عاد أحمد معاذ الخطيب إلى تصريحاته اللافتة والمزعجة لحلفائه قبل خصومه. الشيخ، الذي يشجّع الحلّ السياسي، يعرض التفاوض مع الرئيس بشار الأسد عبر مناظرة تلفزيونية مباشرة، في وقت كرّرت فيه طهران دعمها للحكومة السورية، فيما كشف رئيس جهاز الاستخبارات الألمانية أنّ تأثير المرتبطين بتنظيم «القاعدة» يزداد بين صفوف المعارضين السوريين. وأعرب رئيس «الائتلاف» المعارض المستقيل، أحمد معاذ الخطيب، استعداده لمواجهة الرئيس السوري بشار الأسد في مناظرة تلفزيونية علنية، إذا كان هذا يُسهم في إنقاذ سوريا من مزيد من الدمار. وأكّد في مقابلة مع قناة «دبي» التلفزيونية، أول من أمس، أنّه «لن نتفاوض مع من تلطخت أيديهم بالدماء». لكنه أكّد استعداده، «إذا كانت هناك إرادة»، للتفاوض مع بشار الأسد شخصياً عبر شاشات فضائية يشاهده الشعب السوري كله. وأضاف أنّه إذا كانت لدى الأسد رغبة عاقلة بأن يتنحى بطريقة تحفظ بقية البلاد، فهو سيستجيب لهذه الرغبة. وأعرب عن اقتناعه بأن كثيرين في المعارضة لن يقبلوا بهذا التوجه. وأكد أنّ الحل السياسي ليس أمراً مرفوضاً، لكنه ممكن فقط في حال أن لا يكون الهدف منه إنقاذ النظام. وتابع قائلاً إنّ «الحل السياسي هو الحل العاقل، لكن ضمن محددات لا تسمح بكسب الوقت كما جرى في مرات كثيرة». وفي موضوع استقالته من رئاسة الائتلاف، قال إنّ القرار ما زال قائماً، لكنه يواصل ممارسة مهماته حتى تجتمع الهيئة العامة وتقرّر الموضوع. وأكّد الخطيب أنه ضدّ التدخل الأجنبي، موضحاً أنّ أيّ تدخل يأتي لتقسيم سوريا. وتابع قائلاً إنّ «الثورة السورية وصلت إلى مواقع متقدمة كثيرة... وبذريعة تدخل خارجي يدبرون حيلة إما لإنقاذ النظام أو إجهاض الثورة أو لتقسيمات دولية لا نعرفها». وشدد بقوله: «أنا ضد التدخل الأجنبي، ولكن الدول التي تعبّر عن تعاطفها مع الثورة السورية تستطيع أن تساعدها بطريقة أخرى مثل باتريوت».
في سياق آخر، أكد نائب وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أنّ طهران تدعم بقوة الشعب السوري والإصلاحات التي يجريها الرئيس بشار الأسد. وقال، في مؤتمر صحافي عقد في القاهرة بعد لقائه وزير الخارجية محمد عمرو، أنّ على جميع الأطراف بذل الجهود لوقف العنف وتوفير أرضية مناسبة لإجراء الانتخابات في جو آمن.
بدوره، دعا عمرو طهران إلى ضرورة التعاون والمساهمة في التوصل إلى حلّ سياسي يوقف إراقة الدماء، ويحقق مستقبلاً ديموقراطياً للشعب السوري «في إطار وحدة سوريا الشقيقة». وأكد أنّ «هناك مصلحة لدى جميع القوى الإقليمية في وضع حد لهذه المأساة، بأسرع ما يمكن».
وكان عبداللهيان قد بحث مع المبعوث العربي والأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، أول من أمس، تطورات الأزمة السورية في القاهرة. وذكرت وسائل إعلام أنّ الإبراهيمي وعبداللهيان رفضا الحديث عقب اللقاء للصحافيين، وقررا إلغاء مؤتمر صحافي كانت مقررة إقامته عقب اللقاء المغلق الذي استمر لساعتين.
من ناحية أخرى، رأى وزير الخارجية الجزائري، مراد مدلسي، أنّ القرارات التي يتخذها جزء من السوريين لن تدوم طويلاً، متحدثاً عن منح مقعد سوريا في الجامعة العربية للمعارضة. وأشار إلى أنّه «يعود للسوريين أن يقرّروا، وأي قرار يصدر عن جزء منهم حصراً قد تكون حياته قصيرة جداً». وذكر بأنّ بلاده تتبع سياسة عدم التدخل، واتخذت موقفها استناداً إلى ميثاق الجامعة العربية الذي لا يجيز منح مقعد دولة «لهيئة ليست دولة».
في موازاة ذلك، أعلن رئيس «المجلس الوطني السوري»، جورج صبرا، أنّ «الائتلاف» حصل على وعود فعلية من الدول العربية والإسلامية للحصول على مقعد دمشق في منظمة التعاون الإسلامي. ورأى صبرا أنّ «حصول الائتلاف على المقعد سيمكّنه من كسب تأييد 56 دولة بالمنظمة، قبل الانتقال إلى مسعى الحصول على مقعد في الأمم المتحدة».
في سياق آخر، أكد رئيس جهاز الاستخبارات الألمانية الخارجية، جيرهارد شيندلر، أنّ تأثير الإرهابيين المرتبطين بتنظيم «القاعدة» يزداد بين صفوف المعارضين السوريين. وقال شيندلر، في حوار مع صحيفة «بيلد» الألمانية، إنّه «تنشط في سوريا هياكل إرهابية ترتبط بتنظيم «القاعدة»... والحديث يدور عن بضعة آلاف من المقاتلين من «جبهة النصرة»، التي بدأ دورها يزداد».
إلى ذلك، أفادت صحيفة «ذي صنداي تايمز» البريطانية، أول من أمس، عن العثور على أجهزة تجسّس إسرائيلية مخبأة داخل صخور اصطناعية في جزيرة غير مأهولة قبالة ميناء طرطوس السوري، حيث كانت تستعملها تل أبيب لمراقبة تحركات قطع بحرية روسية. وكان التلفزيون السوري قد عرض يوم 7 آذار صوراً للأجهزة المضبوطة. وأعربت الصحيفة عن اعتقادها في أنّ هذه الأجهزة نصبها غواصو قوات النخبة البحرية الإسرائيلية المعروفة باسم «الأسطول 13». وتابعت الصحيفة بأن العقبة الرئيسية أمام وحدة الكوماندوز الإسرائيلية لم تكن تكمن في ألّا ترصدها القوات السورية، بل في إمكانية اعتقال عناصرها من قبل دوريات «صديقة» للأسطول السادس الأميركي، أو اكتشافها من قبل محطة المراقبة البريطانية في قبرص، التي تراقب عن كثب الشاطئ السوري.
ميدانياً، أضرمت مجموعات مسلحة النار في ثلاث آبار نفطية بمحافظة دير الزور، الأمر الذي يسبب خسارة يومية تقدر بـ 4670 برميلاً من النفط و52 ألف متر مكعب من الغاز، حسبما أعلنت مصادر سورية رسمية. وذكر مصدر مسؤول في وزارة النفط لوكالة «سانا» أنّ «هذه التعديات تسبّب ضرراً وأثراً سلبياً على المكامن النفطية تعوق الاستثمار مستقبلاً، وتسيء إلى عامل المردود النفطي النهائي للطبقة، إضافة إلى الآثار البيئية السلبية».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، سانا)