رغم أنّ هدم الأنفاق جرى بموجب اتفاق مصري حمساوي، لكنّه تحوّل الى مادة ساخنة للسجال عند الدخول في التنفيذ، إذ وجّه الجيش المصري تحذيرات صارمة الى حركة «حماس» من محاولة وقف هدم الأنفاق من أجل استخدامها لتهريب الأسلحة. ونقلت صحيفة «الوطن» المصرية عن مصدر أمني مصري رفيع المستوى قوله إن «قضية الأنفاق المنتشرة في سيناء على الحدود مع قطاع غزة شأن مصري داخلي، ولن نسمح لأي جهة بالتدخل فيه». وحذر «حماس أو غيرها من محاولة تهديد السيادة المصرية، لأن ذلك ستكون له عواقب وخيمة للغاية».
ويأتي ذلك بعد تهديد حركة «حماس» بالتصعيد ضدّ هدم الأنفاق، مؤكّدة أنّها ستواصل تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة، سرّاً وعلناً، وهو ما عبّر عنه المتحدث باسم «حماس» سامي أبو زهري، بقوله لصحيفة «الوطن» إن الحركة مصرّة على مواصلة تهريب السلاح عبر غزة، وإن الأنفاق لا تزال في قبضتها.
وجاء ردّ المصدر العسكري «لا تعليق على كلام المتحدث باسم «حماس»، والردّ سوف يكون على أرض الواقع، ولن يتم تهريب السلاح لا علناً ولا سراً، وسوف تقف جميع عمليات التهريب عقب إغلاق الأنفاق»، مؤكداً أن هذا نوع من التحدي للقوات المسلحة المصرية، «لكننا لن ننساق وراء تصريحات استفزازية أو أي تراشق إعلامي لأننا نعمل على أرض الواقع».
وكشف المصدر أنه «خلال هدم الأنفاق، تعرضت القوات أكثر من مرة لإطلاق نار، ومع ذلك رفضنا التعقيب على الأمر، وقلنا: هذا تصرف فردي، لكن تكرار الأمر جعلنا نزيد من عدد القوات بمشاركة مع قوات من حرس الحدود لتأمين عمليات هدم الأنفاق التي لن نتراجع عنها ولا نية لوقفها، وأي رصاصة ستُطلق على القوات سنتعامل مباشرة مع من يطلقها»، موضحاً أن «القضية الفلسطينية بعيدة تماماً عن الأنفاق وبعيدة تماماً عن تهريب السلاح الذي لن نسمح بتهريبه عبر الأنفاق وكذلك السولار والبنزين، لأن كل ذلك يضع مصر على المحك، ولن نسمح بتهديد أمنها القومي». وتابع «لن نسمح بتهديد القوات المسلحة في سيناء، ولن نسمح مطلقاً بحدوث مذبحة رفح مرّة أخرى». وكشف عن بدء المرحلة الأصعب في هدم الأنفاق، والتي تتركز في فتحات الأنفاق داخل بيوت الأهالي، والتي يصعب التعامل معها بالماء بسبب خطورة ذلك على سلامة بيوت المواطنين الملاصقة للشريط الحدودي مع غزة». وقال إن «هناك من يضع متفجرات في الأنفاق كرد على هدمها والإضرار بالقوات التي تمارس عملية الردم، لكن القوات اتخذت كافة التدابير اللازمة».
وفي السياق نفسه، أوضح مصدر سيادي مصري، رفض الكشف عن هويته، أنه جرى إرسال عدة رسائل شديدة اللهجة لحركة «حماس» خلال الفترة السابقة، تؤكد أن «مصر لن تقبل مهاجمة القوات المسلحة خلال هدم الأنفاق، وأن القوات سترد على ذلك بيد من حديد، وسنعتقل أي عنصر فلسطيني من «حماس» أو غيرها ممن يطلقون النار على قواتنا».
وعن مذبحة الجنود المصريين في رفح، قال المصدر إن «حماس لم تقدم أي مساعدات في قضية استشهاد الجنود على الحدود، وهناك تحقيقات تؤكّد تورط عناصر فلسطينية فيها. وعندما طلبنا التحقيق مع بعض أعضاء الحركة رُفض طلبنا». وأكد أنّ «حماس قدمت طلباً للرئاسة لوقف هدم الأنفاق، ونحن أكدنا للرئاسة خطورة الأنفاق على الساحة الداخلية المصرية».
بدوره، أكد وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي أن تأمين حدود مصر وحماية أمنها القومي مهمة مقدّسة لا تهاون فيها. وقال، خلال لقاء عقده أمس مع قادة وضباط سلاح حرس الحدود، بحضور رئيس أركان حرب القوات المسلّحة الفريق صدقي صبحي، إن «القوات المسلّحة تعمل بأقصى درجات اليقظة والاستعداد القتالي لفرض سيادة الدولة وتأمين حدودها البرية والساحلية والتصدي بكل حسم لكل من تسوِّل له نفسه المساس بأمن مصر والقوات المسلحة».
كذلك أكد قائد حرس الحدود، اللواء أحمد إبراهيم، أن «عملية هدم الأنفاق مستمرة والحديث عن وقفها غير صحيح، وقوات حرس الحدود تضبط الحدود وتبذل مجهوداً مضاعفاً حالياً لمنع تهريب الأسلحة الثقيلة إلى داخل البلاد».
الى ذلك، أعلنت القوات المشتركة من الشرطة والجيش المصريين المكلفة بتأمين أحد الأنفاق المتجهة إلى شبه جزيرة سيناء أنها تمكنت من ضبط نصف طن من المتفجرات، وطن من الزيت المدعوم حكومياً، قبل تهريبها إلى سيناء. وقالت إن المتفجرات المضبوطة كانت داخل 50 عبوة من الورق المقوّى، داخل كل منها 4 أكياس بلاستيكية يحوي كل منها 5 كيلوغرامات، ليكون إجمالي الوزن 500 كيلوغرام من المواد التفجيرية التي تستخدم لتفتيت الصخور.
(الأخبار)