يوم دموي جديد فرضته تفجيرات انتحارية لتنظيم «داعش»، في حمص والسيدة زينب في ريف دمشق، ما أفضى إلى سقوط أكثر من 132 شهيداً، وإصابة المئات. هو يومٌ معبّأ بدخان تفجيرات احتلت واجهة الحدث السوري، عاشته مناطق عدة، كما أراد لها تنظيم «داعش»، المتراجع عسكرياً في ريف حلب الشرقي. الافتتاحية الدموية صباحاً من حي الزهراء في مدينة حمص، إذ بدأ نهار السوريين بتفجير مزدوج راح ضحيته 46 شهيداً، من المدنيين الموظفين وطلاب المدارس.
دمشق: لإجراءات رادعة وعقابية بحق السعودية وتركيا وقطر
الدخان خيّم في محيط إشارة الزهراء التي شهدت سقوط الكثير من أبناء الحي، للمرة العاشرة خلال سنوات الحرب السورية، فعاد المشهد مكرراً مشحوناً بجرعات إضافية من المأساة. أشلاء ودماء خيّمت على الحي، بعد ثلاثة أسابيع على حدوث الانفجار السابق، فاشتعل شارع الستين إثر تفجير سيارتين مفخختين، بواسطة انتحاريَّين. التفجير الأول، بحسب شهود من داخل الحي لحظة التفجير، حصل بواسطة رافعة تحمل سيارة «بيك أب» مفخخة، تم التقاط صور لها، اقتحمت هدوء الحي، وافتتحت تفجيرات اليوم الحمصي الدموي.
تفجيرات حمص جاءت مقدمة صباحية مؤلمة، لتفجيرات ما بعد الظهر، إذ اهتزت العاصمة دمشق على وقع تفجيرات انتحارية في شارع التين، قرب مشفى الصدر، في منطقة السيدة زينب، الواقعة في ريف دمشق، ما أدى إلى استشهاد 50 مدنياً، وإصابة العشرات، بحسب محافظ ريف دمشق حسين مخلوف، في حين تحدثت مصادر أهلية عدة عن وصول عدد الشهداء إلى أكثر من 86، جراء تفجير سيارة مفخخة، إضافة إلى انتحاريين، أحدهما امرأة، يحملان حزامين ناسفين. التفجير الذي وقع قرب مكان التفجير السابق استهدف الطريق إلى تجمع مدارس قريب، ما أفضى إلى استشهاد عدد كبير من الطلاب.
تنظيم «داعش» تبنّى تفجيرات الزهراء والسيدة زينب، في حين اقتصرت ردود الفعل المحلية إثر حدوث التفجيرات على الإدانة والاستنكار من مجلسي الوزراء والشعب.