غزّة ــ الأخبار لم تمض ساعات على ترحيل الأسير الفلسطيني أيمن الشراونة الى قطاع غزة، إثر اتفاق مع السجّان الإسرائيلي قضى بإطلاق سراحه بعد 260 يوماً من معركة «الأمعاء الخاوية»، حتى اعتقل جيش الاحتلال شقيقه جهاد كنوع من الانتقام. وقال مصدر حقوقي فلسطيني، إن «قوة من الجيش الإسرائيلي اقتحمت منزل جهاد الشراونة في الخليل وقامت بتفتيشه ومصادر أجهزة الهاتف والحاسوب الخاص به، ومن ثم اعتقلته ونقلته إلى جهة مجهولة».
واستنكر مدير نادي الأسير في الخليل أمجد النجار، قيام القوات الإسرائيلية باعتقال جهاد، معتبراً أن «اعتقاله هو استهداف للعائلة، ووسيلة للانتقام منها عقب إبعاد شقيقه».
وكان أيمن الشراونة قد وصل إلى غزّة، مساء أمس بعد توصله لصفقة مع سلطات الاحتلال تقضي بأن يفكّ إضرابه عن الطعام، الذي وصل الى 260 يوماً، مقابل الإفراج عنه وإبعاده إلى قطاع غزّة لمدّة 10 أعوام، وفق ما أكّد رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس.
وكانت قوات الاحتلال قد أعادت اعتقال الشراونة العام الماضي بعد ثلاثة أشهر من تحريره بموجب صفقة «الأحرار» (شاليط) في تشرين الاول 2011 ، حيث كان يقضي حكماً بالسجن لمدة 38 عاماً.
وفور وصوله الى معبر بيت حانون شمال قطاع غزة أمس، نُقل الشراونة، الذي ينحدر من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، على الفور إلى مجمع الشفاء الطبي في غزّة للخضوع لمعاينة طبية، بعد استقباله كالأبطال من قبل الأهالي. وبات الشراونة ثامن أسير فلسطيني تفرج عنه إسرائيل مقابل وقف الإضراب عن الطعام منذ بداية العام الماضي، والثاني الذي يبعد إلى غزة بعد الأسيرة هناء الشلبي. وتعتقل إسرائيل 4700 أسير فلسطيني بينهم العشرات أمضوا أكثر من 25 عاماً قيد الاعتقال.
ويواصل عشرة أسرى حالياً إضراباً مفتوحاً عن الطعام منذ فترات مختلفة في السجون الإسرائيلية، أبرزهم سامر العيساوي الذي يضرب منذ أكثر من 260 يوماً. وتدهورت صحة الشراونة نتيجة إضرابه عن الطعام بشكل كبير، وأنهكت الآلام جسده النحيل، كما فقد البصر في عينه اليسرى بنسبة 80 في المئة، ووصل وزنه إلى 45 كيلوغراماً منذ بداية إضرابه، ولم يعد يستطيع التحرك أو الذهاب إلى الحمام إلا على كرسي متحرك.
وبعد وصوله الى المستشفى في غزة، أصدر المتحدث باسم وزارة الصحة، أشرف القدرة، بياناً أوضح فيه الحالة الصحية للشراونة. وقال إنه يعاني من «آلام متعددة في البطن وارتجاع مريئي واستفراغ شديد يشير الى مشاكل في الجزء العلوي من الجهاز الهضمي، ويعاني من قرحة في المعدة اضافة الى امساك شديد». ونقل عن الشراونة قوله إن «ادارة السجن منعته من قضاء حاجته لخمسين يوماً مما فاقم من وضعه الصحي». لكن القدرة طمأن إلى أن الحالة الصحية للأسير المحرّر حالياً مستقرة ونسبة الأوكسجين في الدم 100 في المئة.