استعاد الجيش السوري زمام المبادرة في ريف حلب الجنوبي، عقب صدمة سقوط خناصر، أول من أمس، بأيدي مسلحي تنظيم «داعش». الجيش سيطر على قرية رسم النفل سريعاً، وسط محاولات عناصره تأمين المنطقة في محيط قرية شلالة كبيرة. مصادر ميدانية أكدت لـ«الأخبار» أنّ الجيش استطاع تدمير 3 آليات مفخخة قبل وصولها إلى رسم النفل، في ظل استماتة عناصر التنظيم للاحتفاظ بالسيطرة على محاور القتال في المنطقة، ومنع الجيش من التقدم لاستعادة خناصر. ولفتت المصادر إلى أنّ الجيش اعتمد الهجوم، باتجاه خناصر، عبر محورها الشمالي الشرقي من جهة السفيرة، بالتزامن مع هجوم آخر على المحور الجنوبي، من جهة اثريا. وركزت المصادر على أن استعادة القرية المذكورة كان أسرع من المتوقع بسبب صعوبة التمركز داخلها، من قبل عناصر التنظيم، باعتبارها تتضمن مساحات منبسطة تتناثر داخلها بيوت طينية، كان يسكنها أهالي المنطقة، قبل تهجيرهم منها.
أحرز الجيش تقدماً جديداً جنوب شرق مدينة داريا
وفي ما يتعلق باستمرار العملية العسكرية في الريف الشرقي، فإن المعارك تواصلت في محيط قرية فاح، التي كان الجيش السوري قد استعادها، عقب السيطرة على المحطة الحرارية، وسط تأكيدات أن المنطقة تشهد معارك كر وفر. وقالت المصادر إنّ العملية مستمرة، وإن بوتيرة أخف، لتأمين المنطقة. وأضافت أن «وتيرة معارك الجيش أخف بسبب قرب المنطقة من طريق خناصر، وتوجّه قسم من القوات لمساندة المقاتلين على جبهة خناصر». وتلفت المصادر إلى أنّ خط إمداد الجيش لم يتأثر بعد بقطع طريق خناصر الاستراتيجي، إذ إن الإمداد الجوي لم يتوقف أبداً، في ظل الأحوال الجوية المستقرة التي تشهدها المنطقة. وما زال مصير عدد من الجنود السوريين مجهولاً، بعد فقدان الاتصال معهم في المفرزة الأمنية وكتيبة الدفاع الجوي، حسب مصادر أهلية. وكان قد قتل ما لا يقل عن 20 مسلحاً من تنظيم «داعش»، جراء استهداف الطائرات الروسية بلدة خناصر ومحيطها خلال الساعات الماضية. ويصل تعداد الطلعات القتالية الروسية إلى 62 خلال يومين، مستهدفة 187 مركزاً للمسلحين في سوريا، حسب وزارة الدفاع الروسية.
وفي ريف اللاذقية، سيطرت وحدات من الجيش السوري وقواته الرديفة على قرى برزة تحتاني وعين الغزال ومزعلة وجبل كفرسند وتل غويرات وجبل أبو علي، ضمن تقدم أفقي من الشمال الشرقي إلى الشمال الغربي من بلدة كنسبا، أقصى الريف الشرقي للاذقية. مصدر ميداني أكد مواصلة القوات السورية تقدمها على محور حياة، شمال جبل زاهية، ضمن العمليات العسكرية للسيطرة على كامل الريف الساحلي.
وفي سياق آخر، شهدت حلب سقوط قذائف صاروخية على حي الجميلية، وسط المدينة، ما أفضى إلى استشهاد 8 مدنيين، وإصابة 7 آخرين. كذلك، دمّرت «وحدات حماية الشعب» الكردية دبابة وعربة محملة برشاش ثقيل تعود إلى مسلحي «جبهة النصرة»، ما أدى إلى مقتل 11 مسلحاً من «الجبهة» وحلفائها، في محيط حي الشيخ مقصود.
وفي غوطة دمشق الغربية، أحرز الجيش السوري تقدماً، بسيطرته على كتل أبنية عند القرية الصغيرة، جنوب شرق مدينة داريا. وتقدر المساحة المسيطر عليها حديثاً بعرض 450 متراً، وعمق 300 متر.