اقتربت محافظة الحسكة من إعلانها محافظة خالية من مسلحي «داعش»، بعد سيطرة «قوات سوريا الديموقراطية» على كامل مدينة الشدادي (60 كلم جنوبي مدينة الحسكة)، آخر معاقل التنظيم في المحافظة، بعد أربعة أيام من بدء الحملة التي تهدف إلى السيطرة على كامل الريف الجنوبي والجنوبي الغربي للحسكة. مقاتلو «قسد» تمكنوا أمس من السيطرة على قرى 47 وأم حجرة وضهرة فوقاني وتحتاني وكمّ البلغار والشركة الصينية للنفط، مع استكمال السيطرة على كل القرى التي تربط الهول وجبل عبد العزيز بالشدادي، بالإضافة إلى الالتفاف باتجاه جنوب البلدة وقطع الطريق الذي يربط المدينة بريف دير الزور، والميادين، والذي يربطها بالحدود العراقية. عمليات التقدم ترافقت مع غطاء ناري كثيف لطائرات «التحالف» الدولي، واستهداف مواقع «داعش» داخل المدينة والدشيشة ومركدة أدت إلى مقتل عدد منهم، وإجبار ما تبقى منهم على الانسحاب باتجاه مركدة وريف دير الزور. كذلك، فجّرت طائرات «التحالف» سيارتين مفخختين قبل وصولهما إلى حواجز «القوات» على الطريق الواصل بين قرية سودة وعبد وصوامع صباح الخير.
قد يحصل تقدم باتجاه أرياف الرقة أو ريف دير الزور
اقتحام الشدادي بدأ عصر أمس بدخولها من الجهة الشرقية، والسيطرة على مقر مديرية المنطقة وحي الجسر، وصولاً إلى السيطرة على كامل المدينة. «القوات» استكملت عملياتها باتجاه بلدة مركدة والقرى التي تربطها بالحدود العراقية ودير الزور وريف الرقة، والتي لا تزال تشهد وجوداً لعدد قليل من مسلحي التنظيم، بالتوازي مع عمليات عسكرية في الريف الجنوبي الغربي يهدف إلى السيطرة على قرية سودة وعبد ومخروم ومحطة أبيض النفطية، وصولاً إلى كامل طريق الحسكة الرقة القديم. مصادر قيادية في «قسد» أكدت لـ«الأخبار» أن «السيطرة على كامل مدينة الشدادي تعني عملياً إنهاء وجود داعش في كامل محافظة الحسكة، لتكون محافظة خالية من الإرهاب». ولفت إلى أن «إعلان كامل الحسكة آمنة بات قريباً جداً، وسيتم خلال أيام قليلة، بعد انهيار كامل للتنظيم فيها». سيطرة «قسد» على الشدادي تعني إنهاء سيطرته على مئات حقول النفط والغاز، وتضعف من إمكانات التنظيم الاقتصادية وقدراته، بالإضافة إلى إعطائهم أفضلية متابعة عملياتهم العسكرية باتجاه ريف دير الزور، وإلى التوغل في ريف الرقة الشرقي وقطع الإمداد بين الرقة ودير الزور، وصولاً إلي الحدود العراقية. مصدر في «قسد» علّق على ذلك بالقول «إن الأولوية حالياً لإنهاء وجود داعش في الحسكة، وربما سيكون هناك تقدم باتجاه أرياف الرقة أو دير الزور، بحسب الأولويات التي ستضعها قيادة القوات»، لافتاً إلى أن «قواتهم تعتبر أي نقطة في سوريا تشهد وجوداً لداعش هي هدف مشروع لهم». كذلك أدت العمليات العسكرية في الشدادي وريفها وغارات التحالف الكثيفة إلى نزوح المئات من الأهالي باتجاه القرى الآمنة، ومكث قسم كبير منهم في العراء من دون أي مأوى، أو تدخل من المنظمات الإنسانية التي يصعب وصولها إلى تلك المناطق.