رغم تحول التظاهرات الضخمة التي شهدتها قرى البحرين، أمس، الى اشتباكات واسعة وأعمال عنف، أدت الى مقتل متظاهر وشرطي، خرج أنصار الجمعيات المعارضة وائتلاف شباب الثورة بتظاهرات حاشدة، إحياءً للذكرى الثانية للانتفاضة، وتأكيداً على المطالب الديموقراطية. وسار الآلاف من أنصار الجمعيات السياسية المعارضة في شارع البديع الذي يربط بين عدد من القرى بالقرب من المنامة، رافعين أعلام البحرين وهم يهتفون: «تسقط الديكتاتورية» و«هيهات منا الذلة»، فيما سارت احتجاجات «ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير» من دوار القدم باتجاه البديع في محاولة جديدة للوصول الى دوار اللؤلؤة.
وتحولت بعدها المسيرات الى مواجهات امتدت طوال ساعات أمس، استخدمت خلالها قوات الامن الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية.
وكانت المواجهات بين المحتجين وعناصر الشرطة قد تواصلت حتى ساعات الفجر خلال الليلة السابقة، فيما تم تفجير عدد من أسطوانات الغاز في بعض القرى، وأقدم المحتجون الشباب في عدة قرى على إغلاق الطرقات بمستوعبات النفايات المحترقة وبالاطارات المشتعلة وجذوع الاشجار.
وأعلنت وزارة الداخلية أن شرطياً قُتل في انفجار مقذوف حارق رشق به محتجون الشرطة أثناء مواجهات ليلية في قرية السهلة، بعد يوم من المواجهات ومقتل فتى في قرية الديه. وفي بيان الداخلية، قال رئيس الامن العام اللواء طارق حسن الحسن إن الشرطي محمد عاصف قُتل خلال الليل «بعد تعرضه لعمل إرهابي في منطقة السهلة باستخدام مقذوف ناري حارق أطلق عن بعد أدى إلى إصابته إصابة بالغة نقل على أثرها إلى المستشفى لتلقّي العلاج. إلا أنه استشهد قبل وصوله متأثراً بإصابته».
وأضاف أن رجال الأمن كانوا يقومون «بواجبهم بتأمين الطرقات وحماية المواطنين والممتلكات العامة والخاصة بالمنطقة المذكورة عندما قامت مجموعات من الارهابيين بالاعتداء عليهم باستخدام القنابل الحارقة المولوتوف والاسياخ الحديدية والحجارة. كما قاموا باستخدام مقذوف ناري حارق أدى لاستشهاد الشرطي محمد عاصف».
كذلك أعلنت وزارة الداخلية في بيان آخر أنه تم تفكيك عبوة صغيرة على جسر الملك فهد الذي يربط بين البحرين والسعودية. وقالت إن «فريق المتفجرات بوحدة مكافحة الإرهاب تمكن مساء الخميس من إبطال مفعول قنبلة تزن حوالى كيلوغرامين وضعت على جسر الملك فهد».
في المقابل، قالت السلطات إن «حكومة البحرين لن تسمح للعنف بأن يستغل كأداة للضغط على قرار الأطراف المتحاورة» في إطار الحوار بين الحكومة والمعارضة. وأعرب وزير العدل والشؤون الاسلامية والاوقاف الشيخ خالد بن علي آل خليفة عن «الأسف الشديد والحزن البليغ لأحداث الخميس، التي لم نكن نأمل حدوثها منذ أن بدأنا بالجلوس حول طاولة استكمال حوار التوافق الوطني، وخصوصاً بعدما أبدت جميع الأطراف قبولها واستعدادها للتحاور والاتفاق».
غير أنه شدد على أن «حكومة البحرين لن تسمح للعنف بأن يستغل كأداة للضغط على قرار الاطراف المتحاورة، ولا يمكن أن ينتج عن اللجوء الى العنف في الشارع وإرهاب المجتمع أي نتيجة لطرف على حساب طرف آخر».
(أ ف ب، الأخبار)