هبّت مدن الضفة الغربية خلال اليومين الماضيين احتجاجاً على اغتيال الاحتلال للأسير ميسرة أبو حمدية بالإهمال، فواجهها الاحتلال مستخدماً القوة والقمع، ما أسفر عن استشهاد مواطنين برصاص الاحتلال في طولكروم، لكن ذلك زاد من غضب الشباب، بحيث تجددت الاشتباكات، لا سيما في الخليل، حيث جرى أمس تشييع أبو حمدية.
وأُقيمت جنازة عسكرية للأسير الفلسطيني أبو حمدية، حيث تجمع آلاف الفلسطينيين في شوارع مدينة الخليل لرؤية الموكب الذي نقل جثمانه الى المسجد قبل دفنه.
وكان لافتاً ظهور «كتائب شهداء الأقصى»، الجناح العسكري لحركة «فتح»، في الجنازة، حيث توعدت بالردّ على استشهاد الاسير داخل سجون الاحتلال. وأكد المتحدث باسم الكتائب في الخليل، أن الكتائب «لن تنتظر أن يُزف إليها شهيد آخر من الاسرى بعد الشهيد الاسير عرفات جرادات والاسير الشهيد ميسرة ابو حمدية»، وأنها «لن تقف مكتوفة الايدي أمام عمليات الاعدام التي تمارسها حكومة الاحتلال بحق الاسرى داخل السجون، ولن تذهب دماء مؤسس كتائب شهداء الأقصى اللواء ميسرة أبو حمدية هدراً وسترد الصاع صاعين».
وطالبت كتائب الأقصى دول العالم بالتدخل العاجل والضغط على حكومة الاحتلال الاسرائيلي لاطلاق سراح الاسرى من السجون.
وقبل ساعات من التشييع، وقعت اشتباكات بين شباب غاضبين وجنود الاحتلال، ما أسفر عن استشهاد شابين هما عامر نصار (17 عاما) وقريبه ناجي بلبيسي (19 عاماً) برصاصتين في الرأس اطلقهما جنود الاحتلال، الذين فتحوا النار على مجموعة من الفتيان كانوا يرشقون حاجزاً عسكرياً اسرائيلياً بالحجارة. وبحسب جيش الاحتلال، فان قواته فتحت النيران باتجاه «مشاغبين القوا زجاجات حارقة» على موقع عسكري هناك.
وأُقيمت بعدها جنازة شعبية غاضبة في قرية عنبتا شرق طولكرم، التي أغلقت محالها ومدارسها شارك فيها نحو 6 آلاف شخص، وردّد المشاركون شعارات تدعو للانتقام، وحملوا الأعلام الفلسطينية. وقال معاذ كنعان، صديق عامر نصار «كان دائما صاحب روح وطنية، وأول من يذهب الى المسيرات. لقد قتلوه بدم بارد».
وحمل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اسرائيل مسؤولية التصعيد في الاراضي الفلسطينية. وقال في كلمة له في اليوم الثاني لاجتماعات المجلس الثوري لحركة «فتح» إن «اسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن التصعيد في الاراضي الفلسطينية وتسعى لإثارة الفوضى والتي كانت نتيجته شهيدين من أبناء شعبناء الليلة الماضية». وأكد أن الاسرائيليين «لا يريدون أي خطوة تجاه السلام». وتابع عباس «إسرائيل تريد تصعيد الوضع الأمني في الأراضي الفلسطينية، ولذلك استعملت القوة القاتلة ضد المتظاهرين». وأكد «إسرائيل هي التي تتحمل المسؤولية أولاً وأخيراً، ليس فقط عما يجري اليوم، إنما عما سيجري غدا وبعد غد، كنت أقرأ في الصحافة الإسرائيلية: أين الانتفاضة الثالثة؟ يبدو أنهم يريدون أن تصل الأمور إلى هذا الحد».
وعلى الجبهة الغزاوية، أُطلقت فجر أمس، قذيفة هاون باتجاه المناطق المحتلة. وأكد جيش الاحتلال سقوط قذيفة، لكنه لم يفصح عن ماهيتها، مؤكداً أنها «قذيفة ذات استخدامات عسكرية»، بدون إيقاع أي أضرار أو اصابات، فيما بدأت حركة «حماس» حملة ضدّ السلفيين، على خلفية إطلاق الصواريخ خلال اليومين الماضيين، بحسب ما أعلنت مصادر سلفية في القطاع.
وقالت المصادر السلفية إن «حملة ملاحقة للسلفيين بدأت بعد استهداف المجاهدين لمغتصبات (البلدات الواقعة جنوب اسرائيل) بالصواريخ». وأوضحت أن «جهاز الأمن الداخلي اعتقل في اليومين الماضيين مجاهدين اثنين أحدهما من غزة وتم الافراج عنه بعد عدة ساعات والآخر من رفح لا يزال معتقلا».
ودعت جماعة «مجلس شورى المجاهدين» السلفية المتشددة، التي تبنت هجمات صاروخية باتجاه المناطق المحتلة خلال اليومين الماضيين، «عقلاء حماس الى ممارسة الضغط على أجهزة أمن حكومة «حماس» للافراج عن السلفيين تحسبا لأي حماقة يقوم بها اليهود ويقصفون المقار التي فيها أسرى سلفيون». واتهمت «حماس» بأنها «تقوم على ما يبدو بوضع اعداد جديدة من المعتقلين» في هذه الاماكن.
الا أن المتحدث باسم وزارة الداخلية الحمساوية، اسلام شهوان ،نفى وجود أي «اعتقالات على خلفية مقاومة العدو»، مشدداً على أن «أجهزتنا جزء من منظومة المقاومة ولا نعتقل اي انسان يقاوم الاحتلال بل نشجع المقاومة».
في المقابل، نشرت اسرائيل أمس، بطارية خامسة من نظام القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ في مدينة إيلات في الجنوب تخوفاً من هجمات صاروخية جديدة.
(الأخبار، أ ف ب)