العيسوية | تفتخر قرية العيسوية، التي تقع على مشارف القدس المحتلة، بابنها سامر العيساوي؛ فهو يخوض بلحمه الحيّ معركة «الأمعاء الخاوية»، قضى منها 200 يوم كرامة، ولا يزال يناضل على فراش الموت في المستشفى. حُكم الأسير بـ 30 عاماً، قضى منها عشرة، ليخرج في صفقة الأحرار التي نفذتها حركة «حماس» لتبادل الأسرى مع الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. وقد أُعيد اعتقاله بعد الإفراج عنه بوقت قصير (في تموز 2012)، ليعلن بعدها إضرابه عن الطعام في الأول من آب من العام نفسه، دفاعاً عن حقه في الحرية، وعن إخوانه المعتقلين وقضيتهم العادلة بنيل الحرية، أو المحاكمات العادلة.
سامر العيساوي، أتم مئتي يوم من الإضراب عن الطعام، واتخذ قراره بالتصعيد بوقف تناول الماء، فنُقل على الفور من مستشفى سجن الرملة إلى مستشفى «أساف هاروفيه»، بشكل طارئ نتيجة تدهور وضعه الصحي.
وحمّل وزير الأسرى عيسى قراقع، في اتصال هاتفي مع «الأخبار»، سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير وجميع الأسرى المضربين عن الطعام. وطالب بضرورة أن تتخذ القيادة الفلسطينية قراراً بالتوجه إلى مجلس الأمن لطرح قضية المضربين عن الطعام ولإنقاذ حياتهم فوراً قبل أن تحدث مأساة في السجون.
وقال محامي نادي الأسير بعد زيارته «عيادة سجن الرملة» إن الأسير قرّر تصعيد إضرابه للضغط على إدارة السجون، كما قرر مقاطعة إجراء الفحوصات الطبية وكذلك تناول الفيتامينات والمحاليل. وأوضح أن الطبيب أبلغ العيساوي أنه في حال استمراره برفض شرب الماء، فإن قلبه معرض للتوقف في أي لحظة، أو التعرض لجلطة دماغية. ويعاني الأسير من أوجاع في كل أنحاء جسده وألم في الرأس، وتشنج في رجله اليمنى، ولا يستطيع النوم على ظهره أو جوانبه، كما أنه يعاني من خدران في كل أنحاء جسده، حتى إن وزنه اليوم وصل الى 47 كيلوغراماً.
ويرافق العيساوي في إضرابه كل من الأسرى: أيمن الشراونة، جعفر عز الدين وطارق قعدان. وقد علمت «الأخبار» أنه تم نقل الشراونة، وهو في وضع صحي صعب للغاية، لأنه رفض فك إضرابه. وتروي المحامية والناشطة شيرين العيساوي، شقيقة سامر، لـ«الأخبار» معاناة الأهل. تقول إنه «منذ إبلاغهم بخبر نقل سامر الى المستشفى، والعائلة في حالة رعب. وكلما رنّ جرس الهاتف يخشون أن يكون قد استُشهد». وتؤكد شيرين فخرها وعائلتها بسامر، بما أنه «أعلن الإضراب عن الطعام من أجل قضية وطنية، وسلط الضوء على قضية إعادة الاعتقال بدون محاكمة، وبدون تهم واضحة. لقد قدم حياته من أجل فضح الاحتلال وسياساته العنصرية ضد الشعب الفلسطيني وأسراه».
شيرين تعاني وضعاً حساساً، كونها محامية وشقيقة الضحية. تقول إن «مشاعرها مختلطة، فهي ممنوعة من قبل الاحتلال من زيارة شقيقها. وحين يتصل بها زملاؤها من المحامين، فإنهم ينسون أنها شقيقة سامر، ويتحدثون بصراحة تامة عن وضعه الصحي، ورغم محاولاتها الحثيثة لتظهر بأنها قوية، إلا أنها تعود لتقول: لكنه أخي».