بحث رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، أمس، مع زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر التغيير الحكومي المرتقب. وخلال لقاء جرى في العتبة الكاظمية في بغداد، بحث الطرفان "الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية والتطورات الأخيرة والتحديات التي يواجهها البلد في مختلف المجالات"، بحسب ما أفاد بيان صادر عن مكتب العبادي. كذلك تطرق العبادي والصدر إلى "التغيير الحكومي المرتقب لرئيس الوزراء ضمن خطة الإصلاح التي ينفذها".يأتي ذلك في وقت أكد نائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي"، أبو مهدي المهندس، قرب توزيع رواتب مقاتلي "الحشد". وفيما نفى وجود خلافات داخل الهيئة، أشار إلى أن قرار مشاركة قوات "الحشد الشعبي" في عمليات تحرير الموصل بيد رئيس الوزراء حيدر العبادي.
وقال المهندس، خلال مؤتمر صحافي في محافظة كربلاء، إن "رواتب الحشد الشعبي سيتم توفيرها خلال الأيام القليلة المقبلة"، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن "مشاركتنا في عمليات تحرير الموصل من سيطرة داعش بيد رئيس الوزراء حيدر العبادي". ورداً على ما يتداوله الإعلام عن خلافات ضمن "الحشد"، أكد المهندس أنه "لا توجد خلافات في الهيئة، وإذا حدثت فهذا شيء طبيعي لأننا تشكيل جديد".
العامري يؤكد مشاركة «الحشد الشعبي» في معركة تحرير الموصل

في موازاة ذلك، أكد زعيم منظمة "بدر" والقائد في "الحشد الشعبي" هادي العامري، حتمية مشاركة "الحشد الشعبي" في معركة الموصل المرتقبة، التي يتم الاستعداد لها، ولكنه نفى التقارير التي ذكرت قرب بدء هذه العمليات. وأكد أن التهيّؤ لها سيتطلّب وقتاً طويلاً، موضحاً أن الاستراتيجية العسكرية التي ينوي "الحشد" اتباعها في المعركة ستختلف عن تلك التي اتبعت في عملية استعادة الرمادي. وأكد العامري الذي يقود العمليات العسكرية لـ"الحشد" أن الضربات الجوية الروسية على مواقع للتنظيم في سوريا، قطعت خطوط إمداد مهمة عن المتطرفين، ومنعت جزءاً من الدعم من الوصول لهم في العراق.
بدوره، شدد المتحدث باسم "الحشد الشعبي" النائب أحمد الأسدي على أن "من يشوّه سمعة الحشد الشعبي، ويتحدث عن ضرورة عدم مشاركته في العمليات، يعمل لأجندات خارجية".
وقال الأسدي إن "كل من يقف ضد الحشد الشعبي ونجاحاته، ويشوّه سمعته ويتحدث عن ضرورة عدم مشاركته في العمليات، يصطفّ مع المحور المعادي للعراق، بأجنداته الخارجية وفساده الداخلي وفي مؤامراته، فأمراضهم الطائفية والنفسية وأزماتهم الموروثة تنعكس على شكل تصريحات".
واستدرك بالقول إن "ذلك لا يعنينا، فالقرار وموافقة رئيس الوزراء صدرا لمشاركة الحشد في تحرير الموصل، وهذه محاولات للتشويش على قرار القائد العام".
في سياق متصل، أكد مجلس الوزراء، أمس، العزم على تحرير مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار من "داعش". وذكر بيان لرئاسة مجلس الوزراء أن رئيس الوزراء حيدر العبادي وجّه، خلال الجلسة، وزارات ومؤسسات الدولة بتكثيف جهودها لإعادة الاستقرار في مدينة الرمادي والمناطق المحررة في محافظة الأنبار، والعمل على رفع وتفكيك الألغام التي زرعها "داعش" في الدور السكنية، وتوفير الخدمات الأساسية والصحية وإصلاح شبكات الماء والكهرباء وتأهيل المؤسسات التعليمية والتربوية، لتأمين عودة النازحين والموظفين إلى مناطقهم ودوائرهم في أسرع وقت ممكن، مشيداً بالمبادرات التطوعية لأبناء المدينة.
وحيّا مجلس الوزراء، بحسب البيان، "الانتصارات التي تحققها قواتنا البطلة وانتفاضة عشائر الأنبار وأبناء الفلوجة ضد عصابة داعش الإرهابية، وتعاونهم مع قوات الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية في العمل على تطهير مدنهم"، مشيداً "بجهود وتضحيات قواتنا البطلة وحرصها على حماية المدنيين وتوفيرها الممرات الآمنة لضمان سلامتهم".
إلى ذلك، كشف النائب عن "التحالف الوطني" علي البديري عن تشكيل تجمع نيابي يضم 50 نائباً من أربع كتل سياسية، موضحاً أن عمل التجمع سيكون بعيداً عن المحاصصة السياسية في البرلمان. وقال البديري إنه "تمّ تشكيل تجمع داخل مجلس النواب يضم 50 نائباً مختلفاً من أربع كتل سياسية وهي (التحالف الوطني، اتحاد القوى، القائمة الوطنية، التحالف المدني)". وأضاف أن "نواب التجمع يعملون ضد المحاصصة والطائفية (...) ومحاربة الفساد وتقديم المفسدين للقضاء"، مشيراً إلى أن "هذا التجمع في طريقه للإعلان عنه في مؤتمر صحافي داخل المجلس، في الأيام المقبلة".