لا يزال الملف النووي الإيراني وكيفية التعاطي معه عسكرياً نقطة خلاف جوهرية بين الأميركيين والاسرائيليين، فقد نقلت صحيفة «معاريف» عن مصادر أمنية إسرائيلية «ضليعة في الشأن الإيراني»، تحذيرها من أن الرئيس الأميركي باراك أوباما «ذر الرماد في العيون ونحن سنحصد عاصفة»، في إشارة إلى عدم تقديمه التزاماً واضحاً بالعمل عسكرياً ضد إيران كما طالبت وتطالب إسرائيل.
أوباما، الذي زار اسرائيل الأسبوع الماضي، كرر اثناء الزيارة مواقفه المعلنة مسبقاً من الملف النووي الإيراني، مشدداً على وجود المزيد من الوقت لمعالجة هذا الموضوع بالطرق الدبلوماسية وبالاستناد إلى تفعيل العقوبات ضد طهران، في موازاة تأكيده على «وجود كافة الخيارات على الطاولة»، لكن من دون التلويح بالخيار العسكري أو تحديد مواعيد محددة لإمكان اللجوء إلى هذا الخيار.
وفي تقدير مخالف للموقف الإسرائيلي المُعلَن، قالت المصادر الأمنية الإسرائيلية إن الإيرانيين سيصلون ما بين شهري تموز وأيلول المقبلين إلى قنبلة نووية، وأوضحت أن «إيران ليست متخلّفة عن كوريا الشمالية وما يمتلكه (زعيم كوريا) كيم يونغ أون يمتلكه نجاد»، مشيرةً إلى أن «الإيرانيين نفذوا في نهاية عام 2012 محاكاة لتفجير نووي، وهم يتقدمون منذ ذلك التاريخ بوتيرة فتاكة يوماً بعد آخر». ورأت المصادر، التي لم تكشف الصحيفة هويتها، أن العقوبات الدولية على إيران ليست مجدية، فيما الأنشطة الاستخبارية التي تمارسها جهات دولية داخل إيران فعالة، إلا أنها لا تنجح في منع طهران من تطوير قدراتها النووية.
ووفقاً للمصادر، فإن «الرئيس أوباما ومستشاريه جعلوا من رئيس الحكومة تلميذاً وأعطوه دروساً.. لقد اشترونا بالأقوال اللطيفة وبمظاهر الصداقة التي مارسوها، إلا أنهم نجحوا في التملص من تقديم التزام بمهاجمة (إيران). وفضلاً عن كل ذلك، فقد أفلحوا في إذلال نتنياهو أمام العالم العربي على أثر الاعتذار الذي قدمه إلى (رئيس الحكومة التركية رجب طيب) أردوغان والأتراك».
واضافت المصادر ان «أردوغان حوّل الاعتذار إلى خطوة استراتيجية ضد إسرائيل، وهو يواصل مهاجمتنا أمام كل العالم العربي. إن هذا ترف لا يمكننا السماح به لأنفسنا مهما كانت المصلحة». وأفادت المصادر الأمنية بأن المواد الصلبة المتعلقة بالقدرات العملانية لإيران موجودة عند الأميركيين «فهم يعلمون كل شيء، إلا أنهم لا يفعلون شيئاً. حتى هم سيدفعون الثمن عندما يحين الوقت».
واستوحت المصادر أجواء عيد الفصح اليهودي فشبّهت الرئيس أوباما وطاقمه بفرعون ومستشاريه الذين غضّوا الطرف وأصرّوا على البقاء غير مبالين إلى أن تعرضوا للضربة القاصمة. ويرمز عيد الفصح اليهودي إلى تحرر اليهود من سلطة فرعون مصر وخروجهم من مصر باتجاه فلسطين. وخلصت «معاريف» إلى القول إن الرسالة التي أرادت أن توصلها المصادر واضحة: الأميركيون يقسون قلوبهم، الإسرائيليون لن يخرجوا إلى الحرية بل سيبقون سجناء التهديد الإيراني الآخذ بالتحقق أمام أعينهم.
إلى ذلك (رويترز)، أظهرت بيانات أن تركيا صدرت ما قيمته نحو 120 مليون دولار من الذهب إلى إيران في شباط الماضي، الأمر الذي ينبئ بأن تجارة الذهب مقابل الغاز الطبيعي بين البلدين استؤنفت على الرغم من تشديد العقوبات الأميركية، لكن عند مستويات أقل من الذروة التي سجلتها العام الماضي.