مخيّم البدّاوي | لمدّة سنتين كان حسن ياسر كراجة (29عاماً)، وهو من صفا قضاء رام الله، يشارك في مخيّم برمانا الصيفي الذي تنظّمه مؤسسة الجنى في لبنان، ممثلاً للشباب الفلسطيني في الداخل. هناك تعرّفت إليه، كان يتكلّم عن فلسطين بشغف ساحر، وبلهجته تلك «الفلسطينيّة قح» التي أثارت اهتمام أذنيّ، فقد أحببتها وأردت التحدث مثله تماماً. كان يغنّي «يا حلالي ويا مالي»، متوجّهاً بها إلى بلدنا الغالية فلسطين. وكان كثير الحركة نشيطاً، بالرغم من الالتواء والالتهاب في ظهره اللذين سبّبهما حادث سير تعرّض له قبل سنوات... لقد وعدني حسن عندما كنّا في برمانا بأن يأخذني إلى فلسطين لحضور حفل زواجه، ولم يكن قد خطب بعد، ظننته يمزح ولكنّي علمت بعد فترةٍ بخطوبته وأنّه سيتزوّج في الصيف القادم. بعد خطبته ببضعة أيّام اعتقله الاسرائيليون. هكذا، اقتحمت قوات الاحتلال فجر الأربعاء الموافق 23/1/2013 قرابة الساعة الثانية والنصف منزل عائلة المعتقل، وبعد قيام ما يقارب20 جنديّاً بتفتيش المنزل واستجواب العائلة وفصلها الى قسمين (ذكوراً ونساءً)، ومن ثمّ تفتيش النساء تفتيشاً شبه عارٍ... تم اعتقال حسن بعد تكبيله وعصب عيونه، ثم اقتيد إلى الحافلة العسكرية دون إبلاغ أهله حتى بسبب الاعتقال أو الجهة التي اعتقلته ووجهة نقله، كذلك صادر الجنود ثلاثة حواسيب من المنزل وجوّاله الخاص. وكان قد اتهم بأنّه يتعامل مع حزب الله في لبنان. وحسن هو أخو الأسيرة المحرّرة صمود كراجة، ولمن لا يعرفها، هي تلك البطلة التي قامت بطعن جنديٍّ صهيونيٍّ على حاجز قلنديا... وله شقيقٌ آخر، منتصر المعتقل منذ 18/9/2012 في سجن عوفر.
أما نور الدين هنديّة، من نابلس (يبلغ من العمر 20 عاماً)، فهو أخي الصغير كما أحب أن أقول له. في 17 شباط، استيقظتُ على رسالةٍ من أخيه وليد يخبرني: «هاي اعتقلوا نور». جننت، لم أستوعب ما قرأت، بدأت أسأله: «إيمتى؟ كيف؟ وين؟؟». وقام وليد بعدها بنشر هذا البيان: «تم اعتقال الشاب نور الدين رائد هندية البالغ من العمر 20 عاماً على حاجز حواره في مظاهرة البارحة لأجل الأسرى على أيدي قوات الاحتلال «الاسرائيليّة»، وكانت طبيعة الاعتقال اختطافاً، إذ إنه اختفى وتم التبليغ ظهر هذا اليوم من قوات الاحتلال».
كان نور من بين الشبّان الذين تظاهروا أمام سجن عوفر. ويوم الجمعة 15 شباط 2013، قام الصهاينة باختطافه، ومنذ ذاك اليوم وهم يقومون بتأجيل محاكمته. آخر تاريخ أُعطي لمحاكمته هو الثالث من نيسان القادم. نور ووليد هما رابطي بمدينتي الحبيبة نابلس.
قبل سماعي بخبر اعتقال نور بيوم، قام الصهاينة باعتقال محمد سباعنة؛ الفنّان الكاريكاتوري... وهو في طريق العودة من الأردن إلى فلسطين، على الجسر. هذا الشاب برسمه الكاريكاتوري يسير في خطى الفنّان ناجي العلي. وفي الفترة الأخيرة كانت أغلب رسوماته عن الأسرى، ليصبح أخيراً من بينهم. وقد قام الصهاينة باعتقال أخيه الأسير السابق ثامر سباعنة في محاولة للضغط عليه، إضافة إلى وضعه في السجن الانفرادي.
أخبار هؤلاء «الفرسان الثلاثة»، إضافة إلى الأسيرين البطلين «سامر عيساوي» و«أيمن شراونة» وباقي الأسرى المضربين عن الطعام... جعلتني أفتخر بفلسطينيّتي وبهم. تحية لهم من هنا الى هناك...