تونس | رغم عدم وجود حدود مباشرة مع دولة مالي، وجد التونسيون أنفسهم مجبرين على متابعة التطورات في مالي، على غرار الجزائريين، الذين عاشوا أول من أمس المواجهة الأولى مع المجموعة التي اختطفت رهائن من مجمع نفطي جنوب البلاد، راح ضحيتها عدد من المختطفين والخاطفين، بينهم تونسيان كانا ضمن المجموعة القادمة من ليبيا. وكان الرئيس المؤقت محمد المنصف المرزوقي قد عقد اجتماعاً طارئاً أول من أمس، مع كبار مسؤولي الدولى، نبهت فيه قيادة البلاد إلى «التبعات الأمنية الخطيرة لأزمة مالي على عموم دول الجوار، بما في ذلك تونس».
تبعات تحسبت لها السلطات التونسية من خلال ضرب القوات الأمنية طوقاً أمنياً غير مسبوق حول القنصلية الفرنسية في شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة، وحول مقر اقامة السفير وبقية مقارّ البعثة الفرنسية، كما أغلقت الشوارع المؤدية إلى القنصلية والسفارة، في إجراء أمني غير مسبوق، فيما لوحظ انتشار أمني مكثف في الشوارع والساحات الرئيسية للعاصمة، وعودة بعض الوحدات العسكرية التي سُحبت منذ أشهر بعد تحسن الوضع الأمني.
وتزافق كل ذلك مع اقتحام منزل في ضاحية المروج على مقربة من وسط العاصمة، والعثور على مجموعة من الأسلحة بعد يوم من مداهمة مخزن للسلاح في مدنين جنوب البلاد.
وأدّت العمليتان بين الجنوب والعاصمة إلى إيقاف مجموعة من المتهمين. ويبدو حسب المعطيات الأولية، أن هذه الأسلحة كانت ستتوجه الى مجموعات على علاقة بتنظيم القاعدة على الحدود الجزائرية التونسية، التي سبق للأمن التونسي أن أوقف مجموعة منها في منطقة الشعانبي في محافظة القصرين على حدود الجزائر وجندوبة.
وكشف العقيد المتقاعد في وزارة الداخلية علي الزرميديني، على إذاعة «جوهرة أف ام» أمس، أن الاسلحة التي عُثر عليها في مدنين تسربت من ليبيا، وهي موجهة إلى مالي. وهو ما يؤكد ما سبق أن صرح به المرزوقي عن أن مجموعات متطرفة حصلت على كميات كبيرة من السلاح بعد سقوط النظام الليبي، وتعمل على تهريبها الى الجزائر ومالي عبر تونس.
وكانت قوات الأمن قد دهمت منازل سلفيين في الحي الشعبي دوار هيشر، المتاخم للعاصمة، بعد ورود معلومات عن امتلاكهم السلاح، وأدّت المواجهة إلى سقوط زوجة احد المشتبه فيهم قتيلة، ما يشير بوضوح إلى أن حرب مالي ستكون لها تداعيات كبيرة على تونس، ولا سميا في ظل تراجع الأداء الأمني التونسي بعد الثورة، وتفكك ترسانة السلاح الليبية، والصحراء الكبرى الساشعة التي تبدأ من جنوب تونس وتصل الى مالي وتشاد عبر الصحراء الجزائرية والليبية.