أجرى الرئيس المصري، محمد مرسي أمس مباحثات مع نظيره السوداني عمر البشير في الخرطوم، تخللها تأكيد على أهمية العلاقات بين البلدين وضرورة تعزيزها. وذكر بيان للرئاسة المصرية ان الزيارة تكتسي «اهمية خاصة» كونها تهدف الى «التأكيد على العلاقات الاستراتيجية القوية والخاصة بين مصر والسودان». واضاف ان مصر ترغب في اقامة «شراكة اقتصادية حقيقية مع السودان بهدف تحقيق تطلعات واهداف التنمية والازدهار للشعبين». من جهته، قال المتحدث باسم الرئيس السوداني، عماد سيد احمد، «انها زيارة تاريخية على ضوء العلاقات الاستراتيجية العميقة بين شعبي البلدين»، فيما اعتبر وزير الخارجية السوداني، علي كرتي، أن الزيارة ستزيل كل الشوائب التي اعترت العلاقات الثنائية في السابق.
وكان الرئيسان قد اجريا محادثات للمرة الأولى في القاهرة في ايلول الماضي خلال اول زيارة قام بها البشير الى مصر منذ انتخاب مرسي في حزيران، بعد اكثر من عام على سقوط نظام حسني مبارك.
وكانت المحادثات تناولت العلاقات التجارية والنقل والاستثمارات واتفاق الحريات الأربع، الذي يعطي مواطني البلدين حرية التنقل والعمل والاقامة والتملك في الدولة المجاورة.كما يعتبر السودان شريكاً مهماً لمصر على الصعد الزراعية والموارد المائية لا سيما في ما يتعلق بتقاسم مياه النيل.
في غضون ذلك، اعلن برنامج الاغذية العالمي، ان مساعدة غذائية وزعت في ولاية النيل الازرق للمرة الاولى، منذ بدء اعمال العنف مع المقاتلين المنتمين للحركة الشعبية لتحرير السودان ــ قطاع الشمال في 2011 في هذه المنطقة الواقعة على حدود السودان بجنوب السودان.
وأوضح عدنان خان، مدير برنامج الاغذية العالمي في السودان، أن «هذه الخطوة تعد اختراقاً كبيراً ستمكننا من مساعدة الاشخاص الذين ما زالوا مشردين بسبب النزاع او من قرروا العودة الى منازلهم وبحاجة شديدة الى المساعدات الغذائية».
وفي ولاية جنوب كردفان أيضاً، سمحت السلطات لبرنامج الاغذية العالمي بتوزيع الاغذية في منطقة محدودة، الا انه لا يزال من غير الممكن الوصول الى مناطق المتمردين في الولايتين.
ويعتبر السماح لبرنامج الاغذية العالمي العمل في ولاية النيل الازرق مؤشراً على تخفيف حدة التوترات، منذ ان اتفق السودان وجنوب السودان اخيراً في مطلع اذار الماضي، على اطر زمنية مفصلة لتطبيق اتفاقات اقتصادية وامنية مهمة.
(أ ف ب، الأخبار)