انضم مئات الأسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية أمس، وليوم واحد، الى أربعة من رفاقهم أضربوا عن الطعام منذ شهور عدة، فيما أرجأت محكمة مدنية في القدس المحتلة الإفراج عن سامر العيساوي رغم حضوره على كرسي متحرك الى الجلسة. وبينما لا يزال العيساوي وأيمن الشراونة وجعفر عز الدين وطارق قعدان، مستمرين بإضرابهم عن الطعام رغم ظروفهم الصحية السيئة، منذ شهور، أعلن نادي الأسير الفلسطيني أمس، أن نحو 800 أسير من الجبهتين الشعبية والديموقراطية وحركة حماس وحركة الجهاد الاسلامي بدأوا الاضراب عن الطعام في سجون ايشيل وريمون ونفحة، وذلك ليوم واحد. وقالت مسؤولة الاعلام في النادي، أماني سراحنة، لوكالة «فرانس برس»، إن «إضراب الأسرى يأتي تضامناً مع الأسرى الاربعة المضربين عن الطعام».
في المقابل، قالت المتحدثة باسم مصلحة السجون الاسرائيلية سيفان وايزمان، لـ«فرانس برس»، إن «500 سجين فلسطيني في سجني ريمون وايشيل رفضوا صباح الثلاثاء (أمس) وجبة الافطار وأعلنوا أنهم سيرفضون الغداء والعشاء».
في غضون ذلك، مثل العيساوي نحيلاً على مقعد متحرك أمس أمام محكمة مدنية في القدس المحتلة أرجأت الافراج عنه لمدة شهر آخر على الأقل. ويرفض العيساوي تناول الغذاء بشكل متقطع منذ أكثر من 200 يوم. وقال محاميه إن صحته تدهورت. وكان بدأ إضرابه منذ آب 2012، احتجاجاً على إعادة اعتقاله بعد خروجه في إطار صفقة الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط، في أواخر عام 2011.
والعيساوي والشراونة هما من بين 14 فلسطينياً اعتقلتهم إسرائيل مجدداً منذ الإفراج عنهم في المبادلة بشاليط.
وكتب عوفير جينديلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، في موقع «تويتر»، أن العيساوي وشراونة اعتقلا «لأنهما انتهكا شروط اتفاق شاليط وعادا الى القيام بأنشطة غير قانونية تمثل تهديداً». في هذا الوقت، بعث المفاوض الفلسطيني صائب عريقات برسالة الى وزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين أشتون، طلب فيها «اتخاذ خطوات فاعلة لإنهاء الحصانة التي تتمتع بها إسرائيل ووضع حد لاستمرار تحدّيها السافر للقانون الدولي، بما في ذلك القرارات المتعددة للأمم المتحدة»، حسبما نقلت عنه وكالة وفا الفلسطينية للأنباء.
وأضاف أنه «على الرغم من الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة والخطيرة، استمرت العلاقات الثنائية بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل بالتطور، فضلاً عن السماح لإسرائيل بتعزيز مكانتها كشريك رئيسي للاتحاد الاوروبي في المنطقة». وقال المفاوض الفلسطيني إنه على اتصال مع إسرائيل، وحثها على الإفراج عن هؤلاء الرجال. وقال إن مصر، التي ساعدت في الوساطة على مبادلة شاليط، والتي تفاوضت أيضاً من أجل إنهاء إضراب فلسطيني حاشد عن الطعام في السجون الاسرائيلية العام الماضي، تحاول إنهاء الاحتجاج الجديد.
وفي قطاع غزة، حذرت حركة الجهاد الإسلامي من أن وفاة أي سجين مضرب عن الطعام يمكن أن تؤدي الى انهيار هدنة مع إسرائيل أنهت القتال الذي استمر ثمانية أيام في تشرين الثاني الماضي.
(رويترز، أ ف ب)