، فيقول«مخيم عين الحلوة عدد السكان فيه كبير، ولا يوجد منازل كافية، فإذا كان العدد 40 الف فلسطيني لبناني، وأضيف إليهم 4 آلاف فرد أو أكثر، فتخيل حجم المشكلات التي سوف تظهر من هذه الكثافة؟ مشكلات اجتماعية واخلاقية واقتصادية، وإيجارات المنازل كانت 200 دولار، ولما صار في مهجرين صار أيجار البيت 400 و500 دولار، أليس هذا استغلالاً؟ بالنسبة إلى العمل، بالأساس الفلسطيني ممنوع من العمل في غالبية المهن والوظائف. وعن التعليم والجانب الصحي، معظم المراحل التعليمية غير موجودة والمنهاج لبناني! وهناك تسرب كبير للأولاد من المدارس بسبب صعوبة العيش وفرض العمل على الأولاد من قبل العائلات. هناك أكثر من مكان فتح للصفوف الابتدائية وصورت بعض المناهج السورية لهم، والشهادة غير معترف بها، والموضوع يتم التعامل معه على مبدأ عدم الانقطاع في الدراسة لا أكثر و لا أقل، أما مرحلة الدراسة الإعدادية والثانوية، فهنا المشكلة، خاصة في المناهج المختلفة تماماً عن المنهاج السوري من حيث إن المناهج في لبنان كلها بالفرنسية والانكليزية».
خرجنا من مخيم عين الحلوة على مضض، ربما لأن السبب كما قال لي زميلي ماهر أيوب «مخيم عين الحلوة المخيم الوحيد الذي تشعر فيه أنك في مخيم يشبه مخيم اليرموك».
في مخيم الرشيدية في صور كان التذمر أقل من باقي المخيمات، رغم الملاحظات ذاتها. ربما يعود ذلك الى طبيعة الناس القاطنة في الجنوب، كما تعبر عنها أم محمد التي تقول «الناس في المخيم جيدين وطيبين وواقفين مع بعضهم».
يشاطرها الرأي طارق إبراهيم. الابتسامة لا تفارق وجهه طيلة حديثي معه، يعبر ببساطة شباب المخيم «هناك معاناة ومشاكل بالصحة والتعليم وأجرة البيت، لكن المشكلة الأكبر في العمل. أنا أبحث عن أي عمل منذ مجيئي، وأكيد يلي بدور ما بيتعب، و الحمد لله الناس شايلة بعضها هون رغم الفقر بس في أولاد حلال كثار، بس كمان في تقصير من المنظمة والأونروا، وفي مساعدات من الهلال الأحمر واللجان الشعبية تحاول بإمكاناتها». يختم حديثه «إنشاء الله نلاقي عمل وأهلي ما يحتاجوا حدا بعدها».
أحلنا تذمر الناس وأسئلتهم الى الأشخاص المعنيين بهذا الملف، كان لقاؤنا الأول مع أبو إياد شعلان، امين سر اللجان الشعبية في لبنان، يقول «منذ بداية الازمة تعاطينا معها من خلال بعض العناوين: الإحصاء، الاتصال والتواصل مع المؤسسات المحلية والدولية لتأمين الحياة اليومية للنازحين. تمكنّا من التنسيق مع مؤسسات وشكلنا لجان مشتركة (الأونروا ــ اللجان ــ مؤسسات المجتمع المدني) في كل منطقة هناك لجان شعبية ولجنة مركزية (منظمة التحرير ــ الأمن العام اللبناني ــ السفارة) من أجل عملية دخول وخروج النازحين. ونحن على اتصال مباشر مع الأمن العام اللبناني بهذا الموضوع.
ويضيف «وجود غالبية الفلسطيينين المهجرين من سوريا داخل المخيمات اللبنانية سهّل استلام المواد التموينية وغير التموينية، المشكلة في ان من يقطن خارج المخيمات تواصل مؤسسات الإغاثة معه أقل».
وماذا عن دور الهلال الأحمر؟ يقول «وُزعت مواد تموينية بالتنسيق مع الهلال الأحمر القطري في الجنوب وأهمل الشمال، وقد رفض الهلال القطري التعامل مع أي جهة سياسية وقبلنا التعاون مع الهلال الأحمر الفلسطيني، وطبعاً كمنظمة تحرير نحن قدمنا مبلغا ضئيلا، فقد وصلنا 250الف دولار (50 من دائرة شؤون اللاجئين ــ 50 ألف تبرعات من أهلنا من الضفة ــ 150 ألف من السلطة) وقد وزعت هذه المبالغ على 5 آلاف عائلة وبقيت الفا عائلة».
والأونروا؟ يقول «بلغنا الأنروا أن تزيد من خدماتها، ومن عدد الموظفين لديها. وهذا ما حصل فعلاً. فقد تم توظيف أكثر من 30 شخصا، وسوف يحول مبلغ من المال الى هيئة الإغاثة في لبنان وقد تم الاتفاق مع الأونروا على أن يكون هناك مستودعات في جميع المناطق، الى جانب فتح مكتب على الحدود لاستقبال اللاجئين».
أما موضوع التعليم «فقد تم الاتفاق مع الأونروا والدولة اللبنانية على اعتماد شهادات الصف التاسع والبكالوريا بشكل رسمي. عملنا بالأساس يجب أن يصب على الضغط على الأونروا لتحمل مسؤولياتها، ونحاول الآن إيجاد أماكن إيواء بالاتفاق معها، وخلال هذا الوقت على الأونروا أن تؤمن أيجارات شهرية للعائلات وأن نثبت هذا الموضوع لحين انتهاء الأزمة».
لكن الأونروا رفضت تثبيت هذا الموضوع (الايجارات) على أرضية أنها لا تستطيع أن تلزم نفسها، وأن الموضوع مرتبط بحجم المبالغ التي تأتيها.
وعلى مستوى الدولة اللبنانية شكلت هيئة إغاثة لها علاقة مع الأونروا وهذا سهل كثيراً العمل، وكان التواصل من خلال وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور ويتم التفاعل مع الجهات المعنية حتى يتم التعامل مع الفلسطيني السوري كما يتم التعامل مع اللاجئ السوري، وهناك تواصل دائم مع الأمن اللبناني لحل أي مشكلة قد تنتج عن هذا الضغط لتزايد العدد السكاني، الى جانب موضوع الإقامة، فالدولة كل فترة تمدد الإقامة للاجئين ضمنياً ولا توجد أي مساءلة مالية أو قانونية».
لكن ماذا إذا تفاقمت الأزمة في سوريا وزاد عدد المهجرين؟ هل هناك تصور؟ أجاب الشعلان «لدينا خوف، حتى أن تقوم إسرائيل بعمل ما في لبنان ويصبح سؤال الفلسطيني في سوريا ولبنان: الى أين سوف يذهب؟ بصراحة لا إجابة عن هذا السؤال».
يختم الرجل حديثة بالقول أن أي أحد لديه مشكلة أو شكوى، عليه التوجه الى مقرهم في مخيم مار الياس، «ومكتب مسؤول اللجان مفتوح للجميع».
دخل الفلسطيني الى سوريا في 48 عارياً وخرج منها عارياً، إلا من حلمه في العودة والتحرير، ومع استمرار مأساة آلاف اللاجئين الفلسطينيين في سوريا وكعنوان جديد في روزنامة اكبر جريمة طرد وتشريد لشعب من أرضه، يبقى اللاجئ الفلسطيني دون إجابات عن تساؤلاته ويظل يسأل بلهجته «خيّا كل يلي بصير فينا ليش؟».



الأنروا تتهرب

الجميع متفقون على أنّ الأونروا هي المعنية بحل مشاكل الفلسطينين أينما وجدوا، من تحدثنا إليهم رموا المسؤولية عليها، لذا توجهنا الى وكالة الغوث، إلا أننا لم نستطع أخذ أي تصريح رسمي. و بعد جهد حصلنا على بعض الإجابات من «مصدر مطلع» على الملف في الاونروا رفض الكشف عن اسمه يقول «الخدمات الصحية كاملة مثل الفلسطينية بلبنان، تقدم للفلسطيني المهجر من سوريا. لكن في سوريا كان المواطن الفلسطيني يعامل كسوري والاستشفاء في سوريا افضل من لبنان تجاه الفلسطينيين. التعليم يعاني مشكلة في المنهاج، وهنا الاعتماد على اللغة العربية، اما في لبنان فالمنهاج مختلف. ادخلنا النازحين ع مدارس الاونروا ودخلنا سجلاتهم ع وزارة التربية والتعليم. طلاب الثانوية والمراحل العالية هم من يعاني مشكلة نتيجة اختلاف المنهاج السوري عن اللبناني. اعطينا اول مرة وتاني مرة مساعدات عينية شو بيوصل من الدول المانحة الاونروا بتعمل مع المنظمات الدولية الاخرى. اعطينا بشهري 12و 2.
أما حول سؤال: هناك حصار خانق على مخيمات سوريا وتحديداً مخيم اليرموك وسبنيه والحسينية لماذا الاونروا؟ حتى الآن لم تتحرك لإغاثة اللاجئين الموجودين في هذه المخيمات؟ رغم أنها تقع في اطار مسؤولياتها القانونية والإنسانية». أجاب المصدر « اذا اعتقلوا القوات الدولية كيف يمكن للاونروا ان تتحرك ما بعرف؟ هناك مسؤولية صحيح».
أما بالنسبة للسؤال: في حال تفاقمت الأوضاع أكثر في سوريا، هل هناك خطط مستقبلية لإغاثة عدد أكبر من اللاجئين القادمين الى لبنان؟. فكان الجواب « اللبنانيون لا يستطيعون ان يعملوا مخيمات، وين في أماكن فاضية سنسكن فيها النازحين. اذا الدولة ما قادرة تعمل شي كيف أنا الاونروا؟ وحول مسألة حرمان الفلسطيني من العمل، يجيب «الفلسطيني اللبناني ما قادر يعمل نتيجة القوانين اللبنانية، كيف الحال بالفلسطيني السوري؟».



أرقام واحصاءات

دخل لبنان، وحسب إحصاءات اللجان الشعبية التي تتابع أوضاع النازحين من سوريا، 30660 فلسطينياً هرباً من الحرب الدائرة في سوريا. هكذا، وصل منطقة البقاع، الأقرب الى الحدود السورية حوالي 5 آلاف لاجئ توزعوا على تجمعين رئيسيين: مخيم الجليل الذي يستضيف (3616) لاجئاً، وبعض قرى البقاع الأوسط والتي تستضيف (1652) لاجئاً..
وفي طرابلس استضافت المدينة في مخيم البداوي 2492 لاجئاً، في مخيم نهر البارد 1316 لاجئاً. وفي بيروت هناك ثلاثة تجمعات: مخيم برج البراجنة والذي يضم 2628 لاجئاً، مخيم شاتيلا والمناطق المحيطة به2000 لاجئ، ومخيم مارالياس يضم 732 لاجئاً. منطقة الجنوب (صيدا و صور). هنا أربعة تجمعات رئيسية: مخيم عين الحلوة يؤوي 7876 لاجئاً، مدينة صيدا تستضيف 1304 لاجئين، مخيم المية ومية يؤوي (1012) لاجئاً، إضافة إلى تجمع «وادي الزينة» ويستضيف 2160 لاجئاً.
أما منطقة صور فيوجد فيها سبعة تجمعات رئيسية : «شبريحا» التي تستضيف 144 لاجئاً، مخيم الرشيدية يؤوي 392 لاجئاً، مخيم البص يؤوي 368 لاجئاً، مخيم برج الشمالي يؤوي2500لاجئ، القاسميه تستضيف 172 لاجئ، وأخيرا جل البحر 78.