يتابع وزير الخارجية الأميركي جون كيري جولته الشرق أوسطية، حيث يبدأ غداً زيارته الى مصر ودول خليجية، غداة مباحثات أجراها في العاصمة التركية أنقرة هيمن عليها الموضوع السوري. وعلى الرغم من محاولات نظيره التركي أحمد داوود أوغلو إقناعه بضرورة التأكيد على دعم المعارضة السورية السياسية منها والعسكرية، والحديث عن ضرورة التخلص من الرئيس بشار الأسد، فقد بدا وزير الخارجية الأميركي، أكثر هدوءاً خلال حديثه في المؤتمر الصحافي المشترك مع داوود أوغلو، وردّه على أسئلة الصحافيين الأتراك والأميركيين. وتهرّب كيري من الحديث بوضوح وحزم عن ضرورة التخلص من الرئيس الأسد وإسقاط نظامه كما تهرب من الحديث عن دعم المعارضة السورية بالأسلحة. وحاول داوود أوغلو خلال المؤتمر الصحافي، وخلافاً للعرف المتبع، الدخول على الخط للحديث بإسهاب أكثر عن الوضع السوري، في محاولة منه لرفع معنويات المعارضة السورية من خلال اتهام النظام باستخدام الصواريخ والطائرات ضد الشعب السوري.
واشار الوزير التركي إلى أنه بحث كل هذه الأمور بالتفصيل مع كيري، مضيفاً أن الحديث سيستمر معه خلال اللقاء مع أردوغان ورئيس الجمهورية عبد الله غول. في هذه الأثناء، قالت مصادر مقربة من المباحثات إن داوود أوغلو، خلال لقائه الطويل مع كيري، الذي قال عنه إنه «يفكر مثله»، قد سعى لإقناعه بأن الحل في سوريا يجب أن لا يكون بأي شكل مع الرئيس الأسد.
ونقلت المصادر المقربة من المباحثات أن كيري أكد لداوود أوغلو ضرورة التفكير بأساليب جديدة لمعالجة الأزمة السورية بعيداً عن الحل العسكري، لافتاً الى أن الواقع السوري بانعكاساته على المنطقة لم يعد يتحمل المزيد من التوتر، خاصة مع تزايد قوة الجماعات الإسلامية المتطرفة التي تحظى بدعم مباشر وغير مباشر من أنقرة.
وكان الوضع شمال شرق سوريا ضمن المواضيع التي بحثها داوود أوغلو مع كيري، الذي أكد على ضرورة وأهمية التنسيق والتعاون المشترك ضد الإرهاب وفي مقدمته تنظيم القاعدة وحزب العمال الكردستاني، ناسياً أن الحكومة التركية في حوار مباشر مع زعيم الحزب الكردستاني عبد الله أوجلان.
وعن زيارة كيري الى مصر، نقلت صحيفة «اليوم السابع» عن مجلة «فورين بوليسي» قولها إن وزير الخارجية الأميركي الذي سيزور القاهرة غداً الأحد، في حاجة إلى أن ينقل للرئيس محمد مرسي رغبته في بناء علاقة ناجحة ومثمرة معه، باعتباره رئيساً منتخباً ديمقراطياً، وأضافت أنه في حاجة أيضاً إلى نقل القلق الأميركي بشأن استمرار عدم الاستقرار والاستقطاب وانتهاكات حقوق الإنسان في مصر.
وفي السياق، قال موقع «بولسي مايك» الأميركي، إن الجولة الخارجية الأولى لوزير الخارجية الأميركي الجديد، ستكون جولة استماع، وهو ما يشير إليه جدول تلك الجولة حيث تتضمن كل محطة جمهوراً، إما يمتلك صفة «حليف للولايات المتحدة» نوعا ما، أو ضامن رسمي لأمن أميركا.
ويرى الموقع الأميركي، أن من الناحية السطحية هناك سبباً بسيطاً لأن تكون مصر المحطة الأبرز لكيري، فباستثناء مصر، كل الدول الأخرى في جولته لها نصيب فعال في منع إيران من محاولة الحصول على السلاح النووي. وحدد «بولسي مايك» سببين لكون مصر المحطة الأبرز في جولة كيري، أحدهما يتعلق بسوريا، والآخر يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وسيلتقي كيري في مصر ايضاً الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي.
اما في العاصمة السعودية الرياض فسيلتقي الوزير الأميركي نظراءه في دول مجلس التعاون الخليجي، قبل ان يتوجه الى أبوظبي والدوحة.
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)