ذكرت مصادر بحرينية رفيعة المستوى في مكتب الادعاء العام أن الأميرة نورا آل خليفة، التي تعمل ضابطة شرطة، تخضع للمحاكمة على خلفية تعذيب طبيبتين أثناء التحقيق معهما خلال أحداث الانتفاضة في عام 2011، إضافة إلى تعذيب الناشطة آيات قرمزي، التي اشتهرت بقصائدها اللاذعة للسلطان في دوار اللؤلؤة سابقاً. ونقلت وكالة «رويترز» عن رئيس وحدة التحقيق الخاصة في الادّعاء، نواف حمزة، قوله إن «التهم الموجهة إلى نورا تتعلق باستخدام التعذيب والقوة والتهديدات ضد زهرة السماك وخلود الدرزي (طبيبتان) لإجبارهما على الاعتراف بالجريمة».
وبحسب محامي سماك، فإن التعذيب حصل في شهري آذار ونيسان 2011، وهي الفترة التي أعقبت انتفاضة 14 شباط، وتعرض خلالها المعارضون والمتظاهرون لحملة أمنية شرسة وأعلنت الأحكام العرفية. وقالت «رويترز» إنها طلبت ردّاً من الشيخة نورا على الاتهامات عبر محاميها فريد غازي، لكن الأخير قال إنّها لا تريد التعليق. وأضاف: «بالطبع هي تنفي كل الاتهامات الموجهة إليها» في كلتا القضيتين.
وتبلغ الشيخة نورا بنت خليفة 29 عاماً، وهي أحد أفراد الأسرة المالكة، وتعمل في القطاع العام. وخلال فترة الانتفاضة، كانت تعمل في وحدة المخدرات، لكنها نُقلت إلى قسم آخر منذ تلك الفترة، بحسب ما تنقل «رويترز» عن محاميها.
بدورها، أكدت وزيرة الإعلان سميرة رجب أن نورا تواجه محاكمة في كلتا القضيتين. وأضافت أنه «كان هناك تحقيقات وأحيلت قضيتها على المحكمة». وأشارت إلى أنّ محاكمة نورا كانت جزءاً من الحملة التي أطلقتها الحكومة لمحاسبة المسؤولين عن التعذيب بعد تقرير لجنة بسيوني العام الماضي.
وكان المحقق في الأمم المتحدة شريف بسيوني قد تولى لجنة للتحقيق في الأحداث التي شهدتها المملكة خلال شهري شبط وآذار، وخلص إلى حصول استخدام مفرط وواسع للقوة واعترافات انتُزعت تحت التعذيب، ودعا إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة لمحاسبة المسؤولين.
وتعرض أكثر من 60 طبيباً وممرضاً للاعتقال والمحاكمة والسجن، بعضهم حُكم بالسجن 15 عاماً، وذلك بسبب تهم مختلفة، بينها محاولة قلب النظام. لكن عادت المحاكم وألغت أو خفضت أحكام الكثيرين، ومن بينهم سماك، طبيبة تخدير.
وكانت سماك قد حوكمت من قبل محكمة عسكرية لمدة 5 سنوات، لكنها بُرئت لاحقاً من خلال محاكمة مدنية، بحسب محاميها. أما الدرزي فقد اعتُقلت على خلفية اتهامات تتعلق بإعطاء معلومات مغلوطة عن المتظاهرين الجرحى.
وفي قضية آيات قرمزي (21 عاماً)، تواجه نورا تهماً باستخدام الصاعق الكهربائي على وجه آيات، والبصق في فمها وضربها خلال فترة الاعتقال. وسبق أن نشرت «الأخبار» شهادة آيات بالتفصيل وما تعرّضت له من تعذيب خلال فترة اعتقالها على يد بنت خليفة. لكن الاتهامات الموجهة إلى الأخيرة في المحكمة بخصوص آيات لا تشير إلى التعذيب.
واعتقلت آيات في بداية الانتفاضة بسبب إهانة الملك ونشر الكره ضد الحكم في قصيدة لها في دوار اللؤلؤة سابقاً، حيث كان يتجمع المتظاهرون. وأطلق سراحها بعد عدّة أشهر، وأُغلقت قضيتها لاحقاً من قبل الادعاء العام لأسباب لا تعرفها، بحسب محامية آيات، ريم خلف.
وقالت ريم إن محاكمة نورا في قضية قرمزي بدأت في حزيران 2012، وإنه يرتقب أن تنعقد الجلسة المقبلة في السابع من شباط. وبالنسبة إلى القضية المرفوعة من قبل الطبيبتين، قال محامي نورا إن القضية بدأت في تشرين الأول الماضي، وإن الجلسة المقبلة حدّدت في الثالث من شباط.
(رويترز)