ربما كان الكثير رافضاً التصعيد الكبير الذي يقوم به السلفيون ضد «المد الشيعي» في مصر، معتبرين انه مبالغ فيه، إلا أن السلفيين يجادلون بأن فكرتهم لها وجاهة، مستندين في ذلك إلى عدد من الأسباب يمكن تلخيصها في القوة الناعمة الكبيرة لإيران، التي ظهرت بوضوح في عدد من دول الخليج كالبحرين والكويت وشرق السعودية وبعض أجزاء من اليمن، فضلاً عن العراق.
وهم في ذلك يخشون من خلق أتباع كثر لإيران تكون بمثابة بؤر توترات مذهبية في مصر، في ظل انفتاح تكنولوجي ودولة شبه غائبة في كثير من الأحيان داخل مصر. وهم يضعون أمام الناس تجارب قالوا انها كاشفة، كمساندة إيران لأميركا، ولو من طرف خفي، في غزو أفغانستان والعراق، أي إنها دولة لا غرض لها إلا مشروعها الكبير، ويعتبر هؤلاء الجمهورية الاسلامية «عدواً» أو «خصماً» خفيّاً، يفتتن الناس به، وخاصة مع «استخدام الشيعة لمبدأ التقية»، بما يُصعب اكتشاف أي نية قد تكون سلبية.
الأمر الأخير هو أن الفكر الشيعي «يتقبل ممارسة العنف ضد الذات» كما يحدث في المواسم الدينية من أعمال دموية بدعوى ذكرى قتل الحسين، وهو ما قد يفتح الباب لتطور هذا العنف.
ورغم أن السياسة الدولية والعلاقات الخارجية تقوم على مصالح الدول وشعوبها، إلا أن السلفيين يعتبرون هذه العلاقة غير مجدية لضعف القدرة الاقتصادية لإيران، مقارنة بما تحتاجه مصر في ظل الحصار المفروض عليها.