مع اقتراب موعد الانتخابات الاسرائيلية العامة، المقرر اجراؤها في الثاني والعشرين من الشهر الحالي، تواصلت الهجمات المتبادلة بين قادة الأحزاب والكتل السياسية. أما نتائج استطلاعات الرأي ازاء عدد مقاعد تحالف «الليكود بيتنا» فتراوحت بين 33 و35 و38 عضو كنيست، رغم أنها أجمعت، كما في كل الاستطلاعات السابقة، على تفوق تحالف اليمين العلماني والديني مع الحريديم.
لكن المعطى الأبرز الذي يرجح امكانية حصول مفاجآت لجهة عدم تطابق نتائج الانتخابات مع استطلاعات الرأي، فهو وجود شريحة واسعة من الجمهور لم تحدد وجهة تصويتها حتى الآن، تبلغ بحسب صحيفة «معاريف» نحو 25 في المئة. وفي حال كانت وجهة تصويت هذه الكتلة الناخبة موحدة، في أغلبيتها على الأقل، فإنها قد تغير من الخارطة الحزبية المتوقعة حتى الآن. في هذه الأثناء، هاجمت رئيسة حزب الحركة، تسيبي ليفني، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو متهمةً اياه بأنه «يقود الدولة اليهودية الى نهايتها». ودعت الجمهور الاسرائيلي الى النهوض وايقاف هذا المسار والتوجه نحو مسار مختلف تماماً. ورأت ليفني أن نتنياهو يحاول بأي طريقة اقناع الجمهور بأن لا أمل للسلام وأن كل العالم ضدنا، والجميع لاساميون، وانه لا يوجد شريك. وفيما أكدت على «حق الشعب اليهودي بأرض اسرائيل كلها»، أضافت «عندما يكون الخيار بين ارض اسرائيل الكاملة والدولة اليهودية انا اختار الدولة اليهودية». كذلك، اعتبرت ليفني أن نتنياهو أقام دولة «حماس» في غزة والدولة الفلسطينية في الامم المتحدة. ولفتت الى أنه في الوقت الذي يتهم فيه نتنياهو الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتحدث مع «حماس»، يقوم هو بالعمل نفسه عندما أجرى معها مفاوضات في نهاية عملية عمود السحاب وفك الحصار عنها ومنحها شرعية دولية لا سابق لها وادخل خالد مشعل إلى غزة. في المقابل، دعا رئيس حزب «كديما» شاؤول موفاز، الى تشكيل حكومة وحدة وطنية خالية من المتطرفين بعد الانتخابات المقبلة، محذراً من خطر اليمين المتطرف الذي لا يريد حلولا وسطى تؤدي الى اتفاق. واشترط للمشاركة في حكومة كهذه، استئناف المفاوضات السياسية مع السلطة الفلسطينية وتبني مبدأ توزيع عبء التجنيد وتغيير نظام الحكم وتغيير السياسة الاجتماعية.
في المقابل، عبَّر نائب رئيس الحكومة، والقيادي في حزب الليكود، موشيه يعلون عن تأييده تشكيل «حكومة وحدة طوال الطريق». لكنه اضاف «في حال تبني شعار الأمل والسلام في الموضوع الاسرائيلي الفلسطيني لدينا الكثير من الأسئلة».