دمشق | إنها تمطر قذائفَ في دمشق. بعض القذائف التي تسقط على البرامكة وملعب تشرين ودوار كفرسوسة تُطلق من مخيم اليرموك، فيرد الجيش السوري بقصف مواقع خروج القذائف. وبعضها الآخر يسقط على مناطق الزبلطاني والقصاع وباب توما، منطلقاً من مناطق جوبر وبرزة، فيما ما زالت داريا وما حولها مراكز إطلاق قذائف سابقة أُخرى على المزة وساحة الأمويين والمالكي وأبو رمانة، ما يوقع ضحايا من المدنيين يومياً وفي كل المناطق. المعركة تزداد شراسة في الوقت الضائع قبل الاجتماع المرتقب بين الرئيسين الأميركي والروسي، إذ يرى السوريون أن المدى المتوقع لإطالة دموية الصراع شهران حتى موعد لقاء أوباما _ بوتين. وحتى ذلك الوقت يعتقد كثيرون أن وحشية القتال ستتصاعد لاستغلال الوقت من قبل المعارضة المسلحة بهدف دخول دمشق والسيطرة عليها وفرض المنتصر شروطه، فيما يعزز النظام مواقعه التي يسيطر عليها ويسعى إلى تقليص المساحات التي تسيطر عليها كتائب الجيش الحر، لكن بحزم غير مسبوق وعنف متصاعد.
«أبو قتادة... نبغي قواذف... نبغي فشك... نبغي رجال»، هذا ما سُمع أمس عبر الهواتف اللاسلكية في داريا. هكذا، وببساطة، باللهجة الخليجية يطلب المقاتلون في سوريا الإمدادات، ما أعطى فرصة للجنود السوريين للتندر على مقاتلي المعارضة، ولا سيما بعد سماعهم من قبل الجميع يطلبون المساعدة عبر مكبرات الصوت. مصدر عسكري يرى أن المعارضة لا فرصة لديها مهما حصلت على الدعم، وذلك في ظل وجود قرار حازم بمنع أي تقدم لعناصرها نحو العاصمة دمشق. ويرى المصدر أن إمطار سماء دمشق وأرضها بقذائف الهاون هو دليل عجز الجيش الحر في معركة القتال على الأرض. ويتابع المصدر القول: «إنهم يخسرون مناطق واسعة، والحصار مطبق عليهم في مناطق عديدة أبرزها داريا والمعضمية وبرزة وجوبر».
ولعل أبرز ما تداوله الناس والوسائل الإعلامية من أخبار هو مجرزة برزة منذ أيام، في ظل تحوّل أوضاع المنطقة إلى داريا ثانية، حيث تم إفراغها من سكانها وقصفها بقوّة، وسط الحديث عن إيقاف القصف المدفعي للجيش واقتصار الأمر على القصف الصاروخي العنيف، ما أدى إلى وقوع ضحايا جراء القصف على المنطقة أصاب بناية غرة وأوقع فيها حريقاً ليهرع من تبقى من سكان البلدة إلى الخروج منها هرباً من الصواريخ التي تسقط على معاقل مقاتلي المعارضة بعد الكثير من إنذارات الجيش حول خروج آمن للمدنيين.