افتتح جيش الاحتلال، أمس، في تل أبيب أول صندوق اقتراع يستخدمه جنوده للإدلاء بأصواتهم في إطار انتخابات الكنيست المقبلة. على أن يعقبه افتتاح أكثر من 800 صندوق اقتراع في مختلف القواعد العسكرية، إلى جانب صناديق ثابتة ومتحركة لتمكين الجنود من الإدلاء بأصواتهم.
وعشية البدء الفعلي بالتصويت، حاول نتنياهو استفزاز الجمهور الإسرائيلي عامة والناخب اليميني خاصة، من خلال القناة الثانية، بهدف دفعه للتصويت لصالح كتلة الليكود ــ إسرائيل بيتنا، التي يترأسها، عبر القول إنّ «إيران وحزب الله اللبناني وحركة حماس يتابعون الانتخابات، لأنهم يريدون أن يعرفوا شيئاً واحداً: ما إذا كان الحزب الحاكم قد كبر أو صغر»، مضيفاً إنّ هؤلاء الأعداء «يريدون إسرائيل ضعيفة ومنقسمة»، وليس بإمكان دولة لها أعداء كثر كإسرائيل أن تحتمل بأن يحكمها حزب ضعيف. وأعاد نتنياهو استحضار التهديد النووي الإيراني، على أنّه سيكون أولويته خلال توليه رئاسة الحكومة المقبلة. كما تناول نتنياهو التهديد الإيراني، خلال لقائه مع وفد من الكونغرس الأميركي ضمّ مندوبين عن الحزبين الجمهوري والديموقراطي، أوّل من أمس، بالقول إنّ مشكلة العالم هي إيران نووية وليس البناء الاستيطاني في القدس. ووجّه نتنياهو نقداً ضمنياً لسياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما إزاء إيران، بالقول إنّ «التاريخ لن يسامح الذين يتهاونون في الوقوف أمام تحول إيران إلى قوة نووية».
ويسود شعور بـ«الضغط» داخل حزب الليكود، نتيجة استطلاعات الرأي الأخيرة، الأمر الذي رفع منسوب المخاوف داخل الحزب، وأدّى إلى حالة من التوتّر تمثلت بمقاطعة بعض الوزراء لزملائهم وتبادل تحمّل المسؤولية. وأظهر استطلاعان أجرتهما صحيفتا «هآرتس» و«يديعوت أحرونوت» حصول حزب نتنياهو على 32 مقعداً، وهو أقل عدد متوقع له حتى الآن، وهو أقل بعشرة مقاعد عما حصل عليه الائتلاف، الذي قاده الحزب عام 2009 مع حزب إسرائيل بيتنا عندما خاضا الانتخابات وحدهما.
ورأت جهات داخل الليكود، أنّه لو تحققت توقعات استطلاعات الرأي الأخيرة، فإن ذلك سيشكل «فشلاً ذريعاً»، وسيلقي بظلاله على استقرار الحكومة المقبلة وإدارتها.
بدوره، أكد وزير الخارجية المستقيل، أفيغدور ليبرمان، خلال لقاء مغلق في بئر السبع، أنّ إسرائيل لن توقف الاستيطان في القدس، لافتاً إلى أنّ الخلافات مع الولايات المتحدة «ليست جديدة». وأكد أنّ إسرائيل تتمتع بالتعاون الوثيق مع واشنطن في مختلف المجالات. ودعا نتنياهو إلى تشكيل حكومة بعد الانتخابات تركّز اهتماماتها على الاقتصاد، والسكن، وتحقيق المساواة في تحمّل عبء الخدمة العسكرية أو المدنية.
وتوقع ليبرمان أنّ تنال قائمة الليكود ــ إسرائيل بيتنا 40 مقعداً، معتبراً أنّ استطلاعات الرأي مضلّلة، ودعا الناخبين الى التصويت لصالح الأحزاب الرئيسية. كما هاجم السياسة الدولية تجاه إيران، محذّراً من أنّ العالم يفضّل تأجيل المشكلة الإيرانية وعدم إنهائها، فيما إسرائيل لن تستطيع أن تسلّم بإيران نووية. ودعا إلى فعل كل شيء من أجل أن يدرك العالم أنّه لا يمكن العيش مع إيران نووية.
من جهة أخرى، دعت جامعة الدول العربية، في بيان صادر عن «قسم فلسطين والأراضي العربية المحتلة»، فلسطينيي 48 إلى المشاركة الإيجابية والمكثفة في الانتخابات الإسرائيلية البرلمانية المقبلة، كما أعرب البيان عن بالغ القلق إزاء المؤشرات الحالية بشأن الانتخابات المقبلة للكنيست الإسرائيلي، والتي تدلل على وجود بدايات لسياسة مقبلة لشرعنة التطهير العرقي وسيطرة العنصرية، تحت شعار أنّ «العربي خطر على إسرائيل».
ورأت الجامعة، أيضاً، أنّ عدم المشاركة الواسعة لفلسطينيي 48، سيؤثر على ما يجري في الكنيست، من محاولات لإمرار العديد من القوانين العنصرية ضد العرب بسهولة ويسر. ووفقاً لذلك، شدّدت الجامعة على ضرورة أن يكون صوت الفلسطينيين عالياً وقوياً في هذه الانتخابات، حتى تستند عليه منظمات المجتمع المدني، والمنظمات الحقوقية، والقانونية، والبرلمانية في العالم لمواجهة هذه القوانين.
وحذّرت الجامعة، في بيانها، من «أنّنا أمام بدايات لسياسة إسرائيلية قادمة تعتمد التطهير العرقي، وسيطرة العنصرية على كلّ ما يخصّ ما هو غير يهودي، وبشكل خاص عرب 48، وسيكون للكنيست المقبلة دور في إصدار هذه التشريعات والقوانين»، وبالتالي فإن هذا الأمر الخطير، يستوجب أن تقابله معارضة قوية داخل الكنيست تتصدى لهذه المحاولات، وكشفها ونقلها إلى برلمانات العالم والرأي العام الدولي.