خرج آلاف الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس المحتلة في مسيرات تضامنية تخللتها مواجهات مع جيش الاحتلال أسفرت عن سقوط جرحى، فيما نُقل ثلاثة من الأسرى المضربين الى المستشفى نتيجة تدهور صحتهم. وقام نحو 100 مواطن بتأدية صلاة الجمعة عند بوابة معتقل عوفر العسكري غربي رام الله، لكن قوات الاحتلال التي تواجدت بكثافة في المكان، أطلقت كميات كبيرة من قنابل الغاز المسيل للدموع، ما أن أنهى المصلون أداء الصلاة، قبل أن تندلع مواجهات أسفرت عن إصابة 12 شاباً فلسطينياً بالرصاص المطاطي والاختناق.
كما تظاهر نحو ألفي فلسطيني في ميدان الشهداء في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، وساروا باتجاه حاجز حوارة. وتحولت المسيرة الى مواجهات بين عشرات الشبان وقوات الجيش الاسرائيلي التي أطلقت الأعيرة المطاطية وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وفي مدينة الخليل، تظاهر مئات الفلسطينيين مطالبين بفتح شارع الشهداء وتضامناً مع الاسرى، فيما اعتقلت قوات الجيش الصحفي حسام أبو علان من وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا». وفي جنين، خرجت مسيرة عند حاجز الجلمة، وجرت مواجهات لم تسفر عن اصابات واعتقل جيش الاحتلال خلالها فتى فلسطينيا.
وفي مدينة القدس، حيا مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين في خطبة الجمعة في الأقصى جميع الأسرى وخص بالذكر المضربين عن الطعام، ودعا إلى التضامن معهم. قبل أن يسير في باحات الأقصى نحو مئتي فلسطيني بعد الصلاة هاتفين «بالروح بالدم نفديك يا أسير»، قبل أن تقتحم قوات الاحتلال المتمركزة عند بوابات الحرم الشريف باحات المسجد وتشتبك مع المصلين.
وقالت المتحدثة باسم شرطة الاحتلال لوبا السمري «مع الانتهاء من الصلاه تم رشق حجارة ومفرقعات نارية من قبل بعض الشبان العرب تجاه قوات الشرطة أثناء تواجدها في باب المغاربة ما حدا بهذه القوات الى اقتحام الساحات». وأضافت «استخدمت قوات الشرطة قنابل الهلع وتمت السيطرة على الوضع دون تسجيل اصابات بشرية ويعم الهدوء باحات الحرم».
وفي بلدة كفر قدوم شمال الضفة الغربية، أعلن المنسق الاعلامي للمسيرات المناهضة للجدار، مراد اشتيوي، أن «الجيش الاسرائيلي منع مئات المشاركين في مسيرة للتضامن مع الأسرى من الوصول الى الشارع الذي أغلقه وتمركز فيه». وأضاف «وأطلق الجيش مئات من قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه المسيرة، ما أدى الى اصابة العشرات، بينهم عضو الكنيست العربي محمد بركة، بالاختناق».
وينفذ أربعة أسرى فلسطينيين هم سامر العيساوي وأيمن الشراونة وجعفر عز الدين وطارق قعدان إضراباً عن الطعام منذ أشهر عدة احتجاجاً على سياسة الاعتقال الاداري وسوء المعاملة التي تمارسها اسرائيل. ونقل ثلاثة منهم الى المستشفى أمس.
وقالت المتحدثة باسم ادارة مصلحة سجون الاحتلال سيفان وايزمان، إن «الأسير أيمن شراونة نقل الى مستشفى سوروكا والأسيرين طارق قعدان وجعفر عز الدين نقلا الى مستشفى أساف هاروفيه في تل أبيب»، بدون أن تذكر أي تفاصيل عن الأسير العيساوي. وأضافت «من المتوقع ان يمضي ثلاثتهم نهاية الاسبوع في المستشفى».
بدورها، قالت المحامية أحلام حداد، محامية شراونة (36 عاما)، إن «وضع أيمن الصحي سيئ للغاية». وأضافت أنه «حضر الاربعاء الى المحكمة العليا وكان يبدو هزيلا وشاحبا. احضروه على كرسي متحرك واشتكى من توقف كليتيه وسوء النظر وعدم قدرته على تحريك ساقه اليسرى». وأشارت الى أن موكلها بدأ اضرابه عن الطعام في الخامس من تموز الماضي، وأن «ادارة السجون حاولت كسر اضرابه في البداية، قبل أن تضعه في سجن جديد اسمه هيلا بالعزل الانفرادي في بئر السبع». وقالت إنه «سيمثل الخميس المقبل امام المحكمة العسكرية عوفر في بيتونيا. واذا رفضوا اطلاق سراحه فسنتوجه الى المحكمة العليا مرة أخرى».
(أ ف ب، الأخبار)