كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، أن وفداً كردياً رفيع المستوى زار إسرائيل أخيراً، للبحث في سبل التعاون بين الجانبين، مشيرة الى أن الزيارة لم تعلن رسمياً، وجرت قبل أيام تحت ستار من السرية الكاملة. وذكرت الصحيفة أن الوفد الزائر يمثل حكومة إقليم كردستان العراق، ويضم نائب رئيس الإقليم ووزير الزراعة، وعدداً من الخبراء الاقتصاديين والزراعيين.
ورغم أن الصحيفة لم تذكر اسمي المسؤولين الرسميين، فإن من المعروف أن نائب رئيس الإقليم هو كوسرت رسول ووزير الزراعة هو جميل سليمان حيدر.
وأوضحت الصحيفة أن الهدف من وراء الزيارة هو البحث في سبل التعاون والاطلاع على الخبرات الاسرائيلية في مجال الزراعة وتربية الدواجن وإنتاج الحليب ومشتقاته. وبحسب الصحيفة، فإن الوفد الكردي زار كيبوتس افيكيم، الواقع في منطقة غور الاردن في الضفة الغربية، وعاين مزرعة إسرائيلية نموذجية، تمهيداً لإقامة مزرعة إسرائيلية شبيهة بها في منطقة إقليم كردستان
العراق.
وأضافت الصحيفة أن نائب رئيس إقليم كردستان حل ضيفاً في مكاتب شركة «افيميلكا» الاسرائيلية، الذائعة الصيت عالمياً في مجال الزراعة، وأبدى اهتماماً خاصاً بشراء معدات زراعية متطورة، بالاضافة الى الاستفادة من خبرات الشركة لإقامة مزرعة نموذجية في كردستان العراق، وفقاً للنموذج الاسرائيلي. وأشارت الصحيفة الى أن شركة افيميلكا، هي رائدة في مجالها، وقد أقامت مزارع في أكثر من خمسين دولة، من بينها ثلاث مزارع تعدّ الأكبر في العالم؛ واحدة في الولايات المتحدة وأخريان في كل من الصين وفيتنام في آسيا، كما أقامت الشركة مزرعة أخرى تعتبر الأكثر تطوراً في القارة الأفريقية في أنغولا، إضافة الى إقامة مركز لإنتاج حليب النوق في الإمارات العربية المتحدة، وتحديداً في مدينة دبي.
وبحسب مصادر «يديعوت أحرنوت»، فإن المزرعة النموذجية المنوي إقامتها في إقليم كردستان العراق، ستكون الاكبر والاكثر تطوراً وحداثة في جمهورية العراق، وقد أعد كل من الجانبين، الاسرائيلي والكردي، الخطط
اللازمة لكي يجري تسويق إنتاج المزرعة الاسرائيلية على كامل مساحة الاراضي العراقية، وعدم الاكتفاء فقط بسكان الاقليم الكردي، مشيرة الى أن وفداً إسرائيلياً يضم مهندسين زراعيين وخبراء، سيتوجه في الفترة القريبة المقبلة الى إقليم كردستان، ومن المتوقع ان يبدأ تنفيذ ما جرى الاتفاق عليه بين
الجانبين.
ونقلت الصحيفة عن مصادر كردية في الوفد الزائر أملها بأن يساهم التعاون المشترك مع إسرائيل، والمزرعة المنوي إقامتها في الاقليم، في رفع مستوى النمو الاقتصادي لكردستان العراق، حيث يواجه الاقليم صعوبات اقتصادية كبيرة ناتجة من فقدان الخبرة والتكنولوجيا. وبحسب أحد أعضاء الوفد الزائر، «من الصعب أن تجد في الأسواق الكردية مشتقات الحليب من إنتاج محلي كردي، رغم أنه تتوافر للإقليم مساحات شاسعة من الاراضي الصالحة لإقامة المزارع ومراكز تربية الدواجن والماشية بأساليب حديثة متطورة، الأمر الذي يدفع حكومة كردستان إلى البحث عن تكنولوجيا وخبرات زراعية خاصة، بدلاً من الاقتصار على أساليب وطرق قديمة وتقليدية».
مع ذلك، أكدت الصحيفة أن المقاربة الاعلامية الرسمية في إسرائيل، حيال أي علاقة أو تعاون بين إقليم كردستان العراق والدولة العبرية، لا تزال على حالها، مشيرة الى أنه لا توجد علاقات دبلوماسية وتجارية رسمية بين الجانبين، كما أن الحكومة الاسرائيلية تعلن أنها لا تشجع الشركات الاسرائيلية على الاستثمار في العراق، لأن الأمر يتعلق بمنطقة حساسة من الناحية الجيوسياسية ربطاً بدول جوار الإقليم، وخصوصاً أن نزاعاً يحكم العلاقة ما بين كردستان العراق وتركيا، إضافة الى وجود علاقات حسنة تربط الاقليم بإيران.