دعا نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الخدمات صالح المطلك، أمس، اهالي محافظة الانبار إلى التصدي لاصحاب المشاريع التقسيمية وقطاع الطرق بالاستيلاء على هذه المحافظة وتقسيم العراق من خلالها والثبات على المواقف الوطنية، في وقت خرج العراقيون مجدداً في تظاهرات ضد الحكومة العراقية. وذكر بيان المكتب الاعلامي للمطلك أن الاخير شدد خلال زيارته لمحافظة الانبار ولقائه عدداً من شيوخها ووجهائها أن «الأزمة التي يمر بها البلد صعبة، لكنْ هناك رجال قادرون على تجاوزها».
من جهته، كشف النائب عن ائتلاف دولة القانون، علي شلاه، أمس، عن وجود اتصالات داخل التحالف الوطني والشركاء السياسيين من الكتل الاخرى لاقالة رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي من منصبه على خلفية تصريحاته الطائفية الأخيرة.
وشدد شلاه، في تصريح لموقع «البغدادية نيوز»، على«ضروره استبدال النجيفي بشخصية اخرى اكثر عقلانية وقدرة على ادارة البرلمان غير تابعة لقطر». وأوضح أن «تصريحات النجيفي تعرضه للمادة 7 من قانون المساءلة والعدالة التي تتحدث عن مثيري الفتن الطائفية والعنصرية»، مضيفاً أن «تصريحات النجيفي تجاوزت جميع الثوابت الوطنية فضلاً عن كونها تبيّن التعليمات التي تلقاها من قطر وتركيا».
وفي اطار المساعي لايجاد مخارج للأزمة السياسية الحالية، كشف المتحدث باسم التحالف الكردستاني مؤيد الطيب، أمس، عن تحركات اميركية ــ كردية تجاه احتضان اربيل مؤتمراً موسعاً يضم جميع قادة الكتل السياسية لحل الأزمة الراهنة بعيداً عن التدخلات الخارجية.
وقال الطيب في تصريح صحافي إن «السفير الاميركي جيمس نايت طرح على رئيس الاقليم مسعود البرزاني اعادة تجربة اتفاقية اربيل التي تم على اثرها تشكيل الحكومة حتى يتمكن السياسيون العراقيون من الوصول إلى بر الانتخابات القادمة وتقضية الفترة المتبقية من عمر الحكومة بسلام»، مشيراً إلى أن «البرزاني مستعد لتبني لقاء موسع لقادة الكتل السياسية من شأنه حل الازمة الراهنة شريطة الالتزام بما يتم الاتفاق عليه وتنفيذه». في سياق متصل، شهد عدد من المحافظات العراقية، ابرزها الانبار وصلاح الدين ونينوى، أمس تظاهرات حاشدة حملت شعار «بغداد صبراً»، وطالب المتظاهرون بإقالة المالكي والغاء قانوني اجتثاث البعث ومكافحة الارهاب.
وأكد إمام وخطيب جمعة المعتصمين في الفلوجة الشيخ حسن الجميلي أن عدول اهالي الانبار عن الذهاب إلى مدينة الاعظمية لاقامة صلاة موحدة في جامع ابي حنيفة النعمان ببغداد سببه درء الفتنة، وبأنها جاءت على خلفية الاجراءات الامنية الغير المسبوقة من قبل الحكومة وانتشار التنظيمات المسلحة في بغداد وعدم سيطرة الحكومة على الوضع الامني. إلى ذلك اعتبر الجنرال لويد اوستن المعين لتولي القيادة المركزية الاميركية المكلفة الشرق الاوسط أن الوضع في العراق «مثير للقلق» على ضوء ما يشهده من تصعيد في التوتر السياسي والطائفي.
ورأى الجنرال اوستن الذي كان آخر قائد للقوات الاميركية في العراق قبل انسحابها في نهاية 2011، خلال جلسة تثبيته امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ أن هذا البلد حافظ على استقراره لكنه «هش».
(الأخبار، أ ف ب)