أكّد رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، خالد مشعل، في أول تصريحات له بعد التجديد له لولاية خامسة، أن حركته لا تتدخل في الشأن المصري، نافياً نفياً قاطعاً أي تورط للحركة في مجزرة رفح، التي راح ضحيتها 16 جندياً مصرياً، مشيراً الى أنه لو كان ذلك حاصلاً لما استُقبلت الحركة في القاهرة. وأضاف مشعل، خلال حضوره «ملتقى القدس» في القاهرة، أن هناك وسائل إعلامية وأطرافاً «تقحم «حماس» في السجال المصري الداخلي، وأدعوهم ليتقوا الله، ليس في «حماس»، لكن في مصر». وردّاً على تقارير إعلامية مصرية اتهمت «حماس» بالمسؤولية عن مجزرة رفح، التي وقعت في آب الماضي، تساءل مشعل: «هل يتخيل أحد أن الجيش والاستخبارات المصريين يعلمون أن «حماس» متورطة في قتل جنود مصريين ثم يسمحون لها بعقد اجتماعاتها وانتخاباتها على أرض مصر؟». وأضاف «دماء المصريين عزيزة علينا كدمائنا، والشعب المصري يعرف ذلك. وهناك تنسيق بيننا وبين الرئاسة والاستخبارات في مصر».
من جهة ثانية، أعلن مشعل أن المصادر المالية التي كانت تدعم «حماس» سواء أكانت رسمية أو شعبية تأثرت نتيجة التطورات التي تشهدها المنطقة العربية، داعياً كل «دول الأمة للانخراط في دعم المقاومة» على قاعدة الشراكة لا على قاعدة الدعم والإسناد. وأضاف مشعل «نحن لا ننسى من دعمنا، ولا ننكر معروف أحد سواء كان نظاماً أو حركة أو شعباً، لكن في ذات الوقت مهما أسدى إلينا أحد من معروف لا يمكن أن نتعامل معه لينسينا القيم والمبادئ والأخلاق». وتابع «لا يمكن أن يكون معروف أحد يغطي عيوننا عن رؤية الحقائق، والسياسي المسدد والموفق هو الذي يسعى للجمع بين المصلحة والمبدأ، فإذا تعارضا انحاز للمبدأ، لذلك نحن مع الشعوب ومع حريتها ومطالبها بالإصلاح والديموقراطية».
كذلك ضرب أبو الوليد أمثلة حول تأثير غضب الشارع الإسلامي على القرار الغربي والإسرائيلي، ومنها ردود الفعل الشعبية إزاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 2008 ـ 2009، التي أدت للضغط على إسرائيل لإنهاء حربها، بالرغم من تقصير الحكام العرب والمسلمين وقتها، حسب قوله.
في المقابل، أشار إلى أن «دعم النظام الحاكم المصري الجديد بقيادة الرئيس محمد مرسي للمقاومة الفلسطينية في العملية العسكرية على غزة تشرين الثاني الماضي، بالإضافة إلى الدعم الشعبي العربي، أديا إلى ذهاب إسرائيل إلى توقيع اتفاق تهدئة مع حركة حماس لتنتهي العملية خلال 8 أيام».
وتساءل مشعل «تخيلوا مثلا في قضية وفاة الأسير ميسرة أبو حمدية إذا ما أجرى الحكام العرب اتصالات متزامنة بالرئيس الأميركي، باراك أوباما، يعربون له عن رفضهم للممارسات الإسرائيلية إزاء الأسرى، ماذا كان سينتج عن هذا الضغط الموحد؟! وإذا ما وجه الحكام العرب رسائل تنتقد وضع «حماس» على قائمة المنظمات الإرهابية، خلال زيارة أوباما للمنطقة (الشهر الماضي) ماذا كان سينتج عن ذلك؟». ورأى أن ردود الفعل الشعبية والرسمية العربية والإسلامية الأخيرة، التي جاءت بعد اندلاع ثورات الربيع العربي، أدت إلى أن إسرائيل لم تعد هي التي تقود العالم «فإسرائيل اليوم في عزلة، والمقاومة كشفتها».
وفي سياق اعتداء رفح، نفى ضابط في الاستخبارات المصرية أن يكون أيمن نوفل، القيادي الحمساوي، مطلوباً لدى السلطات المصرية على ذمة تحقيقات حول تورطه في الهجوم على الجنود المصريين. ووصف المصدر ما ذكرته مجلة «الأهرام العربي» التابعة لمؤسسة «الأهرام» في هذا الصدد من تورط عدد من قادة «حماس» بينهم نوفل، بأنه عار تماماً من الصحة. وكانت الرئاسة المصرية قد أعلنت أن التحقيقات لا تزال مستمرة بشأن الاعتداء على الجيش المصري في سيناء.
(الأخبار)